بريد الوطن.. ليتك معى (قصة قصيرة)

بريد الوطن.. ليتك معى (قصة قصيرة)
رحل حبيب كان يأتى كل ليلةٍ، يتحدث معى حتى تشرق الشمس، ما إن غبت عنه لحظة أثار الغضب فى فؤاده وفاض علىَّ أشواق الحنين، كان بمثابة دعوةٍ أدعوها من سنين، وأرجوه من الله ولكنه تركنى وخذلنى وأصبح مثل الباقين.
كان يمتلك عينين بُنيتين، يتشابه لونهما بلون بُن قهوته الغامقة، وهدوؤهما بهدوء نسمات الفجر الساكنة، تُضلل عليهما رموشٌ سوداء كثيفة وكأنها حصن إلهى لتلك المعجزة، كان بهما سحرٌ يقيد فؤادى، وعندما تأتى الشمس عليهما وتعكس أشعتها تزيد ما بهما من جمال ورونق، وكأنها تلقى تعويذة عليهما تلك التعويذة التى قد قُرئت وحُفرت على قلبى كوشم من المحال نزعه، ولم يستطع شخص فك شفراتها ولعنتها سواه. كان حلماً جميلاً وأصبح الآن كابوساً معتماً، هو من رأى فى عينى رونقاً لم يرَه أحد غيره، هو من جعل قلباً لم يعرف معنى الحب يخفق بشدة ويشتاق بجنون، هو الذى حرك مشاعر مدفونة لم أدرك فى يوم أننى كنت أمتلكها، هو الذى جعلنى أشعر بأننى أميرة بين فتيات عصرى، هو من عوَّدنى على سماع الأشعار والخطابات، هو من كان سبباً فى كتاباتى الآن، ارحل وابتعد كيفما شئت فلن يتغير الفؤاد مثلك ولن ينشغل إلا بك، إن خنت أنت العهد فلن أخونه أنا، فأنا أفتخر بنفسى لأن لدىَّ قلباً أحب بصدق حباً نقياً سأحتفظ به وسأرعاه كما كنت أرعاك دوماً.
آية عبدالفتاح محمود سليمان
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com