بائعو "البصل والليمون" في ورطة: الخسائر كتير في شم النسيم

كتب: منة عبده

بائعو "البصل والليمون" في ورطة: الخسائر كتير في شم النسيم

بائعو "البصل والليمون" في ورطة: الخسائر كتير في شم النسيم

على مدار التاريخ يحتفل المصريون بعيد "شم النسيم" بطقوس خاصة ميزتهم عن غيرهم من الشعوب والأمم، لعل أبرز هذه  المظاهر شراء الرنجة والفسيخ والأسماك المملحة، بجانب الحرص على تناول الليمون والبصل الأخضر، مما يروج من حركة البيع والشراء لدى بائعي الخضراوات.

 وبعد قرار الحكومة بغلق الأسواق بداية من يوم الجمعة حتى الإثنين المقبل، للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، انخفضت الإقبال على بائعي الخضروات، في الموسم الذى ينتظرونه كل عام.

"أول مرة شم النسيم يعدي عليا وأنا قاعد في البيت، كل سنة كنت ببقى في السوق وكأنه يوم عيد".. بهذه الكلمات بدأ سيد علي، فى أوائل الأربعينات، بائع بصل أخضر وليمون، بأحد أسواق الخضار بمنطقة شبرا الخيمة، حديثه عن اختلاف شم النسيم هذا العام عن ذي قبل، إذ كان ينتظره "سيد" من العام للعام، بسبب زيادة الإقبال عليه، لكون البصل والليمون من أساسيات ذلك اليوم، فيقول: "يوم شم النسيم كان بيعوض لي مبيعات السنة كلها، لأن الطلب عليها كان كبيرا".

وأشار إلى أن غلق الأسواق لحين مرور يوم شم النسيم أثر عليه سلبا، لا سيما أنه أحضر كمية كبيرة من البصل والليمون لبيعها قبل معرفته بالقرار: "الأسبوع اللي فات زودت الكمية اللي متعود اشتريها، عملت حساب الناس اللي هتيجي تشتري مني يوم الحد والاتنين".

من جانبه قال عبدالله محسن، ٣٦ عاما، بائع خضروات بأحد الأسواق الشهيرة بمنطقة الدقي، إن الإقبال على شراء البصل والليمون كان محدوداً جداً يوم الخميس الماضي: "الليمون والبصل بيزداد الإقبال عليهم في شم النسيم والعيد الصغير، فالليمون يكسر سم الفسيخ والأسماك المملحة"، مضيفًا: "دايمًا زرع البصل والليمون بيطلع أحلى في شم النسيم عن السنة كلها، كأنه بيحتفل معانا بالموسم".

وتابع "عبدالله" أن سعر الربطة الواحدة من البصل الأخضر يتراوح بين جنيه ونصف إلى جنيهين، بينما سجل سعر كيلو الليمون ١٢ جنيها: "بيبع أنواع كتير من الخضار، لكن قبل شم النسيم يزود كمية البصل والليمون، لأنه بيكون موسم السنة كلها".

ويأمل عبد الله في تعويض مبيعات يومي الأحد والإثنين خلال باقي الأسبوع، عند شراء المواطنين خزين شهر رمضان: "بقالي ٣ أسابيع باقعد في البيت جمعة وسبت، والإسراع ده زاد يومين مهمين بالنسبة لنا، وإن شاء الله نعوضها قبل رمضان".

لم يختلف الوضع كثيرا عند رجب الخضري، فى أواخر الأربعينات، بائع خضراوات بسوق سليمان جوهر، بمنطقة الدقى، إذ شهد إقبالا ضعيفا من قبل المواطنين في نهاية الإسبوع الماضى، مما كدس كميات كبيرة من البصل والليمون لديه داخل المحل "بقالى ٣٠ سنة شغال في السوق، وعمري ما شوفت الوضع ده في موسم شم النسيم"، مضيفا أنه كان يجهز لهذا اليوم قبل مجيئه بأسبوع كامل، إذ كان يضاعف كمية البصل والليمون والخس قبل حلول الموسم، ويظل موجوداً داخل محله لساعات متأخرة من يوم الإثنين: "يوم شم النسيم ما كنتش بقضيه في البيت، كنت بفضل موجود في السوق، لأن الزبائن كانت بتيجي طول اليوم تشتري بصل ولمون".

وأشار إلى أن البصل والليمون أهم من الخبز في وجبات شم النسيم، اعتاد المواطنون على شرائهما عند خروجهم للحدائق والعزومات: "اليوم ده الناس كلها بتستناه مش إحنا بس، لإنه معروف بالرنجة والفسيخ والبصل والخروج، صعب إنه يعدى علينا واحنا في البيت.. يمكن دخول رمضان هيزود شوية عملية البيع والشراء، على الأقل يعوض لينا الأربع أيام دول إللي كنا هنكسب فيهم كتير".


مواضيع متعلقة