كرة القدم للمكفوفين: ركلات وتسديدات.. وأهداف على أصوات "الجرس"

كرة القدم للمكفوفين: ركلات وتسديدات.. وأهداف على أصوات "الجرس"
- منتخب كرة القدم للمكفوفين
- المكفوفين
- رياضة المكفوفين
- كرة الجرس
- الاتحاد المصري لرياضات المكفوفين
- كرة القدم للمكفوفين
- منتخب كرة القدم للمكفوفين
- المكفوفين
- رياضة المكفوفين
- كرة الجرس
- الاتحاد المصري لرياضات المكفوفين
- كرة القدم للمكفوفين
مهارات تحدثت عن أصحابها، وبطولات تحققت خلال أعوام قليلة من اعتماد اللعبة ضمن الاتحاد المصرى لرياضات المكفوفين، فأصبحت كرة القدم للمكفوفين واحدة من أشهر ألعاب هذه الفئة فى مصر، عُرفت من خلال بطولات محلية وقارية وعالمية، يشارك فيها المنتخب المصرى للّعبة.
محمد فتحى، مهاجم المنتخب المصرى لكرة القدم للمكفوفين، الذى يبلغ من العمر 24 عاماً، يحكى عن تجربته داخل صفوف المنتخب، التى بدأت مع بداية اللعبة داخل مصر قبل نحو 7 أعوام، تحول الأمر معه من مجرد هواية إلى احتراف بعد أن اعتمد الاتحاد المصرى لرياضات المكفوفين كرة القدم ضمن الألعاب التى يشرف عليها: «بدأت هاوى أنا ومجموعة من زمايلى، وكنا بنتمرن بشكل ذاتى واحدة واحدة فى ملعب فى حدائق الزيتون، وأول خطوة ناحية الاحتراف كانت بطولة ودية بيننا وبين فرنسا وألمانيا، بعدها اتسجلنا فى نوادى عشان نتسجل فى الاتحاد وشكلنا المنتخب».
"فتحى": ناس كتير بيعتبرونا سبوبة.. وحتى النادى قبل ما نتعاقد معاه قال إنه مش هيطلع لنا أى مصاريف
البطولة الأولى لـ«محمد» خارج الأراضى المصرية كانت قبل عامين، على حد قوله، عندما شارك المنتخب المصرى فى بطولة أمم أفريقيا للمكفوفين، حصد فيها المنتخب المركز الثالث رغم العديد من الصعوبات التى واجهت الفريق فى فترة الإعداد: «قبلها على طول إحنا كنا معسكرين فى المدرسة بتاعتنا، مدرسة طه حسين فى حلمية الزيتون، وكنا بنتمرن على بلاط، اللى هو أصلاً مافيش خالص أى إمكانيات، حتى اللبس أحضره لنا المدير الفنى».
صعوبات كثيرة تواجه «محمد» وزملاءه فى الفريق تعيق تطور اللعبة من وجهة نظره، كان على رأسها قلة الإمكانات المادية المقدمة للفريق، وهى «مشكلة أساسية» بحسب تعبير اللاعب، فضلاً عن بعض المشكلات الأخرى: «ناس كتير بيستخدمونا كمصلحة وبيعتبرونا سبوبة، حتى النادى اللى إحنا متسجلين باسمه، قبل ما نتعاقد معاه، اتفقوا معانا إنهم مش هيطلعوا لنا أى مصاريف وإنهم معندهمش المقدرة إنهم يوفر لنا ملاعب، وطبعا إحنا وافقنا على الكلام ده عشان نتسجل فى الاتحاد، حتى مكافأة البطولة الأخيرة اللى هى أصلاً 500 جنيه خدناها بعدها بأكتر من سنة».
"محمد" مهاجم المنتخب: فكرت أبطل لعب
«الإمكانات المادية» التى يتحدث عنها «محمد» لا تتخطى ألف جنيه يريدها اللاعب شهرياً تساعده فى تأهيل نفسه، إلا أن حتى هذا غير موجود، الأمر الذى دفع باللاعب فى نهاية الأمر إلى التفكير فى التوقف عن اللعب: «أنا لاعب كويس جداً الحمد لله، ربنا مدينى مهارات ومدينى حاجات كتير جداً، مشكلتى الوحيدة إن جسمى ضعيف، ومعنديش قوة بدنية، وده بيحتاج تأهيل وإمكانيات تانية محدش موفرها لنا، على المستوى الشخصى، عشان كده فكرت أبطل لعب وأكون من ضمن إداريين فرق المكفوفين».
يدير منتخب كرة القدم للمكفوفين فنياً الدكتور محمد عبدالرحمن، فهو، بحسب قوله، من أدخل هذه اللعبة إلى مصر قبل أن يسجلها باسمه فى مصلحة الشهر العقارى منذ نحو 7 أعوام، حبه لها منذ سنوات طويلة جعله يتجه إلى دراستها أكاديمياً فكانت له رسالة دكتوراه فى هذا المجال: «أنا عامل أول رسالة دكتوراه على مستوى العالم فى كرة القدم للمكفوفين».
