بريد الوطن.. بين الحزم والقسوة

بريد الوطن.. بين الحزم والقسوة
قد نضطر فى بعض المواقف لتغيير الأسلوب الذى نتبعه فى التعامل مع الآخرين، فنتعامل أحياناً بشدة لحسم موقف معين، وقد يرتبط ذلك مع البعض منا بجمود المشاعر والقسوة للحصول على مطالبنا منهم.
هناك فهم مغلوط يخلط بين الحزم والقسوة، فكلمة قسوة فى أصل اللغة تقابل كلمتى «حماقة وجهل»، ولذلك فنحن نجد الشخص قاسى المشاعر شخصاً دائم الشكوى باستمرار من أن أموره لا تسير كما يجب، وتعد هذه النتيجة طبيعية لحالته، فهو شخص لن ينتهى من الشكوى إلا إذا أصبح أكثر وعياً، فلكل أمر ثمر وتلك الشكوى ما هى إلا ثمر الجهل.
كلمة حزم تعنى ضبط وإتقان أمرٍ ما، مع الاحتفاظ بلجام المشاعر، فالحزم غالباً ما يرتبط بمواقف ولحظات اعتراض وجهات النظر مع الطرف الآخر أو اصطدام فى محاولة التشبث بالرأى، وهذا الأمر يجعل المشاعر فى حالة استثارة عالية، وبحاجة إلى من يقودها بحكمة لا بعنف، فإذا فقدت أعصابك عند محاولة اتخاذ قرارمعين فاعلم أنك قد ضللت الطريق عن الحزم، وكنت الأقرب إلى اختيار السلوك العدوانى للسيطرة على الأمر، وإن تحقق لك حينها ما أردته فأنا لن أضمن لك على الإطلاق التمتع بهدوء البال أو سلامة نفسك، فلسلامتك كن رحيماً فى التعامل مع الآخرين حتى أثناء مواقف الحزم.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com