مدير "الأمراض الصدرية": دراسات مكافحة تطعيم الدرن لفيروس كورونا "تجريبية".. ولا يمكن الجزم بنتائجها

كتب: شيماء عادل

مدير "الأمراض الصدرية": دراسات مكافحة تطعيم الدرن لفيروس كورونا "تجريبية".. ولا يمكن الجزم بنتائجها

مدير "الأمراض الصدرية": دراسات مكافحة تطعيم الدرن لفيروس كورونا "تجريبية".. ولا يمكن الجزم بنتائجها

قال الدكتور وجدى أمين، مدير عام الإدارة العامة للأمراض الصدرية بوزارة الصحة والسكان، مدير البرنامج القومى لمكافحة الدرن، أحد أعضاء اللجنة العلمية الواضعة للبروتوكول العلاجى لمكافحة فيروس كورونا المستجد، إن خطة الوزارة لمواجهة كورونا تم وضعها، وفقاً لأسس علمية، بالتعاون مع خبراء من منظمة الصحة العالمية، وإلى نص الحوار:

حدّثنا عن الوضع الحالى لخطة وزارة الصحة والسكان لمواجهة فيروس كورونا المستجد؟

- الوزارة تخوض خطة لمواجهة فيروس كورونا، وهو الفيروس الذى حدث له تفشٍ كبير على مستوى العالم، هذه الخطة كانت مدروسة بشكل جيّد، وموضوعة وفقاً لأسس علمية، بالتعاون مع خبراء من منظمة الصحة العالمية، بناءً على معايير ولوائح صحية دولية، وتنفيذها يتم بين الوزارة وكل الجهات المعنية، وتحت إشراف القيادة السياسية، وتهدف إلى انتهاء الجائحة بأقل الخسائر، وألا يحدث انتشار مجتمعى للفيروس، وإن كان لا يوجد أحد معصوم من الإصابة به، لكن على قدر الإمكان كلما قلّلنا الإصابة بالفيروس قلّت الأضرار الناتجة عنه، سواء البشرية أو الاقتصادية أو المجتمعية.

لجنة بروتوكول كورونا العلاجى استعانت بالتجربة الصينية بما يناسب إمكانات مصر.. وتواصلنا معهم عبر "الفيديو كونفرانس"

وماذا عن البروتوكول العلاجى الذى وضعته الوزارة من قِبل لجنة علمية كنت أحد أعضائها؟

- من ضمن الخطة التى وضعتها الوزارة كان وضع دليل إرشادى لعلاج الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد، فمن واجبنا أن نعلم الفرق الطبية كيفية التعامل مع الحالة من أول الاشتباه بها، وحتى إثبات إصابتها من عدمها، والمراحل التى تمر بها الحالة، بداية من الفحوصات، وحتى خضوعها للعلاج فى مستشفيات العزل إن ثبتت إصابتها، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع كل مراحل الحالة، سواء الحالة التى لا تظهر عليها أمراض، أو الحالة البسيطة، أو المتوسطة، أو الحادة، أو التى تحتاج عناية مركزة، لذلك كان قرار الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، بضرورة تشكيل لجنة من أساتذة الصدر من جامعات عين شمس وقصر العينى والمعاهد القومية واستشاريى الصدر والحميات، وقامت بوضع دليل إرشادى وفقاً للموصى به من خبرات بعض الدول فى كيفية التعامل مع فيروس سى، وتم وضع البروتوكول.

