الإسراء والمعراج في زمن كورونا.. غابت الاحتفالات واندثرت الطقوس

كتب: كريم عثمان

الإسراء والمعراج في زمن كورونا.. غابت الاحتفالات واندثرت الطقوس

الإسراء والمعراج في زمن كورونا.. غابت الاحتفالات واندثرت الطقوس

وسط أنباء فيروس كورونا المنتشرة، والحديث عن أعداد حالات الإصابة والوفيات جراء الوباء القاتل، حلت مناسبة الإسراء والمعراج، الأحد، تلك المعجزة التي تعد أعجب رحلة في التاريخ، حيث نَقَل الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بجسده من مكة إلى بيت المقدس، ثم عرج به إلى السماوات العلا، ثم عاد به إلى بيت المقدس، ثم أخيرًا إلى مكة، كل ذلك في جزء يسير من الليل.

في يوم 27 رجب من كل عام هجري، يحتفل المسلمون بذكرى الإسراء والمعراج، فتظهر لها العديد من الاحتفالات والطقوس الدينية والأنشاد، أما العام الحالي فمرت الذكرى مرور الكرام، دون أن تأخذ ذلك الاهتمام التي اعتادت الحصول عليها سنويًَا، بسبب فيروس كورونا الذي خطف كل الأضواء وحده.

طقوس ليلة الإسراء والمعراج في العام الحالي، افتقرت للكثير من شكلها، حيث اندثرت الاحتفالات التي كانت تقيمها وزارة الأوقاف كل عام بحضور وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، ومحافظ القاهرة، ولفيف من الشخصيات الدينية، وسفراء الدول العربية والإسلامية بالقاهرة والقيادات الشعبية والتنفيذية.

وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، قرر إلغاء كافة المظاهر الجماهيرية أو الاحتفالية بمناسبة الإسراء والمعراج، وذلك في إطار الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تتخذها وزارة الأوقاف تجاه الحيلولة دون انتشار فيروس كورونا.

داخل باحات مسجد الحسين، اندثرت الطقوس التي اعتاد المسجد أن يشهدها، من قرآن كريم وابتهالات، فيما قلت احتفالات الثقنوات التليفيزيونية والإذاعات بالذكرى، وسيطرت عليها أخبار الوباء المتنقل بين قارات العالم.

زوار حفلات الإسراء والمعراج: هنفتقد أجواء الذكر بس لازم نساعد بلدنا

حضور احتفالات ليلة الإسراء والمعراج عادة سنوية يداوم عليها "عم ناصر" أحد سكان منطقة حدائق القبة، منذ أكثر من 15 عامًا، قبل أن يحرمه فيروس كورونا من ممارسة طقوسه الدينية التي واظب عليها، "معرفتش أنزل من بيتي وخوفت على عيالي ومراتي، وكمان مفيش مساجد عاملة ليلة زي الأول كلها اتقفلت، مع إني بصراحة هفتقد أجواء الذكر".

يروي الرجل الخمسيني في حديثه لـ"الوطن"، مدى  اقتناعه بقرار غلق المساجد ومنع التجمعات، على الرغم من أنها حرمته من حلقات الذكر التي اعتاد على حضورها، "مش هتفرق سنة تعدي من غير ذكر وإنشاد، المهم نساعد نفسنا وبلدنا عشان محدش يتصاب، وندعي ربنا يرفع البلاء ده".

إلغاء التجمعات وغلق المساجد، دفع أحمد عبد القادر أحد سكان منطقة المرج الجديدة، أن يفكر في طريقة بديلة لحضور حفلات الذكر للإسراء والمعراج، لذا قرر أن يقيمها في منزله منفردًا على ابتهالات وإنشاد عدد من الشيوخ، استمع لهم عبر موقع الفيديوهات "يوتيوب"، بحسب ما قال لـ"الوطن".

الاحتفالات داخل مسجد الحسين على الطريقة الأشبه بالصوفية، كانت أبرز ما يجذب "عبد القادر"، وهو ما افتقده هذا العام بشدة، "إن شاء الله هنرجع أحسن من الأول والسنة الجاية زي دلوقتي نكون بنحتفل بالإسراء والمعراج في الجوامع بأمان ومن غير خوف".


مواضيع متعلقة