بريد الوطن.. التشبث بالأمل ونصر الله

بريد الوطن.. التشبث بالأمل ونصر الله
يدور الإنسان فى فلك المشكلات الواحدة تلو الأخرى، ويتقلب على بحار من التوجّعات، ويسوى جسده فوق نار من الأحقاد، ويعلو بنفسه فوق النفوس المريضة، ويسابق الزمن فى حصد الأموال، ويخاصم الكثيرين فى سبيل الأنا وحب الذات، ويحارب القدر لكى يلحق لقمة العيش التى هى فى الأساس مكتوبة على الجبين، يخاف من الموت وهو حق، يخون الأمانة ويتحالف مع الشيطان، فيكون طريق المعاصى مفروشاً بالورود، عجبى على نفس لا تشبع ونفس لا ترضى ونفس لا تقنع ونفس تهوى الوحدة خوفاً من بطش المتجبرين، وبعد كل الضنى والشجن والحزن، يصبر المرء ويحتسب فيرسل الله تعالى إليه شعاع الأمل يرفرف على جناحى التقوى والإيمان، فيتحرر الإنسان ويصبو إلى غايته فرحان بنصر الله، يسود التفاؤل كل الأرجاء وتلمع عيناه بيوم الحساب ورؤية المبطشين كيف كانت نهايتهم الأليمة، يومئذ يفرح المؤمنون، لو لم يوجد الأمل لأصبح الإنسان يعيش مثل الحيوانات يُساق بلا عقل، يفقد الضمير فى دروب الحياة، ما أجمل تمنى الأمل والنجاح للآخرين قبل النفس الأمارة بالسوء، مهما يعذّب الأمين يظل كارهاً للاستعباد، ويلفظ الجور والامتهان، حرية الإنسان ليست للبيع فى سوق النخاسة، فقد عفا عليها الزمان وطهرنا منها بقدوم الإسلام، وكرم بنى آدم، وأتاه الله تعالى خير الجزاء، هموا إلى طريق العدل وارفعوا الميزان، وأسقطوا الخونة والمتآمرين، أبطلوا الخطط التى تدار فى الخفاء، عظمة الأمم فى رفعة الآمال والتطلع لفرحة الأجيال، فعلنا ما نستطيع، وقاومنا الموج العاتى والرياح العاصفة بالوجدان، لن نعيش أبداً منكسى الرؤوس، ونتخلى عن الأبرياء الذين ضحّوا بأرواحهم فى سبيل رخائنا وعزتنا بعد الخيبة والركود والإذلال، يجرح المرء وتسيل منه الدماء ويأبى أن يضل الطريق ويستكمل النضال والكفاح، تاريخ شاهد على التضحيات وتجمعات وصرخات غيرت مجرى المياه.
سامى جابر الشيخ
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com