"نفر من قدر الله إلى قدر الله".. كيف يتعامل الإسلام مع فيروس كورونا؟

"نفر من قدر الله إلى قدر الله".. كيف يتعامل الإسلام مع فيروس كورونا؟
وضع الإسلام قواعد شرعية في التعامل مع الأمراض، وبينها فيروس كورونا المنتشر في بعض دول العالم مؤخرا، إذ أسس الإسلام لقاعدة الحجر الصحي منذ أكثر من 1400 عام، ومنع الاختلاط أو الدخول والخروج من المكان المنتشر فيه البلاء لحين الانتهاء منه.
ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخروج من الأرض التي وقع بها الطاعون أو الدخول فيها، لما في ذلك من التعرض للبلاء وحتى يمكن حصر المرض في دائرة محددة، ومنعا لانتشار الوباء، ما يعبر عنه بالحجر الصحي.
وفي حديثه الشريف الذي رواه الترمذي، عن أسامة بن زيد قال، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الطاعون فقال: "بقية رجز أو عذاب أرسل على طائفة من بني إسرائيل، فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها".
بدوره، قال عبدالغني هندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لـ"الوطن"، إنّ الإسلام أرسى قاعدة للتعامل مع الفيروسات القاتلة وهي الحجر الصحي، وعدم الدخول والخروج من الأرض المصابة حتى انتهاء البلاء، فأمن الطريق وأمن الإنسان مسؤولية الدولة بمؤسساتها.
وأضاف: "هذا الأمر فعله سيدنا عمر بن الخطاب من قبل حين خرج إلى الشام، ولقيه أبو عبيدة ابن الجراح وأصحابه، فأخبروه أنّ الوباء وقع بأرض الشام. قال ابن عباس فقال عمر: ادع لي المهاجرين الأولين، فدعاهم فاستشارهم، وأخبرهم أنّ الوباء وقع بالشام، فاختلفوا. فقال بعضهم قد خرجنا لأمر ولا نرى أن نرجع عنه، وقال بعضهم: معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء فقال: ارتفعوا عني".
وتابع: "ثم قال: ادع لي الأنصار فدعوتهم فلم يختلف منهم عليه رجلان، فقالوا نرى إنّ ترجع بالناس، ولا تقدمهم على هذا الوباء فنادى عمر في الناس: إني مصبح على ظهر، فأصبحوا عليه قال أبو عبيدة بن الجراح: أفرارا من قدر الله؟، فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة؟، نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله أرأيت لو كان لك إبل هبطت واديا له عدوتان إحداهما خصبة، والاخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟، قال فجاء عبدالرحمن بن عوف وكان متغيبا في بعض حاجاته، فقال: إن عندي في هذا علما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا سمعتم به في أرض فلا تقدموا عليها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه) قال فحمد اللهَ عمرُ ثم انصرف".