بريد الوطن.. حظر شرب القهوة على سكان المحروسة

بريد الوطن.. حظر شرب القهوة على سكان المحروسة
فى أحد سرادقات العزاء سألنى أحدهم: قهوتك إيه؟ ارتبكت قليلاً ثم طلبت قهوتى واعتقدت أننى متميز، وفى لحظات وجدت الجميع يشربون القهوة، وقد لمحت خيمة كبيرة بجوار السرادق ذات ألوان مبهجة زاهية، وأنوار ملونة موشاة بأقمشة من الستان الأحمر والأبيض، ويقوم على هذا البوفيه كبيرهم، ومعه شباب أنيق يتوجه إلى عزاء الرجال، وفتيات رشيقات يرتدين زياً موحداً ويمضين فى رشاقة وخفة إلى مكان عزاء السيدات، ولم تقتصر المشروبات على الشاى والقهوة، فهناك مشروبات أخرى كالقرفة والينسون والنسكافيه، وأعتقد أن هذا البوفيه من دواعى التباهى، وقد شغلت حركة الشباب والفتيات بعض المعزين عن الإصغاء والاستماع لآى القرآن الكريم، وتذكرت بداية قصة القهوة عندما أصدر أحد الشيوخ فى مصر فتوى بتحريم شرب القهوة لاعتقاده أنها مسكرة وضارة، وقد كانت حبوب البن قدمت من اليمن مع الطلبة الوافدين الذين يفضلون السهر لاستذكار علومهم، وذاع صيتها بين الطلبة والعامة فجلبها التجار إلى مصر، لكن الفتوى اقترنت بعقوبة من يشرب القهوة بأن يتم إيداعه السجن، وتحطيم المقاهى، وحدثت معركة طاحنة، وجدل بين العلماء وبين الشيخ الذى أصدر الفتوى، وأيضاً تجار البن، ومات أحد التجار ووزعوا فى العزاء قهوة سادة! ثم تدخل رجال الأزهر لإنهاء الجدل وطلبوا من عشرة طلاب شرب القهوة، فوجدوا أنها منبهة وليست مسكرة، ثم قاموا بإصدار فتوى أخرى باعتبارها ليست محرمة ويمكن شربها!!
أحمد حمزة نمير
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com