بين انتفاضات وفيضانات وأوبئة.. "ووهان" الصينية تاريخ من الكوارث

كتب: شيماء عادل

بين انتفاضات وفيضانات وأوبئة.. "ووهان" الصينية تاريخ من الكوارث

بين انتفاضات وفيضانات وأوبئة.. "ووهان" الصينية تاريخ من الكوارث

قبل أيام قليلة، استطاعت مدينة ووهان الصينية أن تجذب أنظار العالم إليها، بعد ظهور نوع جديد من فيروس كورونا "المستجد"، الذي أودى بحياة بـ304 أشخاص داخل الصين حتى الآن، وخرج الفيروس عن حدود المدينة الصينية ليصل إلى 24 دولة، بينها دولتين عربيتين، هما السودان والإمارات.

المدينة الصينية التي تبلغ مساحتها 8494 كيلومترا مربعا، تعد أكبر مدينة تابعة لمقاطعة هوبي الصينية من حيث المساحة، ويبلغ عدد سكانها 11 مليون ألف نسمة، ويبدو أنها اعتادت على الكوارث، فخلال عامي 2016 و2019 تعرضت المدينة إلى فيضانات شديدة صاحبها سقوط أمطار متواصلة لمدة 3 أسابيع، أدت إلى تدخل الحكومة وقتها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وأضرت الفيضانات بمساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، وأدت إلى إيقاف العمل بعدد من الشركات.

لم تكن المدينة محل إثارة للجدل خلال السنوات الأخيرة، لكن تاريخها أيضاً ما زال يحمل العديد من المفاجآت، حيث شهدت المدينة انتفاضة ووهان وأصبحت عاصمة للصين مرتان: الأولى عام 1927 تحت الجناح الأيسر لحزب "الكومينتانغ"، والمرة الثانية في زمن الحرب كانت عام 1937 لمدة 10 أشهر، خلال الحرب الصينية اليابانية الثانية.

ورغم الكوارث المتتالية التي تشهدها المدينة الصينية إلا أنها ستظل محط اهتمام الدولة، نظراً لموقعها الجغرافي الهام وسط الصين، حيث تعد مركز نقل أساسي تمر به عشرات السكك الحديدية والطرق السريعة، فضلاَ عن امتلاكها سد الخوانق الثلاث، الذي يعد أكبر محطة كهرباء في العالم من حيث السعة المثبتة.

"ووهان" أو "شيكاغو الصين" كما أطلق عليها عدد من وسائل الإعلام العالمية، ما زالت تنتظر عودة الحياة لمؤسساتها الصناعية والتكنولوجية والبحثية، التي بلغت 3 مناطق تنمية وطنية و4 مجمعات تطوير علمية وبحثية، وقرابة 350 معهدا بحثيا، و1500 مؤسسة تكنولوجية واستثمارات لـ230 شركة، بعد حظر تم فرضه على المدينة منذ يناير الماضي، ليبقى السؤال هل ستسعيد المدينة الصينية طاقتها قريباً أم ستظل جاذبة للكوارث حيناً بعد الآخر؟.


مواضيع متعلقة