ما أبرز تفاصيل هذا البروتوكول؟ وكيف يتم العمل به؟

- يتضمن البروتوكول معايير ثابتة، مثل كيفية التعامل مع الحالات من مجرد الاشتباه بالحالة، حتى إثبات الإصابة من عدمها، أما بالنسبة إلى الأدوية، فمن المعروف أننا نتعامل مع فيروس وبائى جديد ومتسبّب فى جائحة، فبالتالى لا تكون طبيعته معروفة من قبل، بمعنى أن الجائحة هى انتقال الفيروس من إنسان إلى إنسان ولا توجد مناعة لدى الإنسان من هذا الفيروس ولا أدوية نوعية لمواجهته، ولكى يتم إيجاد علاج أو تطعيم لهذا الفيروس فإن الأمر يستغرق وقتاً طويلاً ويحتاج إلى تجارب كثيرة، لذلك لا بد من وجود حاجة ثابتة نعمل عليها بخصوص العلاج إلى أن يجد جديد، ومن ضمن الحاجة الثابتة أن يكون هناك بروتوكول ثابت وموحّد يلتزم به الأطباء فى جميع المستشفيات على مستوى الجمهورية، وإن حدثت أى تغييرات يتم إعلام الأطباء والمستشفيات بها أولاً بأول.

وماذا عن حالات الإصابة من الأطفال؟ هل يطبّق عليهم البروتوكول الموحد نفسه، أم أن هناك اختلافاً نتيجة صغر السن؟

- البروتوكول نفسه تم ذكر الأطفال فيه مع تعديل بعض الجرعات وطرق العلاج، بما يتناسب مع وزن وعمر الطفل.

هل تمّت الاستفادة من التجربة الصينية، خاصة أن الوزيرة حصلت على الوثائق المحدّثة، أو ما يُعرف بالنسخة السادسة فى مواجهة فيروس كورونا خلال زيارتها الأخيرة إلى الصين؟

- بالطبع، أثناء وضعنا البروتوكول العلاجى لفيروس كورونا، تمت الاستعانة بالبروتوكول الصينى فى معظم الأمور، وبما يتناسب مع الإمكانيات الموجودة فى مصر، سواء من ناحية الأدوية أو من ناحية الفحوصات والإمكانيات المادية، كما تمت الاستعانة ببعض الأبحاث التى تم نشرها خلال فترة الوباء فى الصين، وتمت دراسة كل جوانب وطرق العلاج، إلى أن وصلنا إلى أنسب طريقة للعلاج فى مصر، وطبقاً لما هو متاح من أدوية، والحمد لله تم توفير الأدوية الخاصة بالعلاج، وتمت كتابة توصيات إلى وزيرة الصحة لتوفيرها بكميات كبيرة، كما نسّقت الوزيرة بين أعضاء اللجنة العلمية والجانب الصينى، وتم إجراء فيديو كونفرانس بين الجانبين، وتمت مناقشة البروتوكول معهم والرد على جميع استفسارات اللجنة.

كيف يتم اكتشاف الحالات الحاملة للفيروس دون أعراض؟

- اكتشاف هذه الحالات يكون أمراً سهلاً جداً، لأن أغلبها يكون من المخالطين لحالات إصابة بفيروس كورونا المستجد، بمجرد أن يتم اكتشاف إصابة بالفيروس، يتم فحص جميع المخالطين لها، وبالتالى أستطيع اكتشاف الحالات المصابة قبل أن تظهر عليها أعراض.

ما أكبر تحدٍّ يواجهكم حتى الآن؟

- العمل على عدم تفشى وانتشار الفيروس، وحتى لا يحدث ذلك الأمر، يجب توعية الناس وتشجيعهم على الالتزام بالإجراءات الاحترازية، حماية الشخص تبدأ من حماية الجمهور وتوعيته وحماية الفريق الطبى لكى يستطيع مواصلة عمله هو عدم زيادة الحالات، حتى لا يتم الضغط على الفريق الطبى واستنزاف موارد الدولة، لو حافظنا على المعدلات البسيطة دى، سوف يستمر الفريق الطبى فى مواصلة عمله بمستشفيات العزل، وخلف مستشفيات العزل توجد الفرق الطبية فى مستشفيات الصدر والحميات التى تستقبل الحالات المشتبه فى إصابتها بالفيروس، وهم أيضاً يتعرّضون لضغط شديد.

وماذا بشأن عدد المستشفيات التى تستقبل الحالات المشتبه فى إصابتها بفيروس كورونا المستجد؟

- يوجد 47 مستشفى حميات على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى 33 مستشفى صدر، أى 80 مستشفى يقوم باستقبال الحالات المشتبه فى إصابتها بفيروس كورونا المستجد، ويقع على تلك المستشفيات عبء كبير جداً، حيث تستقبل الحالات لتشخيصها وفرزها، وفقاً للبروتوكول العلاجى.

