مراحل إنشاء أكبر مصنع غزل ونسيج في المحلة: 700 ماكينة مستوردة باستثمارات 540 مليون يورو

11:44 م | الخميس 13 فبراير 2020

حالة من البهجة والسعادة الغامرة ارتسمت ملامحها على وجوه الآلاف من العاملين بمصانع شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، فى محافظة الغربية، فى أعقاب توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى باستعادة الريادة المصرية فى صناعات الغزل والنسيج، بعدما شهدوا بأنفسهم الخطوات الأولى لإنشاء أكبر مصنع للغزل والنسيج داخل الشركة، التى اشتهرت عالمياً باسم «غزل المحلة»، واستطاعت أن تقود هذه الصناعة لما يقرب من 90 عاماً، منذ إنشائها فى بدايات القرن الماضى.

«الوطن» رصدت جانباً من التطورات داخل الشركة «الأم»، باعتبارها إحدى القلاع الرائدة فى مجال الصناعات النسجية والغزول، بين الشركات المماثلة لها، مثل «كفر الدوار»، و«النيل لحليج الأقطان»، و«النصر للغزل والنسيج»، و«الوبريات سمنود»، التابعة للشركة القابضة لصناعات النسيج.

مصادر بـ«غزل المحلة» أكدت أن الشركة القابضة لصناعات الغزل والنسيج، التى تتبع وزارة قطاع الأعمال، أنهت استعداداتها لتسلم أول دفعة من الماكينات الحديثة، ويبلغ عددها 270 ماكينة، من إجمالى 700 ماكينة مستوردة لصالح شركة مصر للغزل والنسيج، وأشارت إلى أنه من المقرر أن يتم تركيب هذه الماكينات خلال يونيو القادم، وأن قيمة التوريدات الأولية للصفقة تصل إلى 303 ملايين يورو، من إجمالى 540 مليون يورو، حيث تم سداد مقدمات تعاقد الدفعة الأولى، والتى تُقدر بنحو 237 مليون يورو، على أن يتم استكمال سداد باقى التكاليف من خلال عوائد الأصول غير المستغلة.

كما رصدت «الوطن» مراحل الاستعداد لاستقبال ماكينات الغزل والنسيج الحديثة، من جانب شركة «ريتر» السويسرية، وخلال الجولة توقفنا أمام مصنع «غزل 1»، الذى تجرى أعمال التطوير والإنشاء به، من خلال دعمه بخطوط التكييف والكابلات الكهربائية، وتجهيز كافة الخدمات والمرافق اللازمة لتسلم شحنة الماكينات الحديثة، حيث وقف محمد على، أحد العمال، مردداً هتاف «تحيا مصر»، قبل أن يتابع بقوله: «كلنا إيد واحدة، نبنى بلدنا ونفتخر بيها أمام أبنائنا وأحفادنا»، وأضاف: «يكفينا مراحل التدريب التى وصلنا إليها، وكلنا فرحنا، عمال وعاملات داخل المصانع، فور علمنا بقدوم الشحنة الأولى من الماكينات أوائل شهر يونيو القادم، وسنعمل ليلاً ونهاراً لكسب ثقة عملاء جدد، ومنافسة الدول الخارجية فى مجال الوبريات وصناعات الغزل والنسيج»، موجهاً الشكر للمسئولين على دعمهم للعمال.

وعلى بعد حوالى 50 متراً، جلست إحدى العاملات، تُدعى سوسن حافظ، أمام عنبر مصنع النسيج، مرتديةً زيها الخاص باللون «اللبنى»، وتشير بأصابعها بعلامات النصر، قبل أن تبادرنا بقولها: «نعمة الستر رضا من ربنا، وفعلاً كلنا كعمال كنا خايفين من بيع الشركة وإعلان إفلاسها»، وتابعت بقولها: «كل الشكر لقيادات الدولة، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء، وقيادات الشركة القابضة»، وأضافت: «إحنا كعمال أحلامنا بسيطة، محتاجين النظر إلى تحسين الدخل، ورفع أجورنا الشهرية، وانتظام صرفها دورياً»، وأوضحت قائلةً: «إحنا بنقبض مرتبنا الشهرى بشكل غير منتظم، بسبب عدم توافر السيولة الكافية لأجور العمال، ونأمل استجابة مسئولى الدولة لاستغاثتنا، ونتطلع إلى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لنا، كى يكون دافعاً وحافزاً لنا على العمل والإنتاج والمنافسة بمنتجات جودتها فاخرة، كما نأمل فى توفير مستشفى علاجى لنا ولأبنائنا، وورش متخصصة لتدريب العمال».

