عانى من تشوهات جسدية.. قصة الرجل الفيل ونهايته المأساوية

عانى من تشوهات جسدية.. قصة الرجل الفيل ونهايته المأساوية
- جوزيف ميريك
- الرجل الفيل
- متلازمة ميرك
- سيرك الغرائب
- سيرك
- جوزيف ميريك
- الرجل الفيل
- متلازمة ميرك
- سيرك الغرائب
- سيرك
جسد مشوه متضخم، نظرات حزينة تمتلئ بالخوف من الناس، معاملة قاسية، سخرية وهتافات ضد والدته.. معاناة حقيقية عاشها جوزيف ميريك، لقبه الناس بـ"الرجل الفيل".
منذ الخامسة من العمر، بدأت تظهر على جوزيف ميريك والذي عاش ببلدة "ليستر" البريطانية في عام 1879، أعراض تشوهات ونتوءات في الجسم والوجه والرقبة وتضخم الفم والشفة واللسان لدرجة أنه كان يصعب عليه الكلام، ومع الوقت ازداد الأعراض حدة وكبر حجمها إلى الحد الذي جعل زملاءه بالمدرسة، ينفرون منه ويرمونه بالحجارة ويسخرون من شكله، وأكثر ما آلمه هو إطلاقهم إشاعة على والدته بأن فيل سيرك عاشرها، ولذلك أنجبت ابنها بذلك الشكل، وفقا لصحيفة "ذا صن" البريطانية.
وفي عامه الـ11، توفيت والدة "جوزيف" وأصبح وحيدا بعدما تركه والده السكير وتزوج من أخرى عاملته بمنتهى القسوة والعنف، فلجأ للهرب إلى الشارع وتم وضعه في ملجأ للمشردين وأصبحت حياته أسوأ من الشارع والذي رجع إليه مرة أخرى.
وعمل المراهق الصغير في البداية بمصنع سجائر، قبل الحصول على رخصة بائع متجول مهمته بيع الملصقات، ثم عمل داخل سيرك "الغرائب" المتنقل والذي كان مملوكا لشخص يدعى "نورمان"، وكان يجلس داخل قفص والناس يضحكون عليه ويرمون عليه الحجارة والطماطم ويلقبونه بـ"المسخ"، ولم يحتمل "جوزيف" الإهانة والمعاملة السيئة التي تعرض لها، ليغادر السيرك إلى الأبد بعد ثلاثة أشهر من انضمامه إليه.
وخلال تلك الفترة بحث طبيب جراح يدعى "فريديريك تريفيس" عن "جوزيف" وطلب منه الحضور إلى مستشفى لندن للعلاج ومعرفة سبب الحالة التي وصل إليها، وبالفعل استجاب إليه إلا أنه ترك المستشفى بعد ثلاث زيارات ورفض العودة إليه، قبل أن يقنعه "تريفيس" بالبقاء وأن الأثرياء سينفقون على علاجه، فوافق المراهق الصغير مضطرا لعلمه بعدم جدوى عودته إلى الشارع وعدم قبوله في أي دار إيواء.
وابتسمت الدنيا له أخيرا بعدما جاءت ملكة الدنمارك "فيكتوريا" إلى المستشفى التي يقيم بها، لافتتاح جناح الممرضات بالمستشفى، فصافحته وأصبحا صديقين مقربين، وكانت تكتب له الرسائل، وفي المقابل بنى لها "جوزيف" نموذجا من الورق المقوى للكاتدرائية الألمانية.
وأصبح "جوزيف" من المعروفين للطبقات العليا، وتكفلت الملكة بإيوائه في المستشفى البريطاني مع توفير جميع سبل الراحة له، مثل السرير الدافئ والوجبات الساخنة والرعاية الصحية الكاملة، وتقرب إليه جميع العاملين بالمستشفى وأحبوه كنتيجة لصداقته مع الملكة.
وعلى الرغم من التشوهات التي أصابته، إلا أنه تميز بثقافته العالية، وتحليله لروايات "شكسبير"، بالإضافة لكتابته الروايات والشعر وصنع المجسمالت الهندسية مثل مجسمات حيوانات السيرك، ولكن القدر لم يمنحه السعادة طويلا إذ توفي بنهاية مأساوية في عمر 27 عاما.
وفوجئ العاملون بالمستشفى بموت "ميريك"، عندما دخلت الممرضة لمساعدته على التقلب على جانبيه إذ أنه بسبب ثقل وزنه لم يستطع فعل ذلك، وجدته مستلقيا على ظهره، وكانت وفاته بسبب الاختناق حيث كان معتادا على النوم على جانبه، بسبب كبر حجم رأسه إلا أنه اختنق بعدما انقلب على ظهره ولم يستطع التنفس نتيجة لكبر حجم اللسان والحنجرة.
ولا يزال مرض "جوزيف" قيد النقاتش حتى الآن، ولكن التفسير الأكثر شيوعا لحالته هو متلازمة البروتينات، وهي حالة نادرة للغاية تتميز بزيادة نمو العظام والجلد، وأطلق عليه اسم متلازمة "ميريك".