بريد الوطن.. بين وهم السعادة وطبيعة مشاعرنا

بريد الوطن.. بين وهم السعادة وطبيعة مشاعرنا
لا تحزن أبداً، قاوم ذلك الألم فوراً، هيا قم وافعلها الآن، جرعات قوية من الأمل التى ترفع عزيمتنا، هى وسيلة يستخدمها الكثيرون لرفع معنويات الغير بلا وعى كافٍ ويستقبلها آخرون بإرادة فورية وقوية أيضاً بلا وعى كافٍ، وسرعان ما تهبط بعد فترة قصيرة فلماذا يحدث ذلك؟!
هناك فهم مغلوط يخلط بين وهم السعادة مع طبيعة المشاعر، فقد نستمع إلى العديد من الجمل السابق ذكرها فترتفع حالتنا النفسية فى لحظات كبالون الهواء الضخم، ولكنه فارغ من الداخل ويحدث ذلك نتيجة التركيز على حالة السعادة الفورية ورفض مشاعر الألم دون مواجهتها وتسمى تلك الحالة بـ«وهم الراحة».
فى نشرة حديثة لإحدى المجلات المتخصصة فى الطب النفسى أخبرتنا بأن الكتب التى تدفعنا إلى أن نصبح سعداء فى الحياة بشكل دائم كانت السبب فى زيادة إلقاء اللوم على النفس لدى البعض، وأدى ذلك لزيادة معدلات الاكتئاب فى الولايات المتحدة كنتيجة لتمسكهم بجانب واحد فقط من مشاعرهم.
أما عن طبيعة المشاعر، فإن هناك العديد من العواطف الأساسية قد خُلِقنا بها وعلينا تقبلها جميعاً تشمل السعادة والحزن، وتشمل التقبل، كما تشمل أوقات الغضب ويسمى هذا بـ«السواء النفسى»، أما السعى الدائم لأن تصبح قوياً إيجابياً بغلو ومبالغة فمعنى ذلك أنك ستفقد السعادة بالكامل فى يوم ما.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com