أزمات الصين من "الإيجور" لـ"كورونا".. كيف تأثرت سياسيا واقتصاديا؟

كتب: كريم عثمان

أزمات الصين من "الإيجور" لـ"كورونا".. كيف تأثرت سياسيا واقتصاديا؟

أزمات الصين من "الإيجور" لـ"كورونا".. كيف تأثرت سياسيا واقتصاديا؟

خلال 6 أشهر فقط، ضربت الصين أزمات متتالية قوية، نالت من هدوئها واستقرارها، وجاءت آخرها عن طريق اكتشاف فيروس جديد يدعى كورونا، هدد مدينة ووهان "المدينة الموبوئة"، ما أثار مخاوف العالم عقب تفشي الفيروس خارج حدود الصين.

حالات الإصابة والوفيات نتيجة الفيروس أصبحت في تزايد مستمر، لذا فرضت الصين إجراءات وقائية كثيفة على مستوى البلاد، لتقنين حالات الإصابة، ومنها الكشف على حالات الإصابة المشتبهة في شتى وسائل المواصلات.

فيروس "كورونا" لم يكن أول الأزمات التي تضرب الصين خلال الـ6 أشهر الماضية، بل جاء استمرارا لسلسلة الأزمات التي انهالت على البلاد في الآونة الأخيرة، ومنها أزمة شركة "هواوي" الصينية، حينما أدرجتها وزارة التجارة الأمريكية، على ما يسمى "القائمة السوداء"، في يونيو الماضي، وهو ما يعني منعها من الحصول على المكونات الأمريكية الصنع التي تحتاجها لمعداتها، ومنحتها لاحقاً مهلة 90 يومًا قبل بدء تطبيق الحظر.

وتوالت الأزمات مرورًا بأزمة مسلمي الإيجور التي كانت حديث العالم، في نهاية أكتوبر الماضي، حينما نددت 23 بلدا في لجنة الأمم المتحدة للشؤون الاجتماعية والإنسانية والثقافية بعمليات احتجاز جماعية وجهود للحد من ممارسة الشعائر الدينية ومراقبة كثيفة وغير متكافئة لمسلمي الإيجور.

السياحة الصينية ستكون أولى الجهات المتضررة من الأزمات التي تضرب البلاد مؤخرًا، وفقًا لحديث الخبير الاقتصادي علي عبدالرؤوف، لافتًا إلى أن المخاوف الكبيرة حول العالم من فيروس "كورونا" مؤخرًا ستؤثر بشكل كبيرة على انتقال السياح من وإلى الصين.

وأضاف "عبد الرؤوف"، لـ"الوطن"، أن الصادرات الصينية أيضًا ستتأثر بالسلب، خاصة المرتبطة بالأغذية، مشيرًا إلى أنه ستكون هناك مراجعات دقيقة من الدول التي تستورد منتجات صينية بسبب المخاوف من الفيروس، وهو ما تكون عواقبه غير محمودة اقتصاديًا، وهو ما كانت تخشاه خاصة بعد انتعاشها اقتصاديًا بعودة العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما سيكون بمثابة خطوة للخلف.

وتابع الخبير الاقتصادي، أن الصين دولة قوية وثاني أكبر اقتصاد في العالم، ولن يكون حجم التأثر الاقتصادي ضخما، ولكنه سيكون بشكل مقنن ويقتصر على السياحة والصادرات الغذائية فقط، ولا سيما أن الفيروس موسمي ولن يستمر طويلًا.

ومن جانبها، قالت الدكتورة نادية حلمي أستاذ العلاقات الدولية والباحث المتخصص في الشؤون الأسيوية، إن أول وأخطر تلك التأثيرات دولياً تاتي بشأن تأثر حركة السفر والملاحة من وإلى الصين دولياً، سيتأثر قطاع الطيران سلباً فى الصين بتراجع عدد المسافرين، وكذلك قطاع التجارة والاستهلاك والتجزئة.

وعلى الصعيد الاجتماعي، فقد يؤدى انتشار فيروس كورونا وعزل بعض المدن وعلى رأسها مدينة (ووهان) عن حركة القطارات والطائرات والمواصلات العامة إلى زيادة نسبة البطالة وزعزعة الاستقرار الاجتماعى في البلاد، بحسب حديث "حلمي" لـ"الوطن"، مشيرة إلى أنه إذا عجزت حكومة بكين عن السيطرة على فيروس كورونا، فقد يؤدى ذلك إلى زيادة الهجرة الداخلية في الصين من الريف للحضر أو المدن.

وأضافت أستاذ العلاقات الدولية، أنه قد يتم استغلال أزمة كورونا سياسياً، حيث تخشى المنظمات الحقوقية من تشديد قبضة الحكومة الصينية بتعمد تدمير الحضارة البوذية فى التبت وملاحقة الرهبان البوذيين الموالين للدلاى لاما الزعيم الروحى البوذى المنفى الذى يطالب بحكم ذاتى لإقليم التبت ضمن الصين، ومن هنا يمكن لتفشى الفيروس من تشديد قبضة جيش التحرير الشعبى الصينى الذى أطلقته حكومة بكين لعمل مجموعات عمل للسيطرة على كورونا.

وأشارت "حلمي" إلى أن انتشار الفيروس قد يؤدي إلى زيادة التدخلات الخارجية فى الشؤون الداخلية للصين بحجة المساعدة في السيطرة على الفيروس، كذريعة للتدخل فى شكل بعثات وفرق عمل دولية للتفتيش والرقابة، فى ظل توتر أجواء العلاقات بين بكين وواشنطن، فضلاً عن التوترات الإقليمية بين الصين وجيرانها الإقليميين فى بحر الصين الجنوبى.


مواضيع متعلقة