زاهي حواس يوضح كيف كشف الكاريكاتير عن الوجه الآخر من حياة الفراعنة

كتب: انتصار الغيطانى

زاهي حواس يوضح كيف كشف الكاريكاتير عن الوجه الآخر من حياة الفراعنة

زاهي حواس يوضح كيف كشف الكاريكاتير عن الوجه الآخر من حياة الفراعنة

أكد عالم الآثار الكبير زاهي حواس، أن المصريين القدماء لم يكونوا ملتزمين بالمناظر العامة التي تخص الحياة في العالم الآخر أو الحياة المثلى التي يتمناها الشخص بعد الموت، لذلك فقد كانت كل المناظر متشابهة، وهي عبارة عن موضوعات يحددها الكهنة وتقدم للفنان لكي يرسمها داخل المقابر، ولكن عثر على مجموعات من الرسومات الهزلية أو الكاريكاتيرية التي قد تعبر عن الفكاهة أو عن رؤية الفنان للأوضاع الملتوية في المجتمع المصرية حينها.

وأضاف "حواس"، خلال مقالة في جريدة "الشرق الأوسط"، "لدينا منظر آخر من عصر الرعامسة أي يعود إلى ثلاثة آلاف عام، وموجود حالياً بمتحف بروكلين في مدينة نيويورك، والمنظر يظهر قطاً يخدم فأراً، وقد يظهر هذا الشكل، النبيل أو الموظف الذي يجلس على كرسيه، ويظهر ذلك على مقابر الدولة الحديثة، ويحضر إحدى الحفلات ويخدمه بنات يقدمن له الطعام والشراب والزهور، وهنا نرى أن الفنان قد غير في الأوضاع بالمجتمع، فرسم هنا القط واقفاً على قدميه وهو يخدم فأراً ويمسك في يده قطعة من قماش الكتان وفي اليد الأخرى مروحة وطائر مذبوح وعلى الجانب الآخر نرى الفأر جالساً على مقعد فخم ويلبس ملابس النبلاء، ويمسك في يده كأس الشراب، وفي يديه اليسرى نراه يمسك بوردة يقربها من فمه، ولذلك نرى الفنان هنا يشير إلى أن القط - وهو المعروف بأنه القوي الذي يقتل الفئران - خادماً ذليلاً يعمل تحت إمرته، وقد يشير الرسم الساخر ذلك، إلى ما يراه الفنان من انقلاب الأوضاع"، بحسب مقال "حواس".

وتابع "حواس"، "لدينا منظر كاريكاتير آخر يوضح ضبعاً خائفاً وهو مرسوم على شقفة صغيرة من الحجر الجيري، ويعود إلى الدولة الحديثة، وقد عثر عليه داخل منازل عمال بدير المدينة، وهم العمال الذين رسموا وحفروا مقابر الملوك في الدولة الحديثة وتركوا لنا العديد من الشقافات التي توضح أحوالهم الاجتماعية، بل وموضوعات عن علاقاتهم اليومية وعن القضايا التي كانت تقام بينهم، بالإضافة إلى معلومات عن حياتهم الشخصية.


مواضيع متعلقة