بشرته جاريته بميلاد "محمد" فأعتقها وتوعده الله بالعذاب.. من هو أبولهب؟

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسي

بشرته جاريته بميلاد "محمد" فأعتقها وتوعده الله بالعذاب.. من هو أبولهب؟

بشرته جاريته بميلاد "محمد" فأعتقها وتوعده الله بالعذاب.. من هو أبولهب؟

وصف بأنّه أكثر الناس عداوة لنبي الإسلام هو وزوجته، فرغم صلة القرابة بين سيدنا محمد بن عبدالله، وعمه عبدالعزي بن عبدالمطلب الشهير بـ"أبو لهب"، إلا أنّ ذلك لم يمنعه عن إعلان العدواة الصريحة لنبي الله، حتى نزلت فيه آيات من كتاب الله، تتوعده بالعذاب في الآخرة.

تقول دار الافتاء المصرية في تقرير لها، أنّ أبو لهب هو عبدالعزي بن عبد المطلب أحد أعمام الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوجته هي أروى بنت حرب بن أمية، أخت أبي سفيان بن حرب، وكنيتها أم جميل، نزلت فيهما سورة المسد، ومات هو وزوجته على الشرك.

وأضافت الدار: "كان أبو لهب وزوجته يسكنان في بيت مجاور للنبي صلى الله عليه وسلم، وناصب هو وزوجته رسول الله صلى الله عليه وسلم العداء، ولم يراعيا حقا للقرابة والجوار، فكان بئس العم وبئس الجار، إذ لم يكتف بتخاذله عن نصرة ابن أخيه وحمايته، بل عاداه وحاربه واجتهد في صد الناس عنه، وكانت زوجته على شاكلته، فهي شريكة له في اختيار الكفر والتكذيب، وفي صب الأذى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإعلان التكذيب بدين الله ودعوته، ومن صور هذا الإيذاء أنّ زوجته كانت تحمل الشوك في الليل وتضعه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم الذي يسلك منه إلى بيته ليعقر قدميه".

وتابع: كانت أيضا امرأة سليطة تبسط فيه لسانها، وتطيل عليه الافتراء والدس، وتؤجج نار الفتنة، وتثير حربا شعواء على النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه ما رواه البخاري ومسلم عن جندب بن سليمان رضي الله عنه، أنّه قال: اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة أو ليلتين، فأتت امرأة - وهي أم جميل - فقالت: يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك؛ فأنزل الله عز وجل "والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى".

وذكرت الدار: من المفارقات العجيبة أنّ أبا لهب هو الذي أعتق جاريته ثويبة لما بشرته بميلاد ابن أخيه محمد صلى الله عليه وسلم فرحا به، ومع هذا كان بعد ذلك من أشد الناس عداوة له، وقد بلغ من أمر أبي لهب أنّه كان يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأسواق، والمجامع، ومواسم الحج ويكذبه.

وسبب هذه العداوة الغيرة والحسد للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان أبو لهب رجلا موسرا جمع مالا طائلا، وكان يعد من الطبقة الوجيهة المعروفة من قريش، وكانت له طبيعة غير طبيعة إخوته، فإخوته يطلبون السيادة والشرف والعزة بالخلق العربي الصميم، وهو يطلب المال والدنيا، وفيه أثرة، وحب الذات، ومن يكون كذلك يميل دائما إلى الابتعاد عما يثير المتاعب، وقد هداه تفكيره إلى أنّ دعوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ستضره كثيرا، فقاومها، وشدد في المقاومة هو وزوجته، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يتيما فقيرا.

ومما يدل على هذا العداء ويقويه، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم زوّج بنتين من بناته - وهما أم كلثوم ورقية – إلى ولدين من أولاد أبي لهب، وكان ذلك قبل البعثة النبوية، فكانت السيدة رقية عند عتبة؛ والسيدة أم كلثوم عند أبي عتيبة، فلما جاءه الوحي قال أبو لهب وزوجته: اشغلوا محمدا بنفسه، وأمرا ابناهما بطلاق بنتي النبي صلى الله عليه وسلم.

وأضافت الدار: بسبب هذه العداوة أنزل الله في أبي لهب وزوجته قرآنا يتلى إلى يوم القيامة وهي سورة المسد، ينتصر الله فيها لرسوله صلى الله عليه وسلم ويخبره بعاقبة أبي لهب وزوجته في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿تبت يدا أبي لهب وتب * ما أغنى عنه ماله وما كسب * سيصلى نارا ذات لهب * وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبل من مسد﴾.

وتابعت: مات أبو لهب أثر إصابته بداء العدسة، وبعد موته نفر عنه ولده وأبناء عشيرته خوفا من عدوى العدسة، فلم يواروه في القبر، بل أسندوه إلى حائط، وقذفوا عليه الحجارة من خلف الحائط حتى واروه، وقيل: بقي 3 أيام لا يقرب أحد إلى جثته، ثم حفروا إليه حفيرة ودفعوه بعمد فيها، ثم ألقوا الحجارة عليه حتى توارى تحت الحجارة.


مواضيع متعلقة