وما الفحوصات التى تقوم بها مستشفيات الحميات والصدر فى حال وصول حالة اشتباه؟

- وفقاً للبروتوكول العلاجى، الذى يبدأ بمجرد وصول حالة مشتبه فى إصابتها بكورونا، يتم إجراء أشعة على الصدر وأخذ صورة دم كاملة للتأكد من معدلات كرات الدم البيضاء والخلايا الليمفاوية، والتأكد من التاريخ المرضى للحالة، والسؤال إذا كانت الحالة قادمة من الخارج أو مخالطة لحالة مصابة، بعد نتائج الفحوصات يقرّر الطبيب، وفقاً للبروتوكول العلاجى إذا كانت الحالة مشتبهاً بها يتم أخذ عينة وإرسالها إلى المعامل المركزية وعزلها لحين وصول النتيجة، والتى تستغرق بأقصى تقدير 48 ساعة، فإذا جاءت إيجابية يتم تحويله إلى مستشفى العزل.

بالنسبة للحالات التى جاءت نتيجتها إيجابية وتحوّلت إلى مستشفيات العزل، كيف يتم التعامل معها؟

- بمجرد وصولها إلى مستشفى العزل، فإنها تخضع للبروتوكول العلاجى، الذى يخضع فيه المريض لتلقى العلاج لمدة 5 أيام، وبعدها يتم أخذ مسحة من المريض لتحليلها، فإذا جاءت النتيجة إيجابية يستمر المريض فى تلقى العلاج، أما إذا جاءت النتيجة سلبية فى المرة الأولى، ينتظر لمدة 48 ساعة، وتؤخذ مسحة ثانية، فإذا ظهرت النتيجة سلبية للمرة الثانية، يتم دراسة خروج المريض، ودراسة حالته الإكلينيكية، ووفقاً لها يتم اتخاذ قرار خروجه، أما إذا جاءت النتيجة إيجابية للمرة الثانية فيستمر المريض فى العلاج، ويتم أخذ مسحة منه كل 48 ساعة.

بما أنك مدير عام الأمراض الصدرية بوزارة الصحة والمسئول عن البرنامج القومى لمكافحة الدرن، هل تم وضع إجراءات أو نصائح خاصة لمرضى الدرن؟

- عملنا إدارة جيّدة لشغل الدرن، العمل مستمر وتقديم العلاج لهم دون أى عراقيل، وقُمنا بتوفير الأدوية لهم لفترة أطول، بحيث لا يغادرون منازلهم، فى ظل وجود الفيروس، قُمنا بترتيب مواعيد خاصة لهم فى الوحدات والمستشفيات حتى لا يحدث تكدّس أو اختلاط، لأنه مريض نقص مناعة لو تعرض لا قدر الله لعدوى سوف يُصاب بعدوى مشتركة، والعدوى المشتركة سوف يكون لها مضاعفات وخيمة على المريض.

ظهرت بعض الأبحاث فى جامعة هارفارد الأمريكية تتحدث عن أن تطعيم الدرن يقوى المناعة ضد الإصابة بفيروس كورونا المستجد، فما تعليقك؟

- طبعاً توجد دراسات تجريبية، سواء على أدوية أو أمصال أو تطعيمات أو لقاحات، وسمعنا عن آخر دراسة تمت على 4 آلاف أسترالى، أخذوا جرعة منشطة من تطعيم الدرن، لأنها تحفز عندهم الجهاز المناعى وتجعل الجسم قادراً على صد فيروس كورونا، لكن مثلما تحدّثنا من قبل هذه ما زالت دراسات تجريبية ولا يمكن الجزم بنتائجها حتى الآن، نحن فى انتظار النتائج وأن يتم تجريب هذه الدراسات على قطاع أكبر، ولو فعلاً ثبتت صحة نتائجها هيكون من حسن حظنا، خاصة أن مصر من الدول التى يكون فيها تطعيم الدرن إجبارياً بعد أول 3 شهور فى الولادة.


مواضيع متعلقة