يرى «محمد» أن كرة القدم للمكفوفين من بين الألعاب التى تحتاج لأموال كثيرة، ما جعلها تواجه العديد من الأزمات فى مصر لعدم وجود من ينفق عليها بالقدر المطلوب، ما جعله يقلص عدد اللاعبين بشكل كبير تقليلاً للنفقات: «الفريق اللى معايا دلوقتى 8 ومعاهم 2 مبصرين حراس مرمى، لكن اللعيبة اللى عندها استعداد تلعب يوصلوا لحوالى 50 لاعب، لكن طبعا إحنا مش هنقدر نصرف على الـ50 لاعب دول، فاضطرينا نقلل العدد جداً، وحتى اللى معانا فيه مجموعة منهم ما قدروش يكملوا عشان مش لاقيين دخل»، معاناة كبيرة يعيشها «محمد» ومن معه من أفراد المنتخب من أجل الإعداد للبطولات المختلفة، فهم لا يجدون مكاناً للتدريب خاصة فى ظل قلة الإمكانات المادية، ولا يجدون سوى تأجير الملاعب بديلاً لها، إلا أن تكلفته أيضاً تشكل أمامهم عائقاً: «عشان نتمرن بنضطر نروح نترجى حد يدينا ساعة فى ملعب بدل 150 جنيه بـ75 جنيه، عشان نعرف ناخد ساعتين نتمرن فيهم، وفيه ناس بتتعاطف معانا، وناس بترفض، وساعات بنضطر نتمرن على بلاط، والاتحاد معذور لأن إمكانياته قليلة، والوزارة بتساعد فى حالة السفر فى حدود إمكانياتها برضه، وغير كده بيقولوا لنا دوروا على راعى».
لمباريات كرة القدم للمكفوفين خطط لعب كما هو الحال مع مثيلتها للمبصرين، بحسب «محمد» الذى يفضل اللعب بواحدة من بين 3 خطط، الأولى منها (2-1-1)، والثانية (1-2-1)، أما الثالثة فهى (3-1)، حيث يتكون الفريق من 4 لاعبين مكفوفين وحارس مرمى مبصر، يلعبون مباراة مدتها وفق آخر التعديلات 40 دقيقة بينها 10 دقائق راحة، كما يحق لكل فريق طلب دقيقة واحدة فى كل شوط وقتاً مستقطعاً، بعدد تغييرات مفتوح، ورغم الصعوبات التى تحدث عنها «محمد» إلا أن المنتخب حقق بعض الإنجازات، عبر عنها بقوله: «حصلنا على ثالث أفريقيا فى آخر بطولة رغم أننا كنا مسافرين بـ4 لاعبين بس بسبب قلة الإمكانيات، وما زلنا بنحارب لأن اللعبة مستقبلها حلو جداً، وأنا دلوقتى بحاول أعمل إحلال للمنتخب عشان نستقر على مجموعة لعيبة جديدة للبطولات الجاية».
ويقول الدكتور أشرف صفوت، المشرف على اللعبة فى الاتحاد المصرى لرياضات المكفوفين، إن كرة القدم للمكفوفين هى واحدة من بين 13 رياضة يلعبها المكفوفون فى العالم، تُلعب خماسية (4 لاعبين مكفوفين وحارس مرمى مبصر)، تعتمد فى الأساس على حاسة السمع، ويشترط فيها أن يكون اللاعب مصنف (ب1)، بمعنى أنه لا يرى نهائياً، يتم لعبها بكرة قدم عادية مقاس 5، ويوجد بها 6 أجراس فى جسم الكرة الخارجى، وهى تعتبر واحدة من أقدم رياضات المكفوفين فى مصر، تأتى فى المركز الثانى بعد كرة الهدف (كرة الجرس)، لها، كما هو الحال مع غيرها من الألعاب، بطولات محلية عبارة عن دورى وكأس، ولها بطولات قارية مثل بطولة أفريقيا التى تؤهل إلى بطولة العالم ودورة الألعاب البارالمبية، تصنيف مصر بها الثالث على القارة الأفريقية والـ19 على مستوى العالم، بينما يتربع على عرشها عالمياً البرازيل.
مباريات كرة القدم للمكفوفين تُلعب، وفق «أشرف»، على ملعب بعرض 20 متراً وطول 40 متراً، محاط من الجانبين بألواح خشبية ارتفاعها 1.20 سم تساعد اللاعبين على معرفة مكان الكرة، ويتم تقسيم هذا الملعب إلى 3 أجزاء، الأول منها خاص بحارس المرمى يقوم فيه بتوجيه اللاعبين، أما الجزء الثانى فهو فى منتصف الملعب ما بين أرضى الفريقين، وهو من اختصاص المدير الفنى يوجه فيه اللاعبين، ليتبقى الجزء الأخير ويكون فى أرض المنافس وهو من اختصاص مرشد ضمن الجهاز الفنى يقف خلف حارس مرمى المنافس من أجل توجيه اللاعبين. تحقيق المركز الثالث فى بطولة أمم أفريقيا للمكفوفين العام الماضى يعتبره «أشرف» إنجازاً كبيراً فى ظل «الإمكانات القليلة» التى يعانى منها الفريق، عبر عن ذلك بقوله: «إحنا موجودين والتحدى الوحيد اللى بيقابلنا قلة الإمكانيات، وبيميز فرقتنا إننا أصغر لاعبين على مستوى القارة بمتوسط أعمار 21 سنة، ولو فيه إمكانيات هنكون فى مكانة تانية خالص».