بروفايل| «أبومازن» نهاية الانقسام
حين وصل إلى منصبه الحالى رئيساً للدولة الفلسطينية فى عام 2005، حامت الشكوك حول قدرته على إدارة البلاد فى ظل الاحتلال الإسرائيلى الذى ترزح تحته منذ عقود. البعض قال إنه لن ينجح فى أى شىء ولن يملأ مقعد سلفه الراحل ياسر عرفات، وآخرون أملوا أن يحقق ما فشل فيه مسبقاً من سلام مع إسرائيل وإعلان الدولة الفلسطينية رسمياً إلى جانب دولة إسرائيل، ولكن الرياح وقتها أتت بما لم تشتهِ السفن، فبحلول صيف عام 2007 بدأ الانقسام الفلسطينى فى أعقاب الأزمة السياسية التى نتجت عن الانتخابات التشريعية التى أجريت فى 2006، وأصبح لـ«الضفة» سلطة تحكم، غير تلك التى تحكم «غزة».
الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» لا يزال فى نظر البعض -داخلياً وعربياً- غير قادر على إدارة المعركة مع الاحتلال الإسرائيلى، خاصة أن ولايته رئيساً للبلاد انتهت رسمياً فى عام 2009.. فيلقبونه فى الداخل بـ«الرجل الضعيف». منذ فترة قصيرة، بدأت الآمال تلوح فى الأفق بإمكانية تحقيق السلام مع إسرائيل وسط مساعٍ حثيثة من جانب الولايات المتحدة، وُضعت حينها مهلة محددة قوامها 9 أشهر للتوصل للاتفاق النهائى للسلام.. قال حينها: «سنسير فى الطريق لآخره. إما أن نحصل على ما نريد أو ننتظر عاماً أو اثنين، انتظرنا أكثر من 60 عاماً»، كانت محاولة للمراوغة ضد عدو يأبى التنازل عن شىء ليس من حقه فى الأساس، ولكنها انتهت بتعنت إسرائيلى ضد المطالب الفلسطينية، فتوجهت الأنظار نحو المصالحة علها تحل الأزمة.
المصالحة ليست بالشىء الجديد، فمنذ الانقسام فى 2007 دأبت الدول العربية على محاولة رأب الهوة بين الجانبين، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل، ومع كل بادرة أمل باتفاق مبدئى يبرم فى مصر، تنتهى الأمور بظلام حالك وخلافات أكبر.
فكرة المصالحة فى حد ذاتها أمر يثير استياء إسرائيل وكل من يدعمها، فهى تفضى فى النهاية إلى توحد الجانبين فى مواجهة عدو واحد، بدلاً من الانشغال فى حربهما الداخلية وتناسى العدو الإسرائيلى. بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، خرج عن صمته بعد ساعات معدودة من إعلان الاتفاق مبدئياً على المصالحة، مؤكداً أن «أبومازن» عليه الاختيار بين «المصالحة مع حماس» أو «السلام مع إسرائيل»، زاعماً أنه لا يمكن للاثنين أن يلتقيا أبداً.