«الحمد لله، العمل يسير على قدم وساق، وحالياً نواصل رسالتنا فى تأهيل وتدريب أكثر من 4 آلاف عامل وعاملة على برمجة وتشغيل ماكينات الغزول الحديثة إلكترونياً، من خلال التنسيق الكامل مع مسئولى الشركة القابضة، وخبراء الصناعات النسجية»، بهذه الكلمات عبر المهندس يوسف محمد، أحد الخبراء المتخصصين بـ«غزل المحلة»، لافتاً إلى أن الحكومة تولى اهتماماً واسعاً لرفع كفاءة العمل داخل مصانع غزل المحلة، بعد وضع خطة نموذجية للتطوير، بالتنسيق مع شركة «ريتر»، التى أصبحت شريكاً أساسياً فى التطوير، ووضع اللبنة الأولى والتاريخية، لإنشاء أكبر مصنعين فى مجال الغزل والنسيج على مستوى الشركات المصرية، وفق جدول لا يتجاوز 12 شهراً على أكثر تقدير.

وأشار الخبير الصناعى إلى أن الشركة القابضة تعتمد على تطوير مصانع المحلة ضمن المرحلة الأولى، وأوضح أن إنشاء أكبر مصنع بالمدينة العمالية سيتم تدشينه داخل الشركة، التى تقع على مساحة أكثر من 27 فداناً، وتضم ما يقرب من 15 ألف عامل وعاملة، لافتاً إلى أن مصنع «غزل المحلة رقم 1»، سيضم خط إنتاج خيط طرف مفتوح، يحتوى على 6 ماكينات، منها أحدث ماكينة غزل فى العالم، فضلاً عن ضم أحدث خط تفتيح وتنظيف، مكون من 42 ماكينة «كرد»، و18 ماكينة «سحب»، و23 ماكينة «تمشيط»، و16 «برن»، و112 «غزل كومباكت».

وأضاف «يوسف» أنه من المقرر أن تستكمل الشركة السويسرية تسليم الدفعة الأولى من الماكينات مطلع العام 2021، ليتم تركيبها داخل أكبر مصنع غزل فى العالم، لإنتاج المنسوجات الفاخرة المصنوعة من القطن المصرى طويل التيلة، الذى يحظى بشهرة عالمية، حتى تستعيد المنسوجات المصرية ريادتها بين جميع الأسواق الخارجية والدولية مرة أخرى.

بروتوكول تعاون بين "القابضة" و"ريتر" السويسرية لرفع كفاء الإنتاج والقدرات التسويقية

وقال رضا رشدى، عضو اللجنة النقابية للعاملين بالشركة: «إحنا بنبنى بلدنا بسواعدنا، وسنقف خلف الرئيس عبدالفتاح السيسى، وسنواصل نشاطنا الدءوب، لتأهيل وتثقيف العمال وتوعيتهم بآليات تشغيل الماكينات الحديثة، وتدريبهم على أكمل وجه، داخل مراكز تدريب متخصصة بالشركة القابضة، وفى مقرات النقابة العامة على مستوى محافظات الجمهورية»، ولفت «رشدى» إلى جهود النقابة العامة للغزل والنسيج، برئاسة عبدالفتاح إبراهيم، بالتعاون مع رئيس القابضة لصناعات الغزل والنسيج ووزارة قطاع الأعمال، من أجل تدشين ورش التدريب، تزامناً مع التعاقد الحكومى لشراء ماكينات «ريتر» السويسرية.

وأكد المهندس أشرف عزت، رئيس مجلس إدارة الشركة، أنه يحرص على القيام بجولات تفقدية يومية على المصانع ومواقع التطوير، لرفع كفاءتها، وإعداد تقرير يتم رفعه للشركة القابضة، متضمناً كافة الاحتياجات اللازمة، حتى يكون مصنع «غزل 1» جاهزاً لاستقبال ماكينات التشغيل الحديثة، وقال: «لا صحة لبيع أى من أصول غزل المحلة»، مشيراً إلى أن «هناك بعض أصحاب السوء من أعداء الوطن، يروجون للشائعات بين صفوف عمال وعاملات الشركة، ولكن ذلك الأمر عارٍ تماماً من الصحة».

وتابع: «المصنع الجديد يضم أكثر من 182 ألف (مردن) بماكينات الغزل، وهو عبارة عن عمود يحمل بكرة لِلَفّ الخيوط، يقوم بغزل الألياف إلى خيوط، وهذا ما يضعه فى المركز الأول عالمياً، كأكبر مصنع لإنتاج الغزول فى العالم، وسيُقام على مساحة 16 فداناً، ضمن المرحلة الأولى للمشروع، ويتخصص فى إنتاج غزول خيوط متوسطة 100 و120 نمرة إنجليزى، لإنتاج صناعة المفروشات وأقمشة القمصان والبنطلون والستائر، بطاقة إنتاجية تصل إلى 15 طناً يومياً».