فتحي سلامة: الفن تحول إلى تجارة وإسفاف.. وما يقدَّم "سخافات" من جميع المطربين

فتحي سلامة: الفن تحول إلى تجارة وإسفاف.. وما يقدَّم "سخافات" من جميع المطربين
- فتحى سلامة
- جائزة جرامى
- الموسيفى
- الغناء
- محمد منير
- حميد الشاعر
- الفن
- أخبار الفن
- فتحى سلامة
- جائزة جرامى
- الموسيفى
- الغناء
- محمد منير
- حميد الشاعر
- الفن
- أخبار الفن
بدأ فتحى سلامة مشواره الفنى مطلع الثمانينات، كانت فترة تشهد حركة تغيير فى الموسيقى المصرية، ظهر فيها مع يحيى خليل، حميد الشاعرى، عمرو دياب، محمد منير وعلى الحجار، وتعاون «سلامة» معهم وقتها سواء بالتوزيع أو التلحين، إلا أنه لم يستمر كثيراً، وأنشأ فرقته «شرقيات»، التى قدمت العديد من المشاريع والتجارب الموسيقية الناجحة، التى أهلته لينال جائزة «جرامى» العالمية، وبذلك يعتبر الموسيقى الوحيد الذى حصل عليها فى الوطن العربى.. وقدم مع «شرقيات» حفلات ناجحة بمشاركة عدد من الأصوات المصرية المميزة، منهم المطربة الشعبية جمالات شيحة والشيخ محمود التهامى.
التقت «الوطن» بـ«سلامة»، الذى تحدث عن مشواره الفنى، وعن رأيه فى الساحة الفنية حالياً، وعن المشكلات التى يراها تواجه الموسيقى والفن بمصر.. وعن رأيه فى أغانى المهرجانات.
متى بدأت رحلتك مع الموسيقى؟
- حبى وعشقى للموسيقى بدأ منذ أن كان عمرى 6 سنوات، حيث كنت أعزف على آلة البيانو، فوالدى ووالدتى على الرغم من أنهما لم يعملا بمجال الفن والموسيقى، إلا أنهما كانا مهتمين كثيراً بالفنون، مما جعلنى أستمع للموسيقى بأنواعها المختلفة، الكلاسيكية والشرقية، وحضرت حفلات لأم كلثوم وأنا طفل، وأهلى أتوا لى بمدرس موسيقى روسى، ومن المعروف أن الروس من أهم مدرسى الموسيقى على مستوى العالم، ما ساهم فى تعليمى الموسيقى بشكل كبير.
ومتى بدأت مرحلة الاحتراف؟
- بداية الاحتراف كانت وأنا فى الثالثة عشرة من عمرى، قدمت عدداً من الأغنيات الأجنبية فى حفلات بأماكن مختلفة، وبالرغم من دراستى للهندسة فإننى لم أعمل فى هذا المجال إطلاقاً، وفى عام 1980 سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لأتعلم الموسيقى بشكل أكبر، وفى ذلك الوقت عملت مع محمد منير وعمرو دياب ومدحت صالح وعلى الحجار وأنوشكا وسيمون وآخرين، كما قدمت عدداً من الأغنيات، سواء ألحان أو توزيع موسيقى، كما تعاونت مع يحيى خليل وقدمنا ألبوم «شبابيك» مع محمد منير، الذى أعتبره نقطة تحول فى الموسيقى العربية، وفى عام 1989 بدأت تكوين فرقة «شرقيات»، التى تهدف لتقديم التراث الموسيقى المصرى ولكن بشكل مختلف بموسيقى حديثة، ولم تبدأ الفرقة تقديم حفلاتها فى مصر ولكن فى ألمانيا، وقدمنا عدداً من الحفلات الموسيقية فى أوروبا لمدة خمس سنوات قبل أن نعود إلى مصر ونقدم حفلات فى دار الأوبرا المصرية.
كيف حصلت على جائزة «جرامى»؟
- فى التسعينات قدمت عدداً من الحفلات والمشاريع الموسيقية مع فرق مختلفة من أغلب دول العالم، وصدرت لى ألبومات، وكان من ضمنها مشروع عن الموسيقى الصوفية فى السنغال، وهى بلد مسلم، ولديه تراث، وسجلنا الموسيقى فى مصر والسنغال وأوروبا وأمريكا حتى صدر الألبوم وحصد جائزة «جرامى»، التى تعتبر بمثابة «الأوسكار» فى الموسيقى، ولم يحصدها أى عربى من قبل، والجائزة يصوت عليها 12 ألف متخصص فى الموسيقى من مختلف دول العالم، والتصويت لا يتدخل به أى أحد من الجمهور.
