سلوى الزغبي تكتب: رفيق مرضي.. حصادي من زرعة الحب

سلوى الزغبي تكتب: رفيق مرضي.. حصادي من زرعة الحب
- الفلانتين
- عيد الحب
- أغاني كوكب الشرق
- أم كلثوم
- دور الأيتام
- سجون
- أعياد الحب
- أغاني كوكب الشرق
- الحب مالوش زمان
- أهل الحب صحيح مساكين
- سرطان الثدي
- الفلانتين
- عيد الحب
- أغاني كوكب الشرق
- أم كلثوم
- دور الأيتام
- سجون
- أعياد الحب
- أغاني كوكب الشرق
- الحب مالوش زمان
- أهل الحب صحيح مساكين
- سرطان الثدي
أبكى ويحتضننى، عادتنا المتكررة نهاية كل يوم، الصمود الذى يراه الجميع طوال يومى يعايش هو عكسه فى الليل، أفرغ شحنة الضعف والخوف واهتزاز الثقة بالنفس فى حضنه، لم يردنى يوماً ولم يتركنى ليلة إلا والنوم يزور جفونى، بينما الابتسامة تزين وجهى على مدار 5 أشهر متتالية منذ أن بدأت معركتى مع سرطان الثدى.
نصيبى الحلو كما أحب أن ألقبه، لم تخل حياتنا من المشكلات، كنت أصنف بعضها أزمة إلى أن مررت بوعكتى الصحية، فعرفت معنى الأزمة مثلما عرفت معنى السند، وجدت الدعم فى عائلتى وأصدقائى وزملائى ورؤسائى، أكن لهم جميعاً الحب الخالص، ولأن عيد الحب يقتصر مفهومه على شريك العمر فلزوجى «مصطفى» النصيب فى الحكى، كان أول من أخبرته بشكوكى فى المرض ودفعنى للكشف، ثم ظل إلى جوارى فى كل خطوة، بينما أخفيت الخبر عن أسرتى حتى أتأكد، أتذكر جيداً وقت أكدت الأشعة شكوكى، وخرجت له صامتة، ففهم واحتضننى، فشرعت فى البكاء حتى لا يزيدنى الكتمان سوءاً، ثم اصطحبنى فى اليوم ذاته لأخذ عينة وبدء المشوار.
المرافق والملاصق فى خطوات علاجى، دائم الرفض لأى مقترح بأن يرافقنى غيره، وجملته المعتادة «اللى عاوز ييجى ييجى بس وأنا موجود برضه»، وحقيقة لم أكن مطمئنة إلا فى وجوده حتى لو لم أخبره بذلك، ولم أكتسب ثقة أكبر فى نفسى إلا من كلمات غزله، الإيمان والرضا لا علاقة لهما باهتزاز الثقة بالنفس أوقاتاً كثيرة خاصة لمصابى هذا المرض بسبب تغيراته الجسدية الواضحة، مصطفى لم يكتف بعدم إشعارى لحظة بأن المتغيرات سيئة، لكنه كان دائم التغزل بى وفعل كل ما يؤكد لى أننى زدت جمالاً.
أسفل قدمى يتخذ موضعه ليلاً حتى يتمكن من تدليكها، ويساعدنى لأغفو دقائق من شدة الألم إثر جلسات الكيماوى، ألمى النفسى يزداد لإرهاق أسرتى صباحاً وله مساءً بسبب آلامى الجسدية الشديدة، فيخبرنى أن أتركهم يستريحوا قليلاً ويستكمل مهمتهم، وتمر الأيام تختلف درجات الوجع ويزداد حبه فى قلبى.
«ما تتجوزوش عرر» كان مدخلاً لمنشور كتبته على فيس بوك، تفاعل معه الآلاف، حكيت فيه عن سيدة قابلتها فى المستشفى تستعد لأولى جلسات الكيماوى ولا تهاب المرض بقدر خوفها من رد فعل زوجها إذا سقط شعرها وتضطر لتحمل معايرته لها من جديد، ولم تنته بعد من معايرته بالجلطة التى أصابتها منذ سنوات، فى خضم حكيها تذكرت اهتمام والدى باختيار شخص «يصوننى»، وكان البعض يتهمه بالجنون لموافقته على خطبتى لزميلى فى الفرقة الثانية بالكلية، لا يملك غير ثمن الدبلة، لكن أبى كان يبحث عن «العزوة والسند والمُحب»، حتى وإن كان مُعدماً، وانتظر 5 سنوات حتى تزوجنا، كان والدى محقاً وجنيت ما زرعه.