دمياط: خسائر فادحة بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وانتشار الأمراض

دمياط: خسائر فادحة بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وانتشار الأمراض
- الثروة الحيوانية
- تربية الماشية
- أسعار الألبان
- المزارعين
- الحمى القلاعية
- حمى الوادي المتصدع
- الأعلاف
- الثروة الحيوانية
- تربية الماشية
- أسعار الألبان
- المزارعين
- الحمى القلاعية
- حمى الوادي المتصدع
- الأعلاف
يعانى قطاع الثروة الحيوانية فى محافظة دمياط أزمات متعددة على مدار السنوات الماضية، بسبب ارتفاع تكلفة الأعلاف، بالإضافة إلى إصابة الماشية بالعديد من الأمراض، منها «الحمى القلاعية»، وحمى «الوادى المتصدع»، وهو ما تسبب فى خسائر فادحة للمربين، الذين طالبوا بضرورة تدخل الدولة ومساندتهم للوقوف على أقدامهم مرة أخرى، وأن تمد الدولة يد العون لهم بتوفير الأعلاف بأسعار مدعمة.
سامى سراج، أحد مربى الماشية بمدينة «الروضة»، تحدث لـ«الوطن» قائلاً إن دمياط لم تشهد حالات نفوق للماشية بسبب الأوبئة مطلقاً، أما حالات النفوق التى سجلتها المحافظة فكانت إما بسبب سوء التغذية، أو نتيجة سوء التربية، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار «العليقة» وانخفاض أسعار الألبان كانا السبب فى عدم اهتمام المزارعين بتربية الماشية، وأضاف أن السبب فى ذلك عدم اهتمام الدولة بشكل كافٍ بمشكلات المربين، الذين يعدون أحد «التروس» الأساسية فى عجلة الاقتصاد المصرى.
وعن مصانع الأعلاف غير المرخصة «بير السلم»، قال «سراج» إن جميع مصانع الأعلاف فى دمياط مرخصة، ولكن تكمن الأزمة فى أن الحبوب تأتى مستوردة من الخارج، حيث يستوردها أصحاب «المدشات» الخاصة بتجهيز الأعلاف، وضرب مثالاً على ذلك بقوله: «لدينا 10 مدشات، ولكن للأسف أصحابها يتحكمون فى أسعار العليقة بشكل مباشر، بالاتفاق فيما بينهم وبين المستوردين، ويتم تحديد السعر بناءً على مكالمة هاتفية فيما بينهم»، مشيراً إلى أن سعر طن العلف ارتفع مؤخراً إلى أكثر من 4400 جنيه.
وتابع بقوله إن الرأس الواحدة من الماشية تحتاج إلى تغذيتها بالأعلاف، دون أن تعطى أى إنتاج، لمدة تصل إلى 30 شهراً، حتى تضع أول مولود لها، وهذا ما يعنى أن المربين يتكبدون تكاليف باهظة فى تربية الماشية، حتى يبدأوا فى جنى ثمار ذلك، وأضاف أنه خلال السنوات الأخيرة عانى كثير من المربين العديد من المشكلات، سواء بسبب ارتفاع تكلفة التربية أو انتشار الأمراض، وطالب بضرورة مراعاة هذه الظروف للمزارعين والمربين، وتوفير الأعلاف المدعمة، بدلاً من تركهم «فريسة» لجشع «مافيا التجار» فى «السوق السوداء».
واستطرد «سراج» قائلاً إن القوة الاقتصادية للدولة تكمن فى ضرورة دعم المربين والفلاحين بشكل سليم، وأصبح كثير من المربين يعتمدون على «القش» و«البرسيم» وبعض الحشائش فى تربية ماشيتهم، الأمر الذى يهدد الجهاز المناعى للماشية، وبالتالى تتأثر اللحوم والألبان، وشدد على أن «العلف المركز هو أساس الإنتاج الحيوانى»، ولفت إلى أن الدولة كانت قديماً تقوم بالتأمين على رؤوس الماشية، وتوفر نحو 150 كيلوجراماً من الأعلاف شهرياً بأسعار مدعمة، بواقع 5 كيلوجرامات لكل رأس يومياً.
وأوضح أن المربين كانوا يلجأون إلى السوق السوداء فى السابق لتدبير نحو 25% فقط من احتياجاتهم، أما الآن فأصبحوا يعتمدون على السوق السوداء بشكل كامل، سواء لشراء الأعلاف أو الأدوية وجميع مستلزمات الإنتاج، ولفت إلى أن كثيراً من صغار المربين تركوا مهنتهم التى توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، ولجأوا للعمل كسائقين على مركبات «التوك توك»، أو فى أى حرفة أخرى لتدبير الاحتياجات المعيشية لأبنائهم وأفراد أسرهم.
