القليوبية: مخزون القاهرة الكبرى من البروتين مهدد بالزوال

كتب: حسن صالح

القليوبية: مخزون القاهرة الكبرى من البروتين مهدد بالزوال

القليوبية: مخزون القاهرة الكبرى من البروتين مهدد بالزوال

بالنسبة لكل سكان القاهرة الكبرى، تمثل محافظة القليوبية المصدر الأكبر لاحتياجاتهم من الثروة الحيوانية، ففيها يوجد العدد الأكبر من مزارع تربية الماشية بين العاصمة الكبرى، حيث تعتمد عليها القاهرة والجيزة بشكل أساسى لسد احتياجات السكان من اللحوم، لكن مؤخراً أصبح «كنز البروتين» فى القليوبية مهدداً بالزوال، مع حصار المشكلات للمربين.

تستحوذ قرى سوارس، وأسما خاتون، وميت حلفا وحدها على قرابة 55% من إنتاج الألبان والماشية فى الإنتاج الكلى للمحافظة، ويتجاوز عدد رؤوس الماشية فيها الـ75 ألفاً، لكنها ثروة مهددة بالموت فى أى لحظة، خاصة مع افتقاد جميع هذه القرى للخدمات البيطرية، فجميعها تخدمها وحدة بيطرية واحدة، لا تكفى لسد احتياجات الأهالى.

وتنتج قرى ميت كنانة، التابعة لمركز طوخ، وسوارس واسما خاتون وميت حلفا، التابعة لمركز قليوب، كميات ضخمة من اللحوم الحمراء والألبان، بينما تفتقد وجود مركز لتجميع الألبان، لحماية المربين من جشع السماسرة، الذين يشترون الألبان بسعر التكلفة، ثم يبيعونها للتجار بأضعاف السعر فى أسواق القاهرة والجيزة، على حساب المربى، الذى يتحمل الارتفاع الحاد فى أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية.

ناصر محمد، أحد مربى الماشية فى طوخ، يقول إن ارتفاع أسعار الأعلاف هو المشكلة الأهم بالنسبة للمربين خلال الفترة الأخيرة، موضحاً أن «70% من مكونات الأعلاف مستوردة من الخارج، ولا تجد دعماً من الدولة، كما أن مصانع الأعلاف التابعة للحكومة لا تقدم أعلافاً مدعومة أو بأسعار مخفضة، بالإضافة للمعاناة من قصور الخدمات البيطرية».

أما سعيد صديق، أحد المربين فى قرية سوارس، فيقول إن «مثلث قرى سوارس واسما خاتون وميت حلفا يعد الأكبر على مستوى المحافظة فى إنتاج الألبان والماشية، بنسبة تتجاوز 55% من الإنتاج الكلى للقليوبية، لكنها تعانى رغم هذا من نقص حاد فى الخدمات البيطرية، فالمثلث تخدمه وحدة بيطرية واحدة فى قرية ميت حلفا».

وطالب «صديق» بأن تعيد الدولة مراجعة خطتها لتنمية الثروة الحيوانية، ودعم إنتاج الماشية والألبان، واعتباره مشروعاً قومياً لتوفير احتياجات السوق المحلية من اللحوم والألبان، والتخفيف عن كاهل المربين، الذين يعانون من تحكم كبار التجار والسماسرة فى الأسعار.

من جهته، قال ناصر أبوسنة، مدير الإدارة العامة للمجازر والصحة فى مديرية الطب البيطرى بالقليوبية، إن المحافظة تمتلك ثروة حيوانية كبيرة، وتنتج كميات ضخمة من الألبان واللحوم الحمراء، حيث تنتشر فيها مزارع التربية والإنتاج بالقرب من القاهرة والجيزة، ما يجعلها المورد الأكبر للمحافظتين.

وأوضح أن أكبر مشكلة تواجه المربين هى ارتفاع أسعار الأعلاف، خاصة أن 70% من مكوناتها مستوردة، مشيراً إلى أن مديرية الطب البيطرى تشن حملات مكثفة لتحصين الماشية ضد الأمراض، وتوعية المربين بأهمية التلقيح الصناعى لرؤوس الماشية، بهدف زيادة الإنتاج، واستنباط سلالات جديدة تدر كميات أكبر من الألبان.

أما الدكتورة أمل العسيلى، وكيل وزارة الزراعة للطب البيطرى فى القليوبية، فقالت إن جميع اللقاحات والأمصال متوافرة فى المديرية، كما أنها تطلق العديد من حملات التحصين، مشيرة إلى أن المديرية تدرس بالفعل إنشاء وحدة بيطرية فى قرية سوارس، ضمن خطة للنهوض بالإنتاج الحيوانى وصناعة الألبان فى المحافظة.


مواضيع متعلقة