هل كان "الإسراء والمعراج" في 27 رجب؟.. "الإفتاء" توضح

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسي

هل كان "الإسراء والمعراج" في 27 رجب؟.. "الإفتاء" توضح

هل كان "الإسراء والمعراج" في 27 رجب؟.. "الإفتاء" توضح

يحتفل المسلمون في كل بقاع العالم بذكرى الإسراء والمعراج، التي توافق يوم السابع والعشرين من رجب كل عام، إلا أن بعض  الناس يزعمون أن الإسراء لم يحدث في ذلك الوقت وأن ذلك بدعة.

وقال شوقي علام مفتي الديار المصرية، في تقرير للدار، إن المعتمد من أقوال العلماء سلفًا وخلفًا وعليه عمل المسلمين أنَّ الإسراء والمعراج وقع في ليلة سبعٍ وعشرين من شهر رجبٍ الأصمِّ.

وحكى الحافظ السيوطي ما يزيد على 15 قولًا؛ أشهرُها: أنه كان في شهر رجب؛ حيث قال في "الآية الكبرى في شرح قصة الإسرا": وأما الشهر الذي كان فيه: فالذي رجَّحه الإمام ابن المنير على قوله في السنة ربيع الآخر، وجزم به الإمام النووي في "شرح مسلم"، وعلى القول الأول في ربيع الأول، وجزم به النووي في فتاويه.وقيل: في رجب وجزم به في "الروضة".

وقال الإمام الواقدي: "في رمضان. والإمام الماوردي في شوال، لكن المشهور أنه في رجب". ونقل الإمام أبو حيان في تفسيره "البحر المحيط" عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "إنه كان قبل الهجرة بعام ونصف؛ في رجب".

وجزم بذلك الإمام ابن عطية الأندلسي في "المحرر الوجيز" فقال: وكان ذلك في رجب. وتعيَّينُ الإسراء والمعراج بالسابع والعشرين من شهر رجب، حكاه كثيرٌ من الأئمة واختاره جماعةٌ من المحققين، وهو ما جرى عليه عمل المسلمين قديمًا وحديثًا، وممن اختاره وجزم به حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي الشافعي، حيث قال: وليلة سبعٍ وعشرين منه، أي من شهر رجب، وهي ليلة المعراج.

وجزم محققا المذهب الشافعي: الشيخان الإمامان الرافعيُّ والنووي في "روضة الطالبين وعمدة المفتين"؛ فذكرا أن زمن ليلة الإسراء: بعد النبوة بعشر سنين وثلاثة أشهر، ليلة سبعٍ وعشرين من رجب. وقال العلامة إسماعيل حِقِّي البروسوي: وهي ليلة سبعٍ وعشرين من رجب ليلة الاثنين، وعليه عمل الناس.

ومع اختلاف العلماء في تحديد وقت الإسراء إلا أنهم جعلوا تتابع الأمة على الاحتفال بذكراه في السابع والعشرين من رجب شاهدًا على رجحان هذا القول ودليلًا على غلبة الظَّنِّ بصحَّتِه؛ قال العلَّامة الزُّرقاني في "شرح المواهب اللدنية" (2/ 71، ط. دار الكتب العلمية) عند قول صاحب "المواهب" (وقيل: كان ليلة السابع والعشرين من رجب): [وعليه عمل الناس، قال بعضهم: وهو الأقوى؛ فإنَّ المسألة إذا كان فيها خلاف للسلف، ولم يقم دليل على الترجيح، واقترن العمل بأحد القولين أو الأقوال، وتُلُقِّيَ بالقبول: فإن ذلك مما يُغَلِّبُ على الظنِّ كونَه راجحًا؛ ولذا اختاره الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي الحنبلي الإمام أوحد زمانه في الحديث والحفظ، الزاهد العابد، صاحب "العمدة" و"الكمال" وغير ذلك].

وقال العلَّامة المحدِّث أبو الحسنات اللكنوي في كتابه "الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" (ص: 77، ط. مكتبة الشرق الجديد): [قد اشتهر بين العوام أن ليلة السابع والعشرين من رجب هي ليلة المعراج النبوي، وموسمُ الرجبية متعارَفٌ في الحرمين الشريفين؛ يأتي النَّاس في رجبٍ من بلاد نائية لزيارة القبر النبوي في المدينة، ويجتمعون في الليلة المذكورة 


مواضيع متعلقة