واختتم «سراج» حديثه لـ«الوطن» قائلاً إن معظم صغار المربين كانوا يقومون بتربية 10 رؤوس ماشية على الأقل، فى الدورة الواحدة، أما الآن فلم يعد لديهم سوى عدد محدود لا يتجاوز 3 رؤوس، ولفت إلى أن عائلته معروفة بأنها واحدة من كبار المربين فى دمياط، وكان لديها ما لا يقل عن 500 رأس ماشية، ولكنها أصبحت الآن لا تمتلك سوى 40 رأساً فقط، مؤكداً أن دمياط خسرت ما يعادل 60% من ثروتها الحيوانية خلال السنوات القليلة الماضية.
«هنلاحقها منين ولا منين؟.. نفوق ولا خسائر؟»، بتلك الكلمات بدأ أسامة الجلاد، مربى ماشية، حديثه لـ«الوطن»، قائلاً إنه خلال الأسبوع الماضى فقط خسر اثنين من رؤوس الماشية المملوكة له، عبارة عن «بقرة» و«عجل»، نتيجة إصابتهما بمرض «الجلد العقدى»، فضلاً عن إصابة عدد آخر من الماشية، وبينما أكد أن «الحكومة لم تعد تدعم المربين فى أى شىء»، فقد لفت إلى ما وصفها بـ«حالة عدم الثبات الاقتصادى، والسياسات غير المنضبطة من قبَل المسئولين عن الثروة الحيوانية».
وأوضح «الجلاد» بقوله: «على سبيل المثال، شهدنا انخفاض أسعار اللحوم المستوردة، وعدم خفض أسعار الأعلاف، فكان الأولى خفض ثمن الأعلاف، وهو ما سيؤدى تلقائياً إلى خفض أسعار اللحوم المحلية»، وحذر من أن «السياسات المتبعة حالياً ستؤدى إلى القضاء على صغار المربين»، مشيراً إلى أن البقرة الواحدة كان يتم بيعها بسعر 25 ألف جنيه، وتراجع سعرها حالياً إلى 10 آلاف جنيه فقط، ولفت إلى أنه قام بشراء «بقرة» بسعر 18 ألف جنيه، وكانت حاملاً فى شهرها الثالث، وقام ببيعها مؤخراً بسعر 5 آلاف جنيه للأم، و3 آلاف جنيه للبقرة الوليدة، معتبراً أن الأمر يمثل «خراب بيت من كل ناحية».
"الطب البيطرى": "مفيش عندنا إصابات"
من جانبه، نفى مدير الطب البيطرى فى دمياط، الدكتور إيهاب شكرى، انتشار مرض الحمى القلاعية بين الماشية فى المحافظة، وقال لـ«الوطن»: «أخذنا عدة عينات لتحليلها، ولم تظهر حالات إصابة بالحمى القلاعية أو حمى الوادى المتصدع مؤخراً»، مشيراً إلى أنه يتم تنظيم دورات إرشادية للمربين، وتنفيذ حملات لتطعيم الماشية دورياً، وأوضح أن عدد رؤوس الماشية فى دمياط حالياً يبلغ نحو 76 ألف رأس، ويتم التحصين لمدة شهر 4 مرات سنوياً، مناشداً المربين الحرص على تحصين ماشيتهم.
وقال المهندس وحيد البوهى، مهندس إنتاج حيوانى، فى تصريح لـ«الوطن»، إنه لم تظهر إصابات بحمى «الوادى المتصدع»، أو «الحمى القلاعية» خلال الشهور الأخيرة، موضحاً أن سبب ظهور حالات إصابة بالحمى القلاعية العام الماضى يرجع إلى «عترة» جديدة باسم (SAT 18)، تم دخولها من دولة ليبيا، وعقب ذلك منعت الدولة استيراد الماشية الحية، وأوضح أن أعراض الإصابة بحمى «الوادى المتصدع» قد تتشابه مع غيرها من الأمراض، مثل «حمى الدم»، و«البروسيلا»، و«الجلد العقدى»، حيث ترتفع درجة الحرارة، مما يؤدى إلى إجهاض الماشية.
وحذر «البوهى» من أن حمى «الوادى المتصدع» ليس بالمرض الهين، حيث يمكنه أن ينتقل إلى الإنسان، وقد يسبب له الوفاة أو إصابته بعاهة مستديمة كالشلل، ولفت إلى أن كثيراً من المربين لا يمكنهم التعرف على طبيعة المرض الذى يصيب ماشيتهم، دون عرضها على الطبيب المختص، إلا أنه أكد عدم تسجيل أى إصابات بهذه الأمراض خلال الفترة الحالية، مشيراً إلى أنه بعد تسجيل بعض الإصابات بحمى «الوادى المتصدع» فى السودان، تم إنشاء منطقة عازلة وتشديد الإجراءات لمنع دخول أى ماشية مصابة إلى مصر، كما أكد على توافر الأمصال المضادة لكثير من هذه الأمراض فى حالة ظهورها.