"الوطن" ترصد مراجعات السلفيين منذ النشأة إلى الجمود ثم العودة.. سقوط دعاة السياسة

"الوطن" ترصد مراجعات السلفيين منذ النشأة إلى الجمود ثم العودة.. سقوط دعاة السياسة
- السلفية
- السلفيين
- الدعوة السلفية
- أنصار السنة المحمدية
- الفتاوى المتشددة
- الإفتاء
- الجهادية
- السلفية
- السلفيين
- الدعوة السلفية
- أنصار السنة المحمدية
- الفتاوى المتشددة
- الإفتاء
- الجهادية
«السلفية، أهل السنة والجماعة، الفرقة الناجية» ألقاب كثيرة أطلقتها تلك الجماعة المتشددة على نفسها، لتضفى صبغة شرعية على أفكارها المضللة التى أفسدت عقول كثيرين طوال سنوات، وتفتح الباب على مصراعيه أمام التشدد والتكفير والكراهية والإرهاب، ثم جاء من أطلقوا عليه «فارس السنة» شيخهم أبوإسحاق الحوينى، ليقول إنه أخطأ فى أفكاره وأحكامه، وأن حماسة الشباب لديه أفسدت كثيراً من الناس، وأنه نادم على ما اقترفه، من تخريب للعقول، ما فتح باباً للتساؤل، هل نحن أمام مراجعة جديدة لتيار السلفية، أم هى معالجة شخصية لأفكار الحوينى لا تنسحب على باقى شيوخ السلفية؟
«الوطن» تفتح ملف المراجعات السلفية السابقة، منذ نشأة الفكر السلفى على يد مؤسسه الشيخ ابن تيمية، الذى ارتد أغلب تلاميذه عن أفكاره وسجلوا كتباً ومقالات فى نقده، وقام علماء عصره بالرد عليه حتى انتهت فتنته من العصور الوسطى للتاريخ الإسلامى، وتوضح كيف عاد هذا الفكر من جديد، كما تستعرض مراجعات السلفيين السابقة، خاصة اعتذار قائد الصحوة الإسلامية بالسعودية عن دعوته والدماء التى تسببت فيها، بالإضافة إلى عرض كتاب من أهم ما تم تأليفه فى نقد هذا الفكر وأدى لاستشهاد صاحبه، ويرصد الملف خريطة السلفيين وتوزيعاتهم والقضايا الفكرية المطلوب من السلفيين معالجتها إذا كانت نواياهم خالصة فى مراجعة علمية حقيقية.
"السلفية" من التشدد للتعايش
«الفكر السلفى» لم يكن تياراً واحداً، بل خرجت منه عدة تيارات متشعبة، كل منها يسيطر على اتجاه معين، ويمثله مجموعة من الرموز، لكن كل تلك التيارات لديها اختلافات فكرية وفقهية عن بعضها البعض. «الوطن» ترصد بالمعلومات فى الإنفوجراف التالى، مفهوم السلفية وخريطتها وأبرز أعلامها، وفتاواها وتفنيد دار الإفتاء لها، كفتاوى تحريم إيداع الأموال فى البنوك، وبيع الآثار وتحريم تولى المرأة، وكذلك تحية العلم والوقوف للسلام الوطنى. كما سنوضح تقلبات السلفية التى تظهر بين الحين والآخر، والتى جاءت بتحريم التليفزيون، والسياسة وموقفهم من الديمقراطية، بالإضافة إلى المراجعات السلفية المطلوبة، وأبرز التيارات الفكرية السلفية وأماكن وجودها.
مفهوم السلفية
كلمة سلفية تعبر عن تيار يدعو إلى العودة إلى نهج السلف الصالح كما يرونه والتمسك به باعتباره يمثل نهج الإسلام الأصيل والتمسك بأخذ الأحكام من الأحاديث الصحيحة دون الرجوع للكتب المذهبية.
أبرز أعلامها:
ابن تيمية - محمد بن عبدالوهاب - عبدالعزيز بن باز - ابن عثيمين.
التناقضات
1) التليفزيون
ابن باز: مشاهدة التلفاز خطيرة جداً، وأنا أوصى بعدم مشاهدته وعدم الجلوس عنده مهما أمكن، لكن إذا كان المشاهد له عنده قوة يستفيد من الخير، ولا يجره ذلك إلى الشر، فلا مانع إذا كان عنده قوة يعرفها من نفسه، فيسمع الشىء الطيب ويستفيد منه، ويبتعد عن الشىء الخبيث من الأغانى والتماثيل الخبيثة وما يضر المستمع، فلا بأس، ولكن فى الغالب أنه يجر بعضه إلى بعض، فلهذا أنا أوصى بعدم إدخاله إلى البيوت وعدم مشاهدته؛ لأنه يجر بعضه إلى بعض، ولأن النفس ميالة لمشاهدة الأشياء الغريبة بين يديها، فليس مثل الاستماع، الاستماع أقل خطراً، فالمشاهد مع الاستماع تكون النفس إليه أميل والتعلق به أكثر.
2) السياسة
تعد القضية الرئيسة فى فكر ودعوة السلفية، هى التوحيد وتحقيقه والتشديد على عدم خوض غمار السياسة، لأنّ صلاح الأمة يسبق صلاح الدولة، وتحريم الأحزاب بنص الكتاب والسنة، ولا يجوز الانضمام للأحزاب لأنه تفريق للمسلمين، ولا توجد حزبيات فى الإسلام.
بعد ثورات الربيع العربى سارعت التيارات السلفية إلى تكوين أحزاب سياسية وقالت: القرآن دعانا إلى ذلك، فالسياسة ليست بعيدة عن الدين، والدين ليس عبادة فقط، بل معاملات وعهود وحروب واجتماعيات والطهارة والإتيان وكل شىء، والسياسة لم تشغلنا عن الدعوة، ومشاركتنا فى السياسة دعوة إلى الله أيضاً.
3) الديمقراطية
الإسلام برىء من الديمقراطية فإنها ضلال وفساد، وتداول السلطة مفهوم غربى النشأة لا علاقة للإسلام به، وللحاكم أن يستمر فى الحكم مدى الحياة، الأصل فى دخول الدعاة البرلمان المنع لأنه فى الدخول مفاسد كثيرة وتنازلات عديدة وأن هذا الطريق شره أكبر من خيره، وأن ذلك رأى ابن باز، وابن عثيمين، والألبانى.
تعامل السلفيون مع الديمقراطية بإيجابية عموماً، فقد تبنوا حق الأمة فى تعيين حكامها ومحاسبتهم واعتماد آلية الانتخاب فى وصولهم للسلطة، وقد لخصوا ذلك بقولهم: السيادة لله والسلطة للأمة، وإعلان إيمانهم بحرمة الخروج المسلح على الحاكم والأمة وما يترتب عليه من مفاسد وإراقة الدماء، وأن الجهاد السلمى هو السبيل المتاح والأفضل.
مراجعات مطلوبة
حكم السلفيين فى الشيعة واعتبار أنهم شر أهل البدع.
وقف خلط الدين بالسياسة وأن المشاركة فى السياسة دعوة إلى الله.
إظهار موقفهم الواضح من قضايا «الحسبة» و«الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر».
تقسيمهم للعالم لـ«دار كفر وحرب» و«دار إسلام».
زواج القاصرات واعتبارهم أن الزواج له شقان وهما العقد، والخلوة الشرعية، وزعمهم أنه يجوز العقد على الفتاة حتى ولو كان عمرها سنة واحدة، أما الشق الثانى للزواج يمكن تنفيذه عندما تستطيع الفتاة تحمله، ولا يرتبط بسن معينة.
عدم عرقلة التجديد العلمى والدينى ووقف الاعتماد على القديم فقط دون النظر لمتغيرات العصر.
تياراتها فى مصر
1) الدعوة السلفية
نشأت فى سبعينات القرن الماضى عن طريق النشاط الطلابى.
بدأ عملهم بشكل منظم عام 1980، من خلال ما يشبه باتحاد الدعاة وأطلقوا على أنفسهم اسم (المدرسة السلفية).
أسست معهد الفرقان لإعداد الدعاة فى الإسكندرية عام 1986 كأول مدرسة إسلامية ذات توجه سلفى.
أطلقوا على منظمتهم الدعوة السلفية بعد انتشارهم لكنهم يشتهرون بـ«سلفيى الإسكندرية».
يهتمون بمسائل التوحيد وتصحيح العقيدة، والنهى عن البدع والخرافات وكتب التراث، ومقولات الأئمة من أصحاب المذاهب والفقهاء، ويطلق عليهم أيضاً (السلفية العلمية).
2) الحركية
نشأت فى حى شبرا فى القاهرة من قبل مجموعة من الشباب.
لا يكتفون بتكفير الحاكم حكماً فقط، ولكن يذهبون إلى تكفيره عينياً، إذا لم يحكم بما أنزل الله، ويجهرون بذلك فى خطابهم الدعوى.
يعتقدون بحرمة المشاركة فى المجالس النيابية؛ لأنها تتحاكم إلى غير شرع الله.
3) المستقلون
امتداد للتيار السلفى القديم فى مصر.
مثله العديد من المجموعات والجمعيات منذ بدايات القرن العشرين، مثل جمعية الهداية التى قادها الشيخ محمد الخضر حسين.
منتموها يهتمون بالهدى الظاهر فى المسائل المتعلقة بشكل الملابس واللحية وشعر الرأس والحجاب، وغيرها من هذه الأمور.
لا يجمعهم تنظيم معين ولا يسعون لذلك، حتى كونوا عدداً من المجموعات تلتف حول عدد من المشايخ.
لا يؤمن هذا التيار بالعمل الجماعى التنظيمى، كما أنه لا يشتغل بالسياسة، ويكتفى رموز هذا التيار بإبداء آرائهم فى الشأن السياسى فى جلسات سرية لأتباعهم المقربين، ويقتصر كلامهم السياسى على شرح تصوراتهم للواقع السياسى ومشكلاته.
4) أنصار السنة المحمدية
تأسست عام 1926، قبل ظهور جماعة الإخوان المسلمين بعامين فى مدينة القاهرة على يد الشيخ محمد حامد الفقى.
وتنشط فى الفضاء الاجتماعى نفسه، وتحظى أيضاً بدعم خليجى، وتصدر مجلة التوحيد ذائعة الصيت فى الأوساط السلفية
ينتشر أعضاء الجمعية فى كل محافظات مصر.
5) المدخلية
سارع السلفيون بالاستثمار فى القنوات الفضائية وشهدت السنوات الأخيرة توالداً سريعاً للقنوات «السلفية» بما جعلها من معالم المشهد الإعلامى العربى الجديد.
هى امتداد للتيار السلفى المدخلى فى السعودية الذى ظهر أثناء حرب الخليج الثانية 1991.
تسير على منهج وطريقة شيخ سعودى اسمه ربيع بن هادى المدخلى، ويعتبرونه إمام العصر ومجدد الدين.
يعتبرون أنه لا يجوز معارضة الحاكم مطلقاً ولا حتى إبداء النصيحة له فى العلن.
أشهر رموزهم فى مصر هو محمد سعيد رسلان.
6) الجمعية الشرعية
أسسها الشيخ محمود خطاب السبكى عام 1912 تحت اسم «الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية».
تهدف إلى إحياء السنة ومحاربة البدعة.
كانت فروع الجمعية الـ350 تنتشر فى جميع أنحاء جمهورية مصر.
7) الجهادية
ترتبط بتنظيم القاعدة
تكونت لها جيوب فى العديد من الدول، وهى تتشكل من المجموعات التى انشقت عن الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد المصريتين.
لم تقبل بفكرة المراجعات التى أجرتها الجماعتان الأقدم فى اتباع العنف المسلح.
10) فتاوى متشددة والرد عليها
1) فتوى أبوإسحاق الحوينى بشأن تحريم إيداع الأموال فى البنوك، حيث قال: البنوك الرباوية وضع الفلوس فيها حرام.
الدكتور عمرو الوردانى، أمين الفتوى بدار الإفتاء: وضع المال فى البنوك فى ودائع أو حساب استثمارى أو شهادات استثمار، جائز شرعاً ولا شىء فيه، البعض يظن أن هذه المعاملات البنكية من قبيل الربا بسبب الفائدة الثابتة، لكنها ليست فائدة وإنما ريع من تمويل مشروعات.
2) فتوى الشيخ الألبانى: يجوز للرجل الكبير أن يرضع من المرأة لكى تحرم عليه.
المجلس الأعلى للأزهر علق على مثل هذه الفتوى فى عام 2007 مبيناً خطأها، حيث قال إن فتوى إرضاع الكبير تتنافى مع مبادئ الدين الإسلامى الحنيف وتخالف مبادئ التربية والأخلاق.
3) فتوى بيع الآثار: الإنسان إذا وجد آثاراً فى أرضه أو منزله أو أى مكان يملكه فهى ملكه، فيعد هذا رزقاً وكنزاً.
دار الإفتاء: لا يجوز شرعاً المتاجرة بالآثار أو التصرف فيها بالبيع أو الهبة أو غير ذلك من التصرفات، إلا فى حدود ما يسمح به ولى الأمر وينظِّمه القانون مما يحقق المصلحة العامة، حتى ولو وجدها الإنسان فى أرض يمتلكها؛ فانتقال ملكية الأرض لا يستتبع انتقال ملكية المدفنون بها.
4) فتوى تحريم تولى المرأة لمنصب وزير.
دار الإفتاء: عمل المرأة مِن حيث هو لا تمنعه الشريعةُ الإسلامية، والأصل أنه مباحٌ ما دام موضوعُه مباحاً ومتناسباً مع طبيعة المرأة، بالنسبة للعمل السياسى وفى المجالس الشورية والنيابية؛ لا مانع منه شرعاً ما دام متوافقاً وطبيعتها الخاصة.
5) فتوى سامح عبدالحميد: تحية العلم بدعة ومظهر غربى وليست من الإسلام فى شىء.. الوقوف أمام العلم لتحيته مخالف للشرع.
دار الإفتاء: لا مانع شرعاً من تحية العلم والوقوف للسلام الوطنى.
6) فتوى تحريم تهنئة الأقباط بأعيادهم: لا يجوز تهنئة النصارى أو غيرهم بأعيادهم ولا زيارتهم فى كنائسهم فى أعيادهم.
دار الإفتاء: لا مانع شرعاً من تهنئة غير المسلمين فى أعيادهم ومناسباتهم، وليس فى ذلك خروج عن الدين كما يدَّعى بعض المتشددين غير العارفين بتكامل النصوص الشرعية ومراعاة سياقاتها وأنها كالجملة الواحدة، وقد قَبِلَ النبى الهدية من غير المسلمين.
7) فتوى تحريم الاحتفال بالمولد النبوى الشريف والموالد الأخرى كالبدوى والحسين، كلها من البدع المنكرة.
دار الإفتاء: الاحتفالُ بِمولدِ النَّبى مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات؛ لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبى الذى هو أصل من أصول الإيمان، كما أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد سنَّ لنا جنس الشكرِ لله تعالى على مِيلاده الشريف؛ فكان يَصومُ يومَ الاثنينِ ويقول: «ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه».
8) فتوى تحريم الاحتفال بعيد الأم: هذا الاحتفال لا يجوز، حتى ولو كان دون نية التقرب والتعبد.
دار الإفتاء: الاحتفال بيوم الأم مباح شرعاً وأحد مظاهر البر والإحسان ورد الجميل، وليس بدعة.
9) فتوى تحريم شراء السيارات من البنوك بالتقسيط: إن الصورة الصحيحة هى أن يقوم البنك بامتلاك السيارة.
دار الإفتاء: شراء السيارة بالتقسيط من البنك جائز شرعاً ولا حرج فيه.
10) فتوى ختان الإناث: وقد اتفق الأئمة على مشروعيته، وإن اختلفوا فى حكمه، وأكدوا أنه من سنن الفطرة.
دار الإفتاء: إن قضية ختان الإناث ليست قضية دينية تعبدية فى أصلها، ولكنها قضية ترجع إلى العادات والتقاليد والموروثات الشعبية، خاصة أن موضوع الختان قد تغير وأصبحت له مضار كثيرة جسدية ونفسية؛ مما يستوجب معه القول بحرمته.