وماذا عن تقديمك للموسيقى التصويرية بعدد من المسرحيات والأفلام؟
- فى فترة التسعينات، تعاونت مع المخرج المسرحى سمير العصفورى، ووضعت الموسيقى التصويرية لعدد من المسرحيات، مثل «بيت العوانس»، فأنا أعتبر «العصفورى» هو شيخ المخرجين المسرحيين، وفى عام 1999 وضعت الموسيقى التصويرية لفيلم «جنة الشياطين» للمخرج أسامة فوزى، وفى عام 2009 وضعت الموسيقى التصويرية لفيلم «المسافر» للمخرج أحمد ماهر، ومن بطولة النجم العالمى عمر الشريف، وقد نالت الموسيقى التصويرية للفيلمين عدداً من الجوائز.
قدمت العديد من الورش الفنية التى نتج عنها فرقة مثل "مسار إجباري"
متى بدأت تقديم ورش فنية لتعليم الموسيقى؟
- مع مطلع الألفية الجديدة بدأت فى تقديم عدد من الورش لتعليم الموسيقى بشكل احترافى، وكانت نتيجتها إنشاء فرق موسيقية لخريجيها، مثل شارموفرز، مسار إجبارى، كاريوكى، دينا الوديدى، بلاك تيما، وما زالوا أصدقائى حتى الآن وأعتز كثيراً بنجاحهم، وحالياً أقدم مشروع موسيقى جديداً مع الشيخ محمود التهامى.
أقدم مشروعاً موسيقياً جديداً مع الشيخ محمود التهامي
كيف ترى تعاونك مع الشيخ محمود التهامى؟
- الشيخ محمود التهامى يتعاون فى هذا المشروع مع فرقة «شرقيات» التى أسستها، وأعتز جداً بتجربتى الموسيقية معه، فأنا أراه يمتلك كل الموروث الثقافى الخاص بالإنشاد الدينى والموسيقى الصوفية، ما يجعله خبيراً فى هذا المجال، وعلى الرغم من حفاظه على تقاليده وثقافته إلا أنه منفتح على الثقافات الأخرى، ويملك ثقافة كبيرة ولديه العديد من الإنجازات فى مجال الموسيقى، مثل إنشائه لمدرسة الإنشاد ونقابة المنشدين.
لا تقدم توزيعات للمطربين منذ فترة.. وابتعدت عن تقديم الموسيقى التصويرية للسينما.. لماذا؟
- أرى أننا نعيش فى فترة انحدار ثقافى، وتقريباً فقدنا هويتنا الثقافية، وفقدنا جميع النواحى الفنية التى كانت تميزنا، فالفن تحول إلى تجارة وإسفاف، ومشكلتنا ليست فى تقديم أغانى المهرجانات فقط كما يروج البعض، ولكن كل ما يقدم على الساحة الآن هو إسفاف وتجارة، ولا أستثنى أى أحد، فالجميع يقدم أغانى يرضى بها الجمهور ليكسب المال فقط، لا أكثر ولا أقل، فالفنانون بالخارج قد ينفذون أغنية فى عام كامل، أما حالياً فى مصر فمن الممكن لمطرب واحد أن يصدر 15 أغنية دفعة واحدة، والسؤال هنا متى أنتج تلك الأغنيات؟ فى شهرين أو ثلاثة، فهذا ليس فناً بل تجارة الغرض منها جمع الأموال فقط، وحينما أستمع لحديث أى مطرب مشهور أسمعه يقول إنه يقدم ما يرضى جمهوره، فالجمهور حالياً فى انحدار ثقافى فأنت كفنان تنحدر معه، الناس تهاجم أغانى المهرجانات وهل ما يقدم من المطربين حالياً هو فن؟ ما يقدم حالياً هو سخافات وابتذال.
ما الأسباب التى جعلتنا نهتم بالفن التجارى.. وفق رأيك؟
- فى الحقيقة نحن نعيش فى كذبة كبيرة، ونعتقد بأننا أفضل ناس، وسببها أننا لا نرى أو نتابع الفنون بشكل عام، فالناس لا تعرف شيئاً عن الموسيقى السودانى أو التونسى أو الليبى لا أقصد الموسيقى الحالية، ولكن المقصود التراث نفسه الخاص بكل حضارة ودولة، لقد وصلنا لحال صعب، فيوجد الآن شباب لا يسمع أم كلثوم، وأنا لا أطالب الناس بأن تعيش فى الماضى ولكن المطلوب أن نعرف ثقافتنا وتراثنا الحقيقى، حينها من الممكن للثقافة والموسيقى أن تتطور.
حميد الشاعرى غيّر الموسيقى للأسوأ.. وأعتبره ظاهرة تجارية بحتة.. وتجربتى مع محمد منير أعتز بها
آخر الأغنيات التى قمت بتوزيعها كانت «ليالى» عام 2012 مع محمد منير، هل لديك أغنيات جديدة؟
- أعتز جداً بأغنية «ليالى» وأعتز بالعمل مع «منير»، ومع كل الفنانين الذين عملت معهم، ولكنى لم أقدم على تجربة التوزيع الموسيقى أو التلحين مرة أخرى لأى مطرب بسبب ما يقدم، فلا يوجد شىء جديد، فالمطلوب هو كتابة كلمات مختلفة وصنع أغان مختلفة، سواء بالألحان أو التوزيع لنقدم فناً جديداً، وإضافة للموسيقى، فلم أتعاون مرة أخرى مع أى مطرب إلا إذا كان هناك مشروع موسيقى متكامل نعمل عليه، أما غير ذلك لا، أنا ليس لدىّ مشكلة فى التعاون مع أى فنان حتى لو كان مغنى مهرجانات ولكن بشكل جديد ومختلف، أنا نفسى ممكن أن أقدم إيقاع المهرجانات ولكن بشرط ألا يكون مكرراً ومملاً ومسفاً.
كيف ترى تجربة كل من يحيى خليل، وعمار الشريعى؟
- أنا لا أحكم على أحد، جميعنا حاولنا تجديد الموسيقى، فمثلاً يحيى خليل قدم موسيقى الجاز، وعمار الشريعى رحمه الله كان صديقا عزيزاً وأعتز به جداً وله تجارب موسيقية مميزة.
ألبوم "شبابيك" مع محمد منير يعتبر نقطة تجديد فى الموسيقى العربية
.. وحميد الشاعرى؟
- أما بالنسبة لحميد الشاعرى فأول ألبوم قدمه فى مشواره الفنى نفذته أنا ويحيى خليل والفرقة بالكامل، أما ما يقدمه حميد الشاعرى فهو ظاهرة تجارية بحتة، وسر نجاحه يكمن فى أنه كان يقدم ألحان التراث الليبى، لكنه لم يغير أى شىء فى الموسيقى العربية، ولو اعتبرنا أنه غير فى الموسيقى، فهو غيرها للأسوأ، وحقق نجاحاً تجارياً فقط، ولو قارنت كل تاريخ حميد الشاعرى بألبوم «شبابيك» فقط، ينتصر ألبوم شبابيك بالطبع ولا توجد نسبة مقارنة من الأساس.
أدافع عن "المهرجانات" وليس لدىّ مشكلة مع من يغنيها وأنصحهم بتقديم ما يعبر عن المجتمع
فى الحقيقة أنا مع أغانى المهرجانات وأدافع عنها، وليس لدىّ أى مشكلة مع من يقدمها، ولكن المشكلة الحقيقية فيما يقدمونه من كلمات بعضها خارج، ويبدو أنهم تعلموا ذلك من أغانى «الهيب هوب»، و«الراب» الأمريكانى التى تتخللها كلمات خارجة، ولكن مجتمعنا لا يسمح بذلك، فأنصح مغنى المهرجانات أن يقدموا ما يعبر عن المجتمع بشكل كوميدى أو خفيف بعيداً عن الإسفاف، وأن يقدموا أغانى بكلمات تناقش المشكلات التى نعيشها يومياً ويعبروا عن مجتمعنا، ورأيى أن ما يحدث فى أغانى المهرجانات يحدث فى الأغنية المصرية أيضاً، فهم يقدمون أغانى لا معنى لها، فحينما أقابل أى مطرب شاب يقول لى إن أغنيته حققت كذا وكذا، ويحكى عن مشاهدات يوتيوب، ولم يتحدث عن الأغنية التى قدمها هل هى أغنية جيدة أم لا، ولكن يحدثنى عن الأرقام فقط وكأنه تاجر لحوم أو خضار.
2.. عدد الأفلام السينمائية التى قدم الموسيقى التصويرية لها
10.. ألبومات تعاون خلالها مع أكبر عازفى وفنانى العالم
35.. عاماً مشواره الموسيقى قدم ألحان وتوزيعات لكبار المطربين