بريد الوطن.. استدعاء الحكايات والمآثر القديمة

بريد الوطن.. استدعاء الحكايات والمآثر القديمة
يقضى كلٌ منا وقته الآن بالمنزل بشكل مختلف، فالبعض يقضيه فى قراءة القرآن الكريم أو القراءة العامة، والنت وتجربة أكلات جديدة لوغاريتمية، وغالباً تكون النتيجة وجبة مجهولة الهوية، والحديث عن المآثر والبطولات، وإما أن تكون حقيقية، أو تلك التى يختلقها البعض ليحكيها لأبنائه: لولا مسئولية الأسرة لكنت على قمة العمل فى كذا، ووكيل وزارة كذا ورئيس تحرير جريدة كذا، وكنت أغنى من فلان المليونير، وكنت سأتزوج الفنانة الفلانية أو مديرة شركة كذا، ويقوم أيضاً باستدعاء المواقف التى خذله فيها بعض الأصدقاء، أو فقد السند والأحباب وضياع النصيب والأموال ووأد الميراث والحقوق من الأقارب! فحضرتنى بقوة الآية العظيمة الكريمة «لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ» (سورة الحديد). إن ما دفعنى لكتابة هذه السطور هو حالة من الضيق يمر بها صديق فى هذه الفترة، والحديث عن الندم على ما ضاع وفات، وكما يقول وليم شكسبير إن البكاء على آلام مضت هو أفضل وسيلة لاجتذاب آلام جديدة، والبقاء فى هذه الحالة النفسية هو سلوك متراجع يؤدى إلى الفشل والوقوف طويلاً فى نفس المرحلة، فالكفاح واستمرار العمل والمثابرة وممارسة الهوايات والرياضة والتعاون وإسعاد ونفع المجتمع الذى تعيش فيه هو السلوك الواقعى الذى يطرد هذه الأفكار، ويرتقى بالإنسان لينفع من حوله، ويصعد بالجميع إلى المستويات المستحقة، وتؤكد ذلك الآية الكريمة «فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب» (سورة الشرح)، فهى دعوة آمرة بالكد والعمل والتوكل الصادق على الله، وعدم الاستسلام للفراغ، ثم يأتى الفرج واليسر من عنده تعالى.
أحمد حمزة نمير
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com