مدبولي يوجّه بتنفيذ خطة تطوير وتحديث الصحف القومية

03:22 م | الأحد 26 يناير 2020

ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا اليوم لمناقشة واستعراض خطة تطوير وتحديث المؤسسات الصحفية القومية، بحضور الدكتور محمد معيط وزير المالية، وأسامة هيكل وزير الدولة لشؤون الإعلام، والكاتب الصحفي كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، والدكتور أحمد كمالي نائب وزير التخطيط لشؤون التخطيط، ورؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية القومية ورؤساء التحرير.

واستهل رئيس الوزراء الاجتماع بالإشارة إلى أنّ الحكومة طلبت أكثر من مرة وضع خطة عمل واضحة، للتعامل مع التحديات التي تواجه المؤسسات الصحفية القومية، كما أنّ هناك توجيها من الرئيس عبدالفتاح السيسي بمتابعة الملف، لافتا إلى عقد عدة جلسات مع الوزراء المعنيين لتطوير المؤسسات، تواكبا مع الثورة الرقمية التي يشهدها العالم، والتطورات التكنولوجية الواسعة في هذا الملف.

مدبولي يطالب المؤسسات الصحفية القومية بترشيد وحوكمة الإنفاق

وأكد رئيس الوزراء ضرورة مراعاة ترشيد وحوكمة الإنفاق في جميع المؤسسات الصحفية القومية.

الوطنية للصحافة تقدم عرضا لتطوير وتحديث المؤسسات الصحفية القومية

وخلال الاجتماع، قدّم الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، عرضا بشأن خطة تطوير وتحديث المؤسسات الصحفية القومية، مشيرا إلى أنّها تتضمن محورين رئيسيين، الأول يتعلق بالرقمنة والثورة التكنولوجية، سعيا لتحديث المؤسسات الصحفية القومية واللحاق بالثورة التكنولوجية الرابعة، وإعادة تأهيل المؤسسات لمسايرة هذه الثورة التكنولوجية، إلى جانب التركيز على زيادة التفاعل مع "السوشيال ميديا"، وصولا لاستعادة دور الإعلام في تشكيل الرأي العام.

استراتيجية تطوير المؤسسات الصحفية القومية تتضمن إنشاء بوابة إلكترونية لمؤسسة الأهرام يتبعها باقي المؤسسات

ولفت رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، إلى البدء في تنفيذ الاستراتيجية، من خلال إنشاء بوابة إلكترونية لمؤسسة الأهرام، يتبعها باقي المؤسسات.

دورات تدريبية وتفعيل الإعلانات الرقمية ضمن خطة تطوير وتحديث المؤسسات الصحفية القومية

وأوضح جبر أنّ خطة التطوير تتضمن تنظيم سلسلة دورات تدريبية للكوادر الصحفية والإعلامية، بالاشتراك بين الهيئة ووزارتي الاتصالات والقوى العاملة والجهاز المركزي للتنظيم والإدارة والجامعات المصرية، لصقل مهاراتهم في المجال التكنولوجي والرقمي، إضافة إلى العمل على تفعيل نظام الإعلانات الرقمية بنماذجها التكنولوجية الحديثة والإعلانات التفاعلية والمتحركة، ودراسة تسويق كنوز المؤسسات الصحفية القومية "الصور النادرة، الوثائق، الأحداث التاريخية، ومقالات كبار الكتاب".

وأكد رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، أنّ الهدف من التطوير والرقمنة، هو السعي للتفاعل المباشر مع وسائل التواصل الاجتماعي، وإنشاء أقسام داخل كل بوابة تتفاعل مباشرة مع القطاعات المؤثرة في "السوشيال ميديا"، وتقديم حل لمشكلات الجماهير وتقديم خدمات متنوعة.

"الوطنية للصحافة" تقترح إعادة هيكلة المؤسسات القومية ماليا وإداريا.. وإنشاء صندوف لتمويل المشروعات الصحفية

وفيما يتعلق بالمحور الثاني لخطة تطوير وتحديث المؤسسات الصحفية القومية، أوضح جبر أنّه يتعلق بإعادة الهيكلة والإصلاح المالي والإداري لتلك المؤسسات، من خلال الحصر الشامل للأصول وتحديد الأعباء والالتزامات المحملة بها، وتقديم مقترحات لحسن استثمارها، مع اقتراح بإنشاء مشروعات مشتركة بين المؤسسات ولكل مؤسسة على حدة.

كما تضمن المحور بحسب جبر، اقتراحا بإنشاء صندوق لتمويل مشروعات المؤسسات الصحفية، يكون رأس ماله من خلال طرح بعض الأصول المملوكة للمؤسسات واستثمارها في المشروعات المقترحة، على أن يكون الصندوق برئاسة الهيئة وعضوية رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية، كما تضمن المحور دراسة لملف حصر الديون بمختلف أنواعها وتقديم مقترحات لإعادة جدولتها وطرق سدادها.

