من الجزائر إلى العراق.. السلطة على كرسى متحرك

كتب: محمد حسن عامر وإنجى الطوخى

من الجزائر إلى العراق.. السلطة على كرسى متحرك

من الجزائر إلى العراق.. السلطة على كرسى متحرك

فى مراسم باهتة، وعلى كرسى متحرك صار أسيراً له منذ أن أصيب بجلطة دماغية فى أبريل الماضى، ظهر الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة ليؤدى اليمين الدستورية رئيساً للبلاد لولاية رابعة، قعيداً على نفس الكرسى المتحرك الذى ظهر به وهو يدلى بصوته فى الانتخابات الرئاسية. واكتفى الرئيس المنتخب للمرة الرابعة خلال أداء اليمين الدستورية، بخطاب إلى شعبه دام لدقيقتين فقط، وأدى بوتفليقة «77 سنة» اليمين مكرراً القسم وراء رئيس المحكمة العليا بصوت خافت، لا يكاد يسمع، ويده اليمنى على القرآن الكريم، مع أن التفسير القانونى للدستور يتطلب أن يقف الرئيس على قدميه، ويرفع يده اليمنى لأعلى، ويؤدى اليمين بصوت عالٍ، لكن الرئيس المريض لم يكن قادراً على أن يفعل أكثر من ذلك. «بوتفليقة» لم يكن الرئيس الوحيد الذى ظهر ليشارك فى فعالية سياسية على كرسى متحرك، فأمس بثت القنوات العراقية صوراً للرئيس العراقى «جلال طالبانى»، وهو يدلى بصوته على كرسى متحرك فى الانتخابات البرلمانية العراقية، خلال وجوده فى ألمانيا لتلقى العلاج، ويعالج «طالبانى» أيضاً من جلطة دماغية تعرض لها فى أواخر عام 2012، إلا أن الرئيس العراقى لا يملك صلاحيات واسعة للحكم مقارنة بنظيره الجزائرى. «أنظمة الحكم فى الدول العربية والعالم الثالث معظمها يصل إلى السلطة عبر تقاليد غير ديمقراطية، ويرفض بالمقابل أن يعطى أى فرصة لممارسة الديمقراطية فى بلاده»، هو ما أكده الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة القاهرة، الذى اعتبر أن ما يحدث حالياً فى العراق والجزائر دليل على ذلك، ففى الجزائر ما زالت الحرب الأهلية تلقى بظلالها على المشهد السياسى وتمثل السبب الرئيسى فى استمرار حكم «بوتفليقة» حتى الآن رغم سنه المتقدمة، فالحرب التى استمرت لمدة 10 سنوات بين عدد من الفصائل الإسلامية، على رأسها جبهة الإنقاذ الإسلامية، جعلت أى قوى سياسية فى الجزائر تخاف من مجرد الاعتراض على استمرار نظام حكم «بوتفليقة». السبب الثانى من وجهة نظر «د.مصطفى» هو رؤية قطاع من الجزائريين والعراقيين أن الدول التى قامت بها ثورات لم تحقق أى استقرار مثل مصر وتونس، كما أن الصادرات البترولية التى ساهمت فى تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية فى الجزائر كانت دافعاً لهم لعدم الخروج لإسقاط الحاكم.