بريد الوطن.. ما بين انتشار كورونا وانحساره

كتب: بريد الوطن

بريد الوطن.. ما بين انتشار كورونا وانحساره

بريد الوطن.. ما بين انتشار كورونا وانحساره

هناك فئة لا يُستهانُ بها، فلا هم مستهترون ولا هم جهلة، لا هم شباب ولا كبار سن فقط، هم فئة تجمع الكل بشكل تلقائى غير مقصود، فخروجهم خروج المضطر الذى لا حيلة له سوى السعى لكسب رزقه.

ما بين الخوف من المجهول «فيروس كورونا» والخوف من انقطاع الرزق وأسبابه، تظل تلك الفئة حائرة تتوسل لله بالدعاء وتضحى بنفسها فى سبيل بقاء أسرتها بالمعنى الحرفى، لأنها معركة إما ظفرنا وإنا هُزمنا.

ما بين مؤيد ومعارض لما تفعله الصين، بين الكوميكس الهزلية التى تُنشر على مواقع التواصل الاجتماعى، تظل هذه الفئة هى الأكثر ذعراً ووجعاً من الأمر الخفى الذى لا يعلمون هل هو مؤقت قيد الانحسار والسيطرة أم دائم أوشك على الانتشار، فهم يحملون هم أسرهم، أبنائهم، آبائهم، كل من لديهم من قريبٍ أو بعيد، يحملون هَم يوم لا يستطيعون فيه تحمل نفقات علاج أحدهم، أو توفير حق التنقل بالمواصلات العامة، أو ربما قضاء أدق حوائجهم وأهمها. كلنا لدينا الأب والأخ والصديق ممن يهتم بنا ويخشى علينا من كل شىء حولنا، عملنا.. القرارات الحكومية وأساليب تنفيذها، الاحتكاكات الخارجية.. حتى من أنفسنا وتصرفاتنا نحو ذواتنا.

ومع كل ذلك، يلتزمون بنظافتهم الشخصية، يغسلون أياديهم ليل نهار بالماء والصابون، قدر استطاعتهم يعقمون أياديهم ولا يسلمون على أحد، يكتفون بالابتسامة وهز الرأس بالسلام أو حتى الإشارة من بعيد، لذا فهم مصدر قوى للتفاؤل والتوكل على الله والدعاء المتواصل لفك الكرب وإزاحة الغمة.

                                                 أسماء محمد عبدالخالق       

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com 


مواضيع متعلقة