د. أحمد عكاشة: لا يوجد نبذ أو تجريح لمرضى كورونا.. ويجب تقليل الخوف حتى لا يتحول إلى هلع

د. أحمد عكاشة: لا يوجد نبذ أو تجريح لمرضى كورونا.. ويجب تقليل الخوف حتى لا يتحول إلى هلع
- أحمد عكاشة
- الطب النفسي
- فيروس كورونا المستجد
- فيروس كورونا
- كورونا
- كوفيد 19
- أحمد عكاشة
- الطب النفسي
- فيروس كورونا المستجد
- فيروس كورونا
- كورونا
- كوفيد 19
قال الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسى، ومستشار الرئيس للصحة النفسية، إنه لا يوجد وصم مرتبط بفيروس كورونا «كوفيد 19» وإنما حالة خوف من المرض، لأنه معدٍ، ويتطلب العزلة الاجتماعية.. وإلى نص الحوار.
لماذا تحولت الإصابة بفيروس كورونا إلى وصم مجتمعى لدى بعض الأشخاص؟
- لا يوجد وصم لمرضى الكورونا، لكن يوجد خوف من المرض، وهناك فرق كبير بين الوصم والخوف، الوصم يعنى النبذ والتجريح، أما الخوف فهو أمر طبيعى ومفيد، لأنه فى النهاية سوف يساعد الناس على العزل الاجتماعى، وهذا الخوف يمكن العمل على تقليله، لكن إذا زاد هذا الخوف عن حد معين يمكن أن يتحول إلى مرض يشبه مرض الوسواس القهرى، والإصابة بالوسواس ستجعل الشخص طول الوقت يفكر فى أنه سوف يتعرّض للإصابة بالمرض وسوف يترتب على هذا الأمر الابتعاد عن كل متعة وبهجة بالحياة.
مستشار الرئيس للصحة النفسية: وسائل الإعلام تلعب دوراً فى إثارة مخاوف الناس
مَن المسئول عن هذا الخوف؟
- نسبة كبيرة من المسئولية تقع على وسائل الإعلام، فهناك الكثير من المواد التى تبث عبر وسائل الإعلام تشجع هذا الخوف، مثل الحديث عن العزل الاجتماعى للحد من انتشار العدوى.
عكاشة: مطلوب الابتعاد عن شائعات "فيس بوك"
كيف نستطيع مواجهة هذا الخوف؟
- يمكن مواجهة هذا الخوف من خلال إيجاد وعى وضمير جمعى لعدم نشر الشائعات، خاصة أن نسبة كبيرة من الشائعات تصل إلى 80% تكون غير صحيحة، خاصة المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعى، وتحديداً «فيس بوك»، لأن أغلب المعلومات المتداولة غير صحيحة ولم يثبت مدى صحتها، مثل الأحاديث عن تقوية المناعة ووصفات الأكل المنشورة.
بماذا تنصح الأشخاص لتجنب الخوف والهلع الناتجين عن متابعة أخبار كورونا، سواء عبر منصات التواصل الاجتماعى أو وسائل الإعلام؟
- هناك مجموعة من النصائح، أبرزها تجنّب الأخبار التى تسبّب القلق والحزن، وألا تزيد محاولات الأشخاص فى معرفة المعلومات والخطوات اللازمة لحمايته وحماية أحبائه على مرة أو مرتين يومياً، وليس طوال الوقت، لأن هذا الأمر سوف يولّد لديه حالة من القلق والهلع، ويجب ألا تدور حياة الأشخاص حول الوباء، وأن يحاولوا التمتّع والتواصل الاجتماعى مع الأصدقاء، بالإضافة إلى ممارسة بعض الأنشطة فى المنزل، مثل ممارسة الرياضة والقراءة.
كيف ترى الانعكاسات التى فرضها انتشار الفيروس على سلوكيات الأفراد؟
- العزلة الاجتماعية التى فرضها الفيروس لها جانب إيجابى، يجب استغلاله بشكل جيد، وهى أن يجلس الآباء والأمهات مع أولادهم، وأن تكون هذه العزلة فرصة للتواصل الاجتماعى، خاصة أن التقدّم التكنولوجى جعل الأسرة طوال الوقت تعيش مع هذه الأدوات، وتركوا الحميمية الأسرية، وفرصة جيّدة لجلوس أفراد الأسرة مع بعضهم.
الفيروس القاتل غيّر أولويات القوة فى العالم من المال والأسلحة إلى القطاع الصحى
وماذا عن انعكاسات انتشار الفيروس على المجتمعات العالمية؟
- العالم كله بعد كورونا سوف يتغير، فقبل انتشار هذا الفيروس كان العالم يعتمد على المال والمنصب، كأداة لإثبات القوة، لكن مع ظهور هذا الفيروس الضعيف الذى لا يمكن أن يراه أحد بالعين المجرّدة، ولم يفرّق فى إصابته بين الغنى والفقير والمتعلم والجاهل، قد يكون سبباً فى انتهاء التعصّب لدولة معينة، وأن يكون الانتماء فى الفترة القادمة للإنسانية والمحبة والمساواة بين الناس، فظهور هذا المرض كان بمثابة صحوة فى العالم.
هل معنى ذلك أن الفيروس استطاع أن يغير مقاييس القوى فى العالم؟
- انتشار الفيروس أكد أن الأولوية لن تكون لقوة الأسلحة، لكن لقوة القطاع الصحى، ومع ظهور الفيروس حدثت فجوات فى الأنظمة الصحية لدول كبرى.