وتناول الاجتماع، المقترحات الخاصة بخطة استثمار أصول المؤسسات الصحفية القومية، بما يعود بالفائدة على كل مؤسسة ويرفع عن كاهل الدولة استمرار دعمها لتلك المؤسسات.

وأوضح رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، أنّ الهيئة أعدت الدراسة المتكاملة عن تطوير وتحديث المؤسسات الصحافية، بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية، في مقدمتها وزارات التخطيط وقطاع الأعمال والمالية والاستثمار والتضامن الاجتماعي، والأجهزة الرقابية والخبراء المختصين.

"الوطنية للصحافة" أوصت باستثمار أصول المؤسسات القومية استثمارا رشيدا.. والفصل بين منصبي الإدارة والتحرير

وتابع جبر أنّ الدراسة انتهت إلى مجموعة من التوصيات، بينها البدء في استثمار أصول المؤسسات الصحفية القومية استثمارا رشيدا يدر عائدا، يسمح لها بتحمل أعبائها ويوازن بين الإيرادات والنفقات (وفقا للخطة التي وضعتها الهيئة)، وتحديد الأصول التي يتم بيعها سواء للاستثمار أو سداد الديون، والفصل بين منصبي الإدارة والتحرير، والمراقبة الدورية الجادة للمؤسسات فيما يتعلق بزيادة الإيرادات وتقليل النفقات وتراجع الفجوة التمويلية، إضافة إلى ما يتعلق بالخطوات التنفيذية في استثمار الأصول غير المستغلة بعد إقرارها.

وأضاف رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، أنّ التوصيات تتضمن دراسة الأنشطة الخاسرة في المؤسسات بما في ذلك الإصدارات ومقترحات مجالس الإدارة لعلاج تلك الخسائر، وفقا لجدول زمني مدته 6 أشهر يتم بعدها اتخاذ القرار بشأنها، مع إصدار الهيئة نماذج إرشادية للوائح المالية والإدارية يتم في ضوئها إقرار لوائح كل مؤسسة، والعمل على حسن اختيار رؤساء مجالس الإدارة ورؤساء التحرير، بناء علي معايير الأداء التي تحققت بالنسبة لشاغلي المناصب الآن، ووضع شروط موضوعية لمن يتم تعيينهم لأول مرة.

وزاد أنّه ذلك يأتي إلى جانب تفعيل أدوات الشفافية والمحاسبة ونشر الميزانيات في موعدها والانضباط المالي والإداري، ومحاسبة القيادات أولا بأول عما يحدث من أخطاء، مع الأخذ بأسباب الثورة الرقمية، وتدعيم مشروع الهيئة لرقمنة المؤسسات الصحفية الذي بدأ تنفيذه في مؤسسة الأهرام، ودراسة ملف الديون والاقتراحات الخاصة بجدولتها، بما يُمكّن المؤسسات من الوفاء باحتياجاتها، وتحديد الأصول التي يتم التنازل عنها كجزء من سداد الديون، والاتفاق على جدولة الديون المتبقية.

وتناول رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، التوصيات التي توصلت اليها دراسة التطوير، قائلا إنّها تتضمن إنشاء شركات متخصصة أو قابضة في التوزيع والطباعة والإعلان، تمارس أنشطة مستقلة عن المؤسسات، وتخفف الأعباء عنها.

وأكدت التوصيات أهمية البدء في تنفيذ خطة الإصلاح فور إعادة تشكيل الجمعيات العمومية ومجالس الإدارة والتحرير فهي المخولة بإصدار القرارات، بحيث يتسلم كل منهم الخطة المتفق عليها، ويقدم تقريرا ببدء تنفيذها.

جبر: تنفيذ الخطة المعروضة فور الموافقة عليها

وفي ختام عرضه، أشار كرم جبر، إلى أنّه في حال الموافقة على الخطة المعروضة، سيتم البدء على الفور في التنفيذ، وستكون هناك برامج زمنية محددة لتنفيذها.

رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية قدموا عرضا عن التحديات التي تواجه مؤسساتهم.. وتسببت في وجود فجوة تمويلية

بدورهم، قدّم رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية عرضا عن التحديات التي تواجه مؤسساتهم خلال المرحلة الحالية، والتي كانت سببا في وجود فجوة تمويلية، مشيرين إلى جهودهم من أجل الإصلاح والتطوير المطلوب.

المالية: حريصون على استمرار المؤسسات الصحفية القومية في أداء دورها

من جانبه، قال وزير المالية، إنّنا حريصين على استمرار المؤسسات الصحفية القومية في أداء دورها المهم في هذه المرحلة، مشيرا إلى ضرورة مواكبة مفردات العصر في هذا القطاع، والعمل بصورة تكاملية بهدف الوصول للتطوير المنشود، والعمل على تطبيق ما يمكن تسميته بفاعلية الإنفاق والاستثمار الأمثل لإمكانات كل مؤسسة صحفية، خاصة أنّ موازنة الدولة لم تعد تحتمل تقديم دعم لكل هذه الجهات، ومن ثم يجب الاسراع بالتطوير المطلوب.

من جانبه، أكد وزير الإعلام ضرورة مواكبة التطور التكنولوجي والمتغيرات الحالية، مشيرا إلى ضرورة اتباع أساليب الإدارة الجيدة للمؤسسات الصحفية القومية، وأنّ تجري الجمعية العمومية تقييما لأداء كل مجالس الإدارات.

هيكل يطالب باتباع أساليب الإدارة الجيدة للمؤسسات الصحفية القومية

وشدد هيكل على أنّ عمليات الإصلاح تجري في أي مؤسسة بالعالم، تحتاج إلى شجاعة في اتخاذ القرار المناسب، وأنّه لا شك في أنّ أي إصلاح دائما ما يقابله مقاومة من جانب البعض، لذا يجب أن تكون لدينا الشجاعة الكافية للمواجهة.

وأشار وزير الإعلام إلى أنّ الحكومة ستساند هذه المؤسسات، ولكن يجب على الفور أن تُشكل الجمعيات العمومية ومجالس الإدارات، وأن يكون هناك تقييما ومحاسبة على الأداء، مع ضرورة الاستفادة من إمكانات كل مؤسسة، والتكامل فيما بينها.

التخطيط تطرح تصورا عن تعاون صندوق مصر السيادي مع المؤسسات القومية لتعظيم الفائدة من أصول المؤسسات

من جانبه، طرح الدكتور أحمد كمالي، نائب وزيرة التخطيط، تصوّرا يتضمن تعاون صندوق مصر السيادي مع المؤسسات القومية لتعظيم الفائدة من الأصول التي تمتلكها هذه المؤسسات.

وكلّف رئيس الوزراء خلال الاجتماع، بالبدء في تنفيذ خطة الإصلاح والتطوير على الفور، ببرنامج زمني محدد، وترشيد وحوكمة الإنفاق، مطالبا بتنفيذ الحلول المقترحة بشجاعة.

مدبولي لمسؤولي المؤسسات القومية: اتخذوا قرارات شجاعة دون النظر لأي اعتبارات

وحذّر مدبولي من استمرار الوضع على ما هو عليه، مضيفا: "لولا القرارات الحاسمة والشُجاعة التي اتخذها الرئيس عبدالفتاح السيسي بهدف الإصلاح الاقتصادي، ما كان أحد يتخيل ما سيحدث لهذا البلد، لذا عليكم أنتم كمسؤولي المؤسسات الصحفية القومية، أن تتخذوا قرارات شُجاعة، دون نظر لأي اعتبارات أخرى.

وقف التعيينات ومنع التعاقدات والمد فوق سن المعاش.. أبرز ما تمّ الاتفاق عليه في اجتماع مدبولي مع "الوطنية للصحافة"

وشهد الاجتماع الاتفاق على عدم فتح باب التعيين في أي مؤسسة صحفية قومية، ومنع التعاقدات، وكذا منع المد فوق سن المعاش، إلا في حالات الضرورة القصوى، لكبار الكتاب فقط، والتنسيق في ذلك مع الهيئة الوطنية للصحافة، إضافة إلى تسوية مديونيات هذه المؤسسات باستغلال عدد من الأصول غير المستغلة التى تمتلكها هذه الصحف، ودراسة موقف جميع الإصدارات واتخاذ موقف حاسم بشأنها.

وجدد رئيس الوزراء التأكيد على استمرار مساندة الدولة للمؤسسات الصحفية القومية، شريطة استمرار تلك المؤسسات في تحقيق الغرض من إنشائها، والمتمثل في المساهمة في زيادة التنوير والتوعية وتشكيل الفكر والوعي الصحيح، وغرس الانتماء لدى المواطنين، من خلال زيادة قوة التأثير في المجتمع عبر إصدارتها المختلفة.

مدبولي: نساند المؤسسات القومية شرط تحقيق الغرض من إنشائها

وشدد مدبولي، على استمرار التنسيق والتعاون بين وزارة الدولة للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة، لتنفيذ خطة تطوير وإصلاح المؤسسات الصحفية القومية، وصولا للنهوض بها.