ناجح ابراهيم: وعد ترامب تزوير للتاريخ من أجل سرقة فلسطين

كتب: انتصار الغيطانى

ناجح ابراهيم: وعد ترامب تزوير للتاريخ من أجل سرقة فلسطين

ناجح ابراهيم: وعد ترامب تزوير للتاريخ من أجل سرقة فلسطين

أكد الدكتور ناجح إبراهيم، أن صفقة القرن أو ما كانت تسمى بوعد "ترامب"، هي مشروع صهيوني للتصفية النهائية للقضية الفلسطينية،  تشارك فيه الصهيونية اليهودية واليمين الأمريكى على حساب العرب والفلسطينيين.

وأشار إلى أن اليمين الأمريكي انطلق في الدعم المطلق لإسرائيل وإقامة دولة يهودية دينية -في سابقة عالمية فريدة- من نظرية بالية بائسة مفادها: "من يرد أن يرى المسيح آخر الزمان، فعليه أن ينتصر لإسرائيل، لأنه لن يظهر إلا بانتصار الدولة اليهودية على الكفار المحمديين ويقصد بهم العرب المسلمين".

وأضاف إبراهيم، خلال مقاله في جريدة "الوطن"، أن صفقة ترامب تعد تزويراً فجاً للتاريخ وسرقة لكامل التراب الفلسطيني، بما فيها القدس حيث تجعلها الصفقة تحت السيادة الإسرائيلية الكاملة شرقها وغربها وتجعل منطقة نائية صغيرة بعيداً عنها اسمها "أبورديس" عاصمة للدولة الفلسطينية التي تقترحها الصفقة، وهي دولة ممزقة منزوعة السلاح وكذلك السيادة، جزء منها في غزة وأجزاء أخرى ممزقة في أسوأ مناطق الضفة، مع ضم غور الأردن لإسرائيل، بحيث لا تزيد مساحة هذه الدولة على 15% من مساحة فلسطين الأصلية، مع النزع الكامل لأسلحة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في غزة، فضلاً عن إنهاء حق العودة للفلسطينيين سوى فلسطينيي عام 1948 المسجلة أسمائهم في الأمم المتحدة، وهؤلاء مات معظمهم وشبعوا موتاً، أما أبناؤهم وأحفادهم فلا حق لهم في العودة، بل يجري تجنيسهم بجنسية البلاد التي يعيشون بها.

وتابع إبراهيم، أن "هذه الصفقة أسقطت حق العودة لقرابة 6 ملايين لاجئ يمثلون صلب الشعب الفلسطيني، واكتفت بحفنة دولارات عربية لأمريكا، لتهبها للدول التي يعيش فيها اللاجئون الفلسطينيون، فالصفقة وهم كبير يريد (ترامب) تسويقه لنا، فلا شىء للعرب والفلسطينيين، ستضيع الأرض والقدس، ولن يعود اللاجئون، فإسرائيل ستأخذ كل شىء، وسيكسب (ترامب) الانتخابات القادمة، وسينجح نتنياهو -المدان قضائياً بالسجن- في تشكيل حكومة وقد يحصلان معاً على جائزة نوبل للسلام، أما العرب فسيدفعون كل شىء، حيث ستمول بعض الدول العربية الصفقة وتدفع لترامب وشلته قرابة 15 مليار دولار، أما العرب فسيمنحون أرضهم وشرفهم وأموالهم لترامب ونتنياهو مجاناً".

وتابع: "رحم الله زماناً كانت إسرائيل تتسول العرب، رافعة شعار: (الأرض مقابل السلام) والآن تحصل إسرائيل على الأرض والسلام والنفوذ والقدس ونوبل مع أموال العرب، وكله بيد العرب، وعلى حسابهم ولتقديمهم مغانم الدنيا على مصالح أوطانهم وشرفهم وعزهم".

وأشار إبراهيم، إلى أن هذه الصفقة  لعب فيها ترامب لعبة العصا والجزرة، العصا الأمريكية معروفة، أما الجزرة فهي من أموال بعض أوطاننا وستبذل لبيع بعض أوطاننا، بل أغلاها، وهي القدس وفلسطين، وكل رسائل صفقة القرن تعني شيئاً واحداً هو بيع فلسطين وتصفية قضيتها تماماً بدعم عربي وشرعية وأموال عربية، هو سلام الجبروت والإذعان للعرب، فهم الحلقة الأضعف في كل صراعات وأزمات الإقليم كله نتيجة تمزقهم وتفرقهم، العرب يمثلون 5% من العالم ويشترون 50% من الأسلحة التي ينتجها العالم، ويستخدمون هذه الأسلحة في أن يواجهوا بعضهم بعضاً.

ولفت إلى أن الصفقة عبارة عن إملاءات ترامبية، وسرقة كاملة لفلسطين دون مقابل، وإذا كانت بعض بلاد العرب هي التي ستساعد الفلسطينيين فلمَ لا تساعدهم مباشرة كما ساعدتهم من قبل دون أن يبيعوا فلسطين لإسرائيل.

واختتم مقاله، قائلا: "هذا وعد (ترامب) ولكن وعد الله يقول: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدكَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً)".


مواضيع متعلقة