بعد انتحار شاب في قنا بسببها.. كيف عادت لعبة الحوت الأزرق من جديد؟

بعد انتحار شاب في قنا بسببها.. كيف عادت لعبة الحوت الأزرق من جديد؟
بعد أن اختفت لفترة طويلة كانت كفيلة بأن تجعلها تُنسى، عادت لعبة الحوت الأزرق للظهور على الساحة من جديد، لتمارس نتائجها الكارثية، والتي كان آخرها استقطاب أحد المواطنين في مركز أبوتشت، شمال قنا، اليوم الخميس، للانتحار شنقًا.
وتلقى مرفق إسعاف قنا، بقيادة الدكتور، بدوي سعيد، مدير هيئة الإسعاف، إخطاراً، يفيد انتحار المواطن، جابر رسلان جابر، 35 سنة، مقيم نجع سباق، التابع لمجلس قروي القصير بخانس، مركز أبوتشت شنقا بسبب لعبة الحوت الأزرق.
عودة لعبة الحوت الأزرق مرة أخرى وتسببها في انتحار مواطن، يرجع سببها الرئيسي إلى زوال رقابة الوالدين وغياب الوازع الديني، بحسب ما قاله الخبير النفسي الدكتور أحمد ثابت، مشيرًا إلى أن الفراغ الوجداني والانفعالي يلعب دورًا مهمًا في توجه الشباب لمثل تلك الألعاب.
وأضاف "ثابت" لـ"الوطن"، أن عدم وجود القدوة في المنزل والتي تتمثل في الأب كعصا ردع للصغار، بالإضافة لانشغال الأم في العمل، وعدم متابعتها لأبنائها بصورة دورية، يسهل من عملية استقطاب الشباب للألعاب المميتة وإغوائهم دون صعوبة.
وعن كيفية جذب اللعبة للشباب، استحضر الخبير النفسي جملة تقول "اضمن لي تغيير أفكارك.. أضمن لك تغيير سلوكك"، وهو المنهج الذي تتبعه اللعبة، خاصة وأنهم يتعاملون مع شباب يعيشون فترة مراهقة تجعلهم مشتتين وفاقدين الهوية.
كما وجه رسالة للآباء والأمهات، بأن يحرصوا على متابعة أبنائهم، ويرسخوا في عقولهم الحكمة والتأني، ليحاربوا ما تقوم به الحوت الأزرق وغيرها من سلب لإرادتهم وعبث بسيكولوجية أدمغتهم.
من جانبه، قال الدكتور مصطفى أسامة خبير تكنولوجيا المعلومات، إن الدولة حاربت تلك اللعبة بشتى الطرق ومنعت الدخول إليها من مصر، ولكن أولادنا أصبحوا أذكياء بشكل مخيف ويستطيعون التحايل على ذلك الحجب.
وأضاف لـ"الوطن" أن حجب اللعبة ليس هو الحل الجذري للأزمة، لأن الأبناء يستخدمون برامج معينة من شأنها التعامل مع الإنترنت وكأنهم ليسوا موجودون في مصر، وبما أن اللعبة ليست محظورة في بلاد كثيرة فقد يختارون أي بلد وكأنهم يدخلون إلى المتصفح من هذه البلد، ويتمكنون بسهولة من ممارسة اللعبة.
وأوضح خبير تكنولوجيا المعلومات، أن الحل في الرقابة الإلكترونية للأبناء من الوالدين، وذلك بسهولة عن طريق برامج توفرها "Android وios"، وهي برامج حماية الأبناء، تحت مسمى "parents control"، يستطيعون من خلالها متابعة الهواتف المحمولة لأبنائهم، ومعرفة المواقع التي يقصدونها، والرسائل التي تصلهم.
وتعتبر لعبة الحوت الأزرق التي ظهرت في عالم الإنترنت في عام 2013، من أخطر الألعاب الإليكترونية، لأنها تسببت في انتحار العديد من الشباب في مصر وخارجها، وكان مصممها طالب يدرس الطب النفسي ويدعي فيليب بوديكين.
وظهرت أول حالة انتحار في عام 2015، ومن ثم بدأ انتشار اللعبة بشكل كبير في عام 2016، وارتفعت أعداد الوفيات من المراهقين، قبل أن يتم محاكمة مبتكر اللعبة نظرا لتسببه في وفاة العديد من الشباب والأطفال.