بعد انتشاره في إيران.. هل يتسبب فيروس كورونا بكارثة في الأحواز؟

بعد انتشاره في إيران.. هل يتسبب فيروس كورونا بكارثة في الأحواز؟
قبل يومين من الانتخابات البرلمانية الإيرانية، بدأ الحديث الرسمي بشكل مقتضب عن بعض الإصابات بفيروس كورونا في مدينة قم، جنوبي طهران، لتتغير الرواية تماما بعد يوم واحد من الانتخابات، وتتحدث بيانات وزارة الصحة الإيرانية، عن أن كورونا انتشر في البلد، بسبب أشخاص دخلوها بطريقة غير قانونية، من باكستان وأفغانستان، أو بشكل غير مباشر من الصين.
وبالرغم من ارتفاع أرقام الإصابات، فإن أوساطا نيابية شككت فيها وقالت إن الأرقام الحقيقية أعلى بكثير، وقد تصل إلى 50 حالة وفاة.
والمستشفيات الإيرانية في المناطق العربية غير مستعدة لاستقبال حالات كورونا، فالموت يخطف أرواح الآلاف سنويا بسبب تلوث الهواء وانتشار الأمراض وتسميم مياه الشرب في الأحواز.
وأفاد تقرير منظمة الصحة العالمية بأن الأحواز تعد من أكثر مناطق العالم تلوثا وعرضة للانتشار الكثيف للذرات المعلقة في الهواء البالغ حجمها أصغر من "10 ميكرومتر"، ويحتوي المتر المكعب الواحد من الهواء على 372 ميكروجراما منها.
والإهمال المتعمد، وتهالك المعدات والمنشآت الطبية، وتراجع المستوى العلمي والمهني للكوادر والنقص الحاد والمزمن في أعدادها، وعدم تخصيص الميزانية اللازمة لتطوير وصيانة المستشفيات، جميعها أسباب كان لها أثر بالغ في مفاقمة أزمة الخدمات الطبية في الأحواز، الذي يعاني أهله أصلا من انتشار الأمراض والأوبئة جراء افتعال الاحتلال للكوارث مثل السيول والحرائق فضلا عن تفاقم الأوضاع المعيشية عبر تكريس الفقر.
وفي ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، وانتشار الحشرات والجراد والأفاعي والأمراض التي تنقلها أو الإصابات التي تحدثها، تخلو المستشفيات في الوطن الأحوازي من الأمصال والأدوية اللازمة لمعالجة المصابين، نظرًا لإهمال مسؤولي الاحتلال المتعمد، وتقاعسهم عن تقديم أبسط الخدمات.
وأدى تكتكم السلطات على مدى انتشار الفيروس بين المواطنين، إلى تحوله إلى تهديد يطال دول الجوار، وأثار مخاوف دولية نتيجة عدم الثقة في الإجراءات التي تتخذها إيران في هذه الأزمة.
مؤخرا، انتفض أهالي القرى التابعة للأحواز العاصمة، بسبب نقص حاد بالأدوية، والخدمات الطبية، داخل المستشفيات، خاصة بعدما كادت لدغة عقرب أن تنهي حياة سيدة أحوازية، نتيجة النقص الحاد في الأمصال، فيما أودت بالفعل بحياة آخرين.
شح الأدوية في المستشفيات بالأحواز، ليس المشكلة الوحيدة، فأعداد الأطباء والممرضين لا تتناسب مع زيادة معدلات الإصابات والأمراض، جراء تلوث المياه والأجواء وتراجع مستوى المعيشة، وغياب الرعاية الصحية في حدودها الدنيا.