حتى "خفرع" لبس الكمامة: فاضل إيه عشان تقعدوا في البيت؟

كتب: جهاد مرسى

حتى "خفرع" لبس الكمامة: فاضل إيه عشان تقعدوا في البيت؟

حتى "خفرع" لبس الكمامة: فاضل إيه عشان تقعدوا في البيت؟

منذ سماعه خبر وقوع إصابات بفيروس كورونا على متن باخرة كانت قادمة من الأقصر إلى أسوان، شعر بمسئولية اجتماعية، ودور على عاتقه، بتقديم رسالة توعوية من خلال فنه، لحماية مصر وشعبها من الوباء المنتشر.

كان الدكتور مايكل عادل، أستاذ النحت بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا، صمم عملاً نحتياً ينادى بضرورة توقُّف الطيران والسياحة، لكن حين انتشر الفيروس فى الداخل والخارج، واتُّخذ قرار فعلى بوقف الطيران، وضع كمامة على تمثاله الذى يحاكى تمثال الملك خفرع: «صممته من الطين الأسوانى للملك خفرع الذى ينتمى للأسرة الرابعة، جالساً بكامل هيئته، وأمامه خريطة للعالم، وفوقها مجسَّم لفيروس كورونا، ما يعبِّر عن هجوم الفيروس على العالم بأكمله».

من سمات المصرى القديم حرصه على تصوير الوجه كاملاً ونحته على جدران المعابد، باعتبار أن إخفاء ملامح الوجه أو طمسها تقليل من شأن صاحبها، لذلك حرص «مايكل» على نحت وجه الملك كاملاً، ثم رسم من فوقه الكمامة ولوّنها، واستغرق فيه نحو أسبوع.

من خلف تمثال خفرع الموجود فى المتحف المصرى يظهر طائر الصقر، الذى يشير إلى «حورس» إله السماء، بما يشير إلى أن السماء تحمى الملك، وهنا استبدل «مايكل» رأس الطائر بمجسَّم للعقل البشرى: «أردت توصيل رسالة إلى العالم أن العقل وحده والعلم كفيلان بحمايتنا من الوباء المنتشر، فى ظل دعوات الدروشة الدينية»، لافتاً إلى أنه سبق أن صمم أكثر من عمل نحتى لأحداث مؤثرة، مثل حادث طبيبات المنيا، ويحتفظ بها جميعاً فى «الأتيليه» الخاص به.

مراحل لاحقة تنتظر مجسم «خفرع»، فبعد مرحلة الطين الأسوانى تأتى مراحل الصب والاستنساخ، إلى أن يصل لصورته النهائية، ويعرضه «مايكل» وأعمالاً أخرى فى معرض خاص به.


مواضيع متعلقة