بريد الوطن.. النفوس الشريفة.. والنفوس «الوَضيعة»

كتب: بريد الوطن

بريد الوطن.. النفوس الشريفة.. والنفوس «الوَضيعة»

بريد الوطن.. النفوس الشريفة.. والنفوس «الوَضيعة»

هناك صنفان من الناس، فى رأيى، الأول أصحاب النفوس الشريفة، الذين يسعون إلى المعالى والكمال ورضا العلى المتعال، ويبذلون فى سبيل غايتهم كل غالٍ ونفيس، لا يستهويهم ثناءٌ، ولا تمنعهم مذمّةٌ من فعل الخير، بل يدلُّون غيرهم ويحثّونهم عليه، فالمهم لديهم تحقُّق الخير، سواء على أيديهم، أو أيدى غيرهم، ففى ذلك سعادتُهم أيمّا سعادة.. سواء شاركوا فى فعل الخير، أو أرشدوا إليه، مصداقاً لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «الدال على الخير كفاعله».

أما الصنف الثانى فهم أصحاب النفوس الوضيعة، نيّاتهم خبيثة، لا يرتفعون قيد أنملة عن موطئ أقدامهم، أخلدوا إلى الأرض واتبعوا أهواءهم، فمثلهم كمثل الكلب «إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث»، كل همّهم الظهور والرياء، ومديح الناس لهم ولأفعالهم، فقد خسروا بفعلهم الدارَين، ويوم القيامة يُتوَّجون بالخزى والحسرة عند حَكَم عدلٍ لا يظلم أحداً، يخاطب الواحد منهم بقوله: «فعلتَ كذا وكذا ليقالَ عنك كذا وكذا.. وقد قِيل»، فأجرهم يتلخَّص فى كلمتين (وقد قِيل)، فما أبأسه من جزاء! وفى حياتنا نرى كثيراً من هؤلاء يتقدمون الصفوف، ويعتلون المنابر، بل ويعودون المرضى، ويتصدقون، ويرتادون المساجد، بل يعتمرون ويحجّون.. وربما علَت جباهَهم «زبيبة»، دلالةً على كثرة السجود، لكنهم -وللأسف والعجب- يفتقدون إلى لب الأعمال، وهو «الإخلاص»، فكان الجزاء: «وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً».. نسأل الله الإخلاص فى القول والعمل.

                                                                       رزق عبدالمنعم خليف

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة