"سيد" الشعر و"حجاب" المعنى

"سيد" الشعر و"حجاب" المعنى
- سيد حجاب
- الشاعر سيد حجاب
- الذكري الثالثة لرحيل سيد حجاب
- أخبار الفن
- الفن
- سيد حجاب
- الشاعر سيد حجاب
- الذكري الثالثة لرحيل سيد حجاب
- أخبار الفن
- الفن
دخل عالم كتابة الأغنية عبر مجموعة أعمال مسرحية منها: نرجس وأبوعلى والبيانولا، وحدث فى أكتوبر.
«وينفلت من بين إيدينا الزمان، كأنه سحبة قوس فى أوتار كمان، وتنفرط الأيام عود كهرمان، يتفرفط النور والحنان والأمان»، كلمات الشاعر الكبير سيد حجاب فى الأغنية الشهيرة لتتر مسلسل «أرابيسك» التى تمكن خلالها مع أغانٍ أخرى من التعبير عن الهوية والروح المصرية بكل تقلباتها من فرح وحزن وانكسار وقوة وضعف وشموخ، إذ تفرّد «حجاب» فى شعره بحس لغوى خاص وتنوع وإيقاع جاذب، ومن هنا توافقت لجنة كتابة دستور مصر على اختياره لكتابة ديباجة دستور 2014، ليتوج مشواره النضالى والشعرى بتلك المحطة المهمة. عرف أغلب الجمهور «حجاب» بكلماته الرهيفة المحمَّلة بالحكمة والفلسفة فى أغانى تترات المسلسلات التليفزيونية التى أمتعت أجيالاً متعاقبة صغاراً وكباراً ممن تعلقوا بأغانيه التى قدمها للدراما المصرية، فما زال الجمهور يطلب ويردد كلماته لمقدمات مسلسلات «ليالى الحلمية»، و«المال والبنون»، و«الوسية» وغيرها، كما قدّم «حجاب» 7 دواوين شعرية كان أولها ديوان «صياد وجنيّة»، و«قبل الطوفان الجاى»، فضلاً عن العديد من الأغانى والقصائد التى لم تخرج للنور بعد، وكان آخر ما نشره ديوان «تاتا خطى السبعين»، قبل أن يرحل «صياد المعنى» ومعه «البحر فى قلبه» فى 25 يناير 2017. اليوم تُحيى «الوطن» ذكرى رحيله الثالثة وتلقى الضوء على محاور مهمة فى مشواره الإبداعى.
"المؤلفين والملحنين": سعى لإدخال التوثيق الإلكترونى خلال رئاسته للجمعية
قدم الشاعر سيد حجاب عدداً كبيراً من الأغانى العاطفية والوطنية، سواء كانت تترات للمسلسلات أو داخل الأعمال الفنية، أو أغانى منفردة، وكوّن مع الملحن عمار الشريعى والمطرب على الحجار «ثلاثى فنى متميز»، واستطاع هذا الثلاثى تقديم أنجح الأعمال التى ما زال الجمهور يحفظها ويرددها رغم مرور سنوات طويلة على عرضها على الشاشة الصغيرة، وغنى له على الحجار مئات الأغانى التى يطلبها منه الجمهور فى الحفلات حتى اليوم، وقد تم تسجيل ما يزيد على ألف مصنف فنى بجمعية المؤلفين والملحنين إلى اليوم من أغانيه.
"السرخوجلى": أقدم أغانيه المسجّلة تعود لسنة 1969
قال الملحن أشرف السرخوجلى، مشرف قسم التطوير والمراقبة بجمعية الملحنين والمؤلفين، إن الجمهور عرف سيد حجاب من خلال الأغانى، حيث قدم ما يزيد على ألف أغنية، ويعتبر على الحجار من أكثر المطربين الذين تغنوا بأشعاره، ويليه الفنانة عفاف راضى، ومن الملحنين عمار الشريعى الذى كان يجد كل منهما عند الآخر ما يكمل عمله، وأقدم الأغانى المسجلة فى دفاتر الجمعية لسيد حجاب تعود إلى سنة 1969، ولحنها الفنان الكبير محمد فوزى. وكتب «يا طير يا طاير» للمجموعة، من ألحان محمد فوزى، وفى عام 1968 بدأ كتابة الأغنيات الدرامية للتليفزيون ومنها مسلسل «الفنان والهندسة»، ومن أشهر المسلسلات التى كتب أغانيها مسلسل «المال والبنون»، و«بوابة الحلوانى» و«ليالى الحلمية»، بخلاف أغانى المسرحيات والأفلام وأشهرها فيلم «الأراجوز»، والفوازير، وآخر أغنية مسجلة بعد رحيله هى «كارت إرهاب» فى 2018، لحن وغناء مصطفى شرف.
وأشار «السرخوجلى» إلى أن سيد حجاب تولى رئاسة الجمعية فى 2015 حتى رحيله وهو منصب شرفى تطوعى، وسعى خلال فترة توليه إلى تبنى التوثيق الإلكترونى وعدم الاعتماد على التسجيل اليدوى فقط، وتم تفعيل الفكرة مؤخراً، كما احتفلت الجمعية فى فترته بمرور 70 سنة على تأسيسها.
"بكر": لم ينل حظه من التقدير قياساً إلى إبداعه
وأكد الملحن حلمى بكر أن سيد حجاب أحد الشعراء المتفردين فى تناول المفردات واختيار الموضوعات، وكان يستطيع اللعب بالمعانى من خلال الجناس فى الشعر، موضحاً أنه لم ينل حظه من التقدير قياساً بحجم إبداعه، فهو كان «غاوى إبداع ولم تكن تعنيه الدعاية».
وأضاف «بكر» أن «حجاب» كان يميل إلى الأغانى الوطنية والمجتمعية والساخرة أكثر من العاطفية، واستطاع أن يغوص فى المجتمع المصرى ليعبر عن همومه فى أغانيه.
وتابع «بكر» قائلاً: قدمنا الكثير من الأغانى معاً، وآخرها أوبريت «كلنا بنكمل بعض» فى 2003، عن الأمة العربية، وعُرض بشكل جيد فى الوطن العربى، لكنه لم ينل حظه من الدعاية بمصر بسبب الدسائس، كما ساهم «حجاب» فى تقديم عدد من المطربين ومنهم على الحجار، حيث كان «حجاب» مؤمناً بصوت «الحجار»، وتنوع الكلمات المكتوبة أتاحت لعلى الحجار إظهار إمكانيات صوته وجعلته مطرباً مميزاً وعميقاً ومتنوعاً.
ومن ناحية التلحين، قال «بكر» لم تكن كلماته سهلة على أى ملحن، خاصة أن عدداً كبيراً من الملحنين تعوّد على الكلمات التقليدية، لأن كتابة «حجاب» تحتاج من الملحن الدخول فى البحور الشعرية ثم المعانى، ثم ما يواكب المعانى من جمل لحنية، لافتاً إلى أن التترات كانت عنوان ما تحتويه المسلسلات من أجواء درامية.
اعتقاله في الستينات لم يؤثر على حبه لـ"عبدالناصر" ومارس السياسة من وراء ظهر الشعر
فى عام 2010 أصدر المجلس الأعلى للثقافة كتاباً للناقد والشاعر إبراهيم خطاب بعنوان «سيد حجاب.. صياد الحواديت»، ويضم 700 صفحة من القطع المتوسط، ويعتبر دراسة نقدية معمقة لعينة من قصائد سيد حجاب، اختارها المؤلف من 4 دواوين منشورة للشاعر، وقال إن الكتاب استغرق سنتين ونصف السنة لإعداده، مؤكداً أن الكتاب مجرد نقطة فى محيط سيد حجاب، وأن أشعاره تحتاج دراسات متعددة.
ويروى «خطاب» رحلته لإعداد الكتاب قائلاً: «هضمت كل أشعار العامية منذ بديع خيرى مروراً بفؤاد حداد وبيرم التونسى وفؤاد قاعود إلى الشعراء المعاصرين، فوجدت ندرة فى الدراسات النقدية المكتوبة عن قصيدة العامية، وفكرت فى عمل دراسة عنها، قبل كتاب سيد حجاب عن بديع خيرى، لكن فوجئت أن كاتباً آخر سبقنى وأنجز دراسة عنه وصدرت عن دار نشر خاصة، وسعره 200 جنيه وقتها».
إبراهيم خطاب: كان أستاذ جيله وأشعاره تحتاج دراسة.. وتنبأ بثورة 2011 فى ديوانه "قبل الطوفان الجاى"
وأضاف قائلاً: «قررت كتابة دراسة عن باقى الشعراء الكبار، عملت كتاب (فؤاد قاعود.. موال الحرية) فى 2008، عن المجلس الأعلى للثقافة، ثم جاء قرار الكتابة عن سيد حجاب، وفى البداية فكرت فى الكتابة فقط عن الأعمال الغنائية خاصة تترات المسلسلات التى ألّفها «حجاب»، وأرى أنها غيّرت مسيرة الدراما المصرية والعربية، فقد كانت كلمات التترات التى كتبها عنصراً مكملاً للعمل، بعض الأغانى داخل المسلسل تعتبر مكملة لمتن المسلسل نفسه، ومن ضمن الأغانى التى تناولتها الدراسة أغانٍ للأطفال غنتها عفاف راضى، وحصلت على كافة التسجيلات المتاحة لأغانيه وقصائده، ثم أطلعنى على ديوانه «قبل الطوفان الجاى» فى 2008، الذى تأخرت طباعته إلى 2010 وهو الديوان الذى كان يتوقع فيه أحداث الربيع العربى فى المنطقة، وكانت هذه القصيدة نقطة تحول فى وجهتى فى الكتابة عنه وقررت أن أكتب عن شعره العامى. وأشار «خطاب» إلى أن قصائد وأغانى سيد حجاب تستطيع بلغة بسيطة للغاية أن تشى بأشياء كبيرة جداً، كما أن جملته الشعرية مراوغة كالزئبق، ويمكن قراءتها فى أزمنة وأمكنة مختلفة، وهذا يدل على عظمة وموهبة