خالد منتصر ينتقد اعتذار مشايخ السلفية: جاء بعد "خراب مالطة"

خالد منتصر ينتقد اعتذار مشايخ السلفية: جاء بعد "خراب مالطة"
انتقد الدكتور خالد منتصر، اعتذار بعض من شيوخ السلفية، عن الفتاوى التي أصدروها على مدار سنوات، وتسببت في انضمام الشباب لتنظيم داعش الإرهابي وهروبهم لمواطن الحروب في سوريا والعراق، مشيرا إلى أن هذا الاعتذار جاء "بعد خراب مالطة".
وتعجب منتصر خلال مقاله المنشور بجريدة "الوطن" بعنوان "السلفيون يعتذرون أم ينتظرون؟" من تمسك بعض التيارت السلفية وشيوخهم ببعض الأحاديث التي لا يقبلها العقل وتصميمهم على صحتها ثم اعتذارهم بعد ذلك كما فعل الشيخ الذي كانوا يلقبوه بـ "أعلم أهل الأرض بعلم الحديث"، والذي قبل بعض الأحاديث الضعيفة طلبًا للشهرة على حسب اعترافه.
واعتبر منتصر أن هذا المتعذر ما زال يرى الخطيئة مجرد خطأ، وأن رموز السلفية يعتذرون عن فتاوى الدم والخرافة والتغييب وتزييف الوعي بعد أن "خربت مالطة" وضاعت عقول ملايين الشباب بسببهم، وأن هذا الذي جاء يعلن اعتذاره دعا إلى السبى والجهاد وذهب الآلاف بسبب فتاواه هو ورفيق رحلته السلفية إلى سوريا والعراق وداعش وطالبان أحدهم أعلنها في الجامع، والآخر أعلنها في الاستاد أمام المخلوع مرسي.
وتساءل منتصر: "من يستعيد دم حسن شحاتة الشيعي الذي تم سحله وقتله بسبب فتاواهم؟ من ينقذ صورتنا أمام العالم وأحدهم يُفتي بأن رضاع الكبير بالتقام حلمة الثدي وأن حدّ الرجم طُبِّق على القرود!"، مشيرًا إلى أن هولاء روّجوا لبضاعتهم الراكدة، وزادوا من أرصدتهم البنكية وأنهم اعتذروا بعد أن امتلأت الكروش وبُنيت القصور ودارت محركات الـ"فور باي فور" وصاروا نجوم رحلات العمرة والحج،.
ولفت إلى أن اعتذارهم جاء بعد أن توقف الدعم السلفي الوهابي ليعلنوا التوبة والندم، مشددًا على أن المنهج الحرفي لم يعتذروا عنه، وأن المشكلة لديهم في الحديث الضعيف، متسائلًا: "ماذا عما تظنونه حديثاً صحيحاً لم يعد يناسب الزمن الآن، ألم تقسموا بأغلظ الأيمان وكفّرتم حتى بعض شيوخ الأزهر كالغزالي حين أعلن أنه لا يعترف بأحاديث موجودة في البخاري وقال: كيف أصدق أن النبي موسى قد لطم ملك الموت!!".
وتساءل منتصر: "ماذا نفعل في رضاع الكبير الموجود في الصحاح وبول الإبل وجناح الذبابة ورجم القردة الزانية وقتل المرتد وسحر الرسول ومحاولة انتحاره والمرأة التي تقطع الصلاة كالكلب والحمار والنامصة والمتنمصة الملعونة والمتعطرة الزانية وجهاد الطلب والولاء والبراء وجهنم التي نُدخل فيها الديانات الأخرى وتقول هل من مزيد، والشمس التي تغرب في عين حمئة والحجامة التي تشفي كل الأمراض والسبع تمرات التي تنقذ من التسمم وحبة البركة التي تغنينا عن كل الصيدليات... إلخ، كله في الصحاح، ماذا نفعل إذا لم تغيروا المنهج نفسه؟؟" مشبهًا الأمر بقولهم: (سنخفف جرعة الترامادول الديني ولكننا نبشركم بالكوكايين والهيروين!!)".
وضرب منتصر مثلًا بـ"عاصم عبدالماجد وأعضاء الجماعة الإسلامية الإرهابية وتنظيم الجهاد"، والذين أعلنوا من قبل توبتهم في السجون "تقية"، وما إن استتب لهم الأمر استباحوا دماءنا وقتلوا وحرقوا الأخضر واليابس، وهربوا إلى تركيا وقطر ومارسوا الخيانة والعمالة علناً.
واختتم منتصر مقاله، قائلا: "أغلقوا المصنع وبيعوا ماكيناته في سوق الخردة، ولا تخدعوا الناس بمنح منافذ التوزيع إجازة مؤقتة، جففوا المنابع ولا تغطوا المستنقع بمفرش كانفاه".