بريد الوطن.. قصص قصيرة جداً

كتب: الوطن

بريد الوطن.. قصص قصيرة جداً

بريد الوطن.. قصص قصيرة جداً

«رحيل».. قال: ذات يوم حين أكبر لن أصبح مثلكم. منذ ذلك اليوم وحتى الآن لم يعلم أحد منا إن كان أصبح مثلنا أم لا، فما إن شب قليلاً حتى رحل. «مجنون» من فوق حافة الجنون وقف يعلن أن: من مات نجا، فالذين ما يزاولون حياتهم مثل غيوم كئيبة لا تريد أن تمطر، كما أنها لا تريد أن تمر فى حال سبيلها. «كاذبة» أنهت علاقتنا وتزوجت غيرى، وظلت تردد له كما كانت تردد لى: أحبك. أحبك. أحبك. ألم يدر بخلدها أننى بسبب غدرها شرعت فى كتابة مذكراتى وسأنشرها وسيقرأها. «بريئة» بعدما سرق صندوق النذور بالمسجد الكبير، والذى هو رئيس مجلس إدارته، قرر وفوراً أن يذهب للعمرة، وعند عودته سوف يعق عن ابنته الصغرى البريئة. «فى انتظار الآتى» يمسح عينيه براحتيه، وينهض من على مقعده، يتجه نحو الباب، يفتحه، ينظر إلى الطرقة، يغلق الباب، يعود أدراجه إلى المقعد، يجلس فوق المقعد، يمسح عينيه براحتيه، ويعاود الكَرة مرة أخرى، وأخرى، وأخرى، فى انتظار الآتى الذى لا يأتى. «وداع» أودعك وكل ما أخشاه أن لا يكون البعد بالمسافة، فأنا دائماً قلبى مع أحبابى، ولكنهم دائماً يعتبرونه جسراً جميلاً ومعلقاً، أنظر حولى الجميع يلبس أقنعة، الكارثة قادمة، ولكى أنجو من غرق مقبل، علىَّ ترك المقهى والعودة للبيت ولأقوم بتنظيف عام وأرمى كل الأشياء القديمة التى لا نفع لها. ولأبدأ من جديد.

                                              صلاح عبدالستار الشهاوى

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة