"اللهب والنمش".. طرق معرفة مسافة إطلاق الرصاص ومصدره في جرائم القتل

"اللهب والنمش".. طرق معرفة مسافة إطلاق الرصاص ومصدره في جرائم القتل
- جرائم القتل
- الطب الشرعى
- الادلة الجنائية
- وزارة الداخلية
- جرائم القتل
- الطب الشرعى
- الادلة الجنائية
- وزارة الداخلية
تثير تقارير الأدلة الجنائية والطب الشرعي في جرائم القتل بالرصاص، الفضول والانتباه، فيما يتعلق بالتحديد الدقيق لكيفية وقوع الجريمة وتصور حدوثها، وما يتعلق بمسافة إطلاق الرصاص ومصدر الإطلاق وطبيعته ونوع الرصاص المستخدم والسلاح الذي أطلق منه الرصاص.
تلك المهمة يضطلع بها خبراء الأدلة الجنائية، وفقا للواء عادل مخلوف، مساعد وزير الداخلية السابق، وخبير الأدلة الجنائية، والذى يقول لـ"الوطن"، إن خبير مسرح الجريمة وخبير الأسلحة لهما دور هام في تحديد المسافة التي أطلقت منها النيران من خلال معاينة الآثار المتخلفة في مسرح الجريمة، كالأظرف الفارغة ورؤوس الطلقات وشكل الإصابة وآثار إطلاق النار في مسرح الجريمة، وعلى جسم المجني عليه وملابسه.
مسرح الجريمة.. الحواجز والمبانى
وأوضح "مخلوف"، أن وجود حواجز طبيعية في مسرح الجريمة، كالمباني العالية أو الجبال، تمكن الخبير من تحديد مسافة الإطلاق، فيما إذا كانت أقرب من تلك الحواجز أم أبعد، وفي بعض الإصابات يستطيع الخبير تحديد ما إذا كانت الإصابة مباشرة أم أنها ناشئة عن مقذوف عائد من الجو في نهاية مشواره، أو أن المقذوف اصطدم أو اخترق جسما آخر قبل جسم المجني عليه.
وتابع، أنه يتم الأخذ في الاعتبار مسار المقذوف الناري في جسم المجني عليه، وزاوية دخول المقذوف عند اختراق جسمه، ودرجة الميلان عن طريق معرفة موقع الجروح النارية الدخولية والخروجية في جسم المجني عليه، وموقع الطوق السحجي بالنسبة للجروح النارية الدخولية، والقيام بالقياسات اللازمة لتحديد درجة الميلان ومعرفة الجهة والمكان الذي يمكن للإصابة أن تتحقق منه بالشكل الموجود بالمجني عليه.
جهات إطلاق الرصاص
ولفت "مخلوف" إلى أنه من الممكن وجود عدة جهات لإطلاق النار، ولكن بإجراء المعاينة الدقيقة للجثة ومسرح الجريمة وأخذ القياسات الدقيقة، وأيضا توفر المعطيات غير الفنية، نستطيع تحديد الجهة والمسافة التي حدث منها إطلاق النار، إذا لم يحدث عبث بمسرح الجريمة والجثة وملابس المجني عليه التي كان يرتديها، ويوجد بها آثار مقاذيف نارية.
وأوضح، أنه يصعب تحديد مصدر إطلاق النار في حالة مسرح الجريمة المفتوح والمستوي ذي التربة الرملية أو شبه الرملية، الخالي من أي حواجز طبيعية أو غير طبيعية مثل الجبال والمباني والجدران والحجارة والحواجز الترابية الصلبة والأشجار والسيارات والمركبات وغيرها، حيث لاتستطيع العثور على أي آثار لاختراق أو اصطدامات المقاذيف في مسرح الجريمة وحول الجثة، بعكس مسرح الجريمة المغلق الذي يكون داخل غرفة أو مبنى أو سيارة، أو الذي توجد به حواجز طبيعية أو غير طبيعية مثل الشارع والأسواق والوديان وغيرها، حيث تستطيع تحديد جهة ومصدر إطلاق النار ببساطة، لأنك تجد آثار اختراقات أو اصطدامات المقاذيف النارية التي من خلالها تستطيع تحديد جهة ومصدر إطلاق النار سواء هذه المقاذيف اخترقت جسم المجني عليه أم لم تخترق، فهي تساعد على معرفة وتحديد المقذوف الذي أصاب المجني عليه، وجهة ومصدر إطلاق المقذوف، وهل هذا المقذوف اخترق أو اصطدم في جسم آخر قبل أو بعد دخوله جسم المجني عليه، وتستطيع تحديد ذلك بعد معاينة جثة المجني عليه والملابس ومسرح الجريمة وإجراء القياسات اللازمة للإصابات في الجثة والآثار في مسرح الجريمة.
مسافة الإطلاق
وأضاف "مخلوف"، أنه إذا وجدنا اتجاه طلق النار من الخلف للأمام، تكون الشبهة أن القضية جنائية، ثم يجب تحديد أن الجرح ناتج من سلاح ناري لأنه قد يتشابه أحيانا شكل الإصابة النارية مع سلاح آخر، ثم يتم إعطاء فكرة تقريبية عن مسافة الإطلاق، عن طريق خبير السلاح، وإذا تم ضبط السلاح المستخدم فنقوم بإجراء عملية الإطلاق التجريبي على مسافات مختلفة ثم نقارن نتائج هذه العلامات مع العلامات في الجثة ثم نقارن وجود هذه العلامات على أي مسافات ظهرت بشكل دقيق.
تأثيرات البارود
واختتم "مخلوف"، كلامه بالإشارة إلى أن العلامات الموجودة على الجثة تمثل عنصرين أساسيين، هما شكل فتحة الدخول وما يوجد حولها من آثار، والمقصود بالآثار هو آثار احتراق البارود، والذي يخلق أربعة نواتج، الأول الغازات، والثاني اللهب، والثالث الاسوداد، والرابع المقذوف الذي أصاب الجسم، فإذا كان جسم القتيل ضمن مدى تأثير هذا اللهب، فسنجد حول جرح دخول الرصاصة حرقا، أما إذا كان الجسم ضمن مدى تأثير الدخان، فإنه يترك اسودادا حول الجرح.
أما الأثر الثالث، بحسب الخبير الأمني، والذي يسمى في الطب الشرعي "النمش البارودي"، فهو عبارة عن ذرات ملح البارود التي لم تحترق احتراقا كليا أثناء عملية الإطلاق، وهذه ضمن مدى جسم القتيل وإطلاق النار، مشيرا إلى أن كل هذه المؤثرات تدل أن مسافة الإطلاق كانت قريبة.