دكتور محمود خليل: كيف استطاع ترامب توحيد الفلسطينيين والعرب؟

دكتور محمود خليل: كيف استطاع ترامب توحيد الفلسطينيين والعرب؟
- محمود خليل
- ترامب
- فلسطين
- القضية الفلسطينية
- صفقة القرن
- اسرائيل
- امريكا
- مصر
- مصر اليوم
- محمود خليل
- ترامب
- فلسطين
- القضية الفلسطينية
- صفقة القرن
- اسرائيل
- امريكا
- مصر
- مصر اليوم
قال الدكتور محمود خليل الأستاذ بكلية الإعلام، إنّ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب استطاع من خلال خطته الجديدة للسلام، تحقيق 3 فوائد على الواقع العربي، الأولى توحيد الفصائل الفلسطينية بعد سنوات طويلة من الصراع، والثانية بروز دور الجامعة الدول العربية لأول مرة منذ عقود حين أعلنت رفضها للصفقة، والثالثة الدفع بالقضية الفلسطينية من جديد إلى صدارة أجندة أولويات المواطن العربي، بعد أن شهدت تراجعا ملحوظا على تلك الأجندة خلال السنوات التي أعقبت أحداث الربيع العربي.
وأضاف خليل، في مقاله المنشور بجريدة الوطن، أنّ الفصائل الفلسطينية تحت توجُّه واحد رافض لصفقة القرن، وتشاركت في التأكيد على قطع العلاقات التي تربط فلسطين بكل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، كما جاء على لسان الرئيس محمود عباس "أبومازن"، بما في ذلك العلاقات الأمنية، وأتصور أنّ ذلك أقل رد على خطة ترامب للسلام، التي يُسدى لإسرائيل من خلالها واحدة من سلسلة خدماته، ففي الوقت الذي أمهل فيه صانع القرار الفلسطيني 4 سنوات لدراسة وتمحيص الخطة، تحركت حكومة تل أبيب مباشرة لفرض إرادتها على الأرض بالقوة والقهر داخل غور الأردن وغيره من المواقع.
وتابع أستاذ الإعلام، أنّ جامعة الدول العربية ولأول مرة منذ عقود، اتخذت قرارا حاسما برفض خطة ترامب، رغم وجود بعض الأصوات العربية المحدودة التي أعربت عن قبولها الخطة، فإنّ غالبية الدول أدارت الأمر بعقلانية عندما توافقت على قبول ما يقبله الفلسطينيون ورفض ما يرفضونه، خاصة أنّ الخطة التي طرحها الصديقان الأمريكي والإسرائيلي تطلب مستحيلا، حين تخترع للفلسطينيين مجرد كيان متشرذم تطلق عليه دولة، ثم تطلب منهم نزع سلاحهم، وقبول ما يُلقى إليهم، وتمشية حالهم بـ"شوية مشروعات تنموية".
وأكد خليل أنّ هناك فائدة أخرى مهمة من الخطة إياها، تتمثل في الدفع بالقضية الفلسطينية من جديد إلى أجندة أولويات العرب، وعلى وجه التحديد الشباب العربي، خاصة أنّ ترامب تحدث أول ما تحدث -وهو يعرض خطته للسلام- عن شباب المنطقة الذي يحلم بواقع جديد يتزاحم بفرص العمل، وظنّ هو ونتنياهو أنّ الشباب العربي اليوم مختلف عن أجيال الكبار في النظر إلى القضية الفلسطينية، لعله يراجع وجهة نظره بعد رؤية مشاهد المظاهرات الرافضة لخطته وشريكه نتنياهو داخل عدد من الدول العربية.
وأوضح خليل، أنّ البعض يراهن على أنّ الشعوب تعيش بذاكرة مثقوبة تساعدها على النسيان، ولكن التجربة الأخيرة تقول غير ذلك، الشعوب يمكن أن تستنيم لفترات، لكن سرعان ما تتيقظ، لأن قدرتها على التمييز بين الأعداء والأصدقاء حادة ونافذة، خطأ كبير يقع فيه الغرب ومعه إسرائيل حين يظنون أنّ التنسيق مع المسؤولين داخل بعض الدول العربية كافٍ لتمرير ما يريدون من مشروعات، المسألة غير ذلك تماما، لا بد أولا من مراضاة الشعوب وإقناعها لمن يريد أن يمرر مشروعا أو خطة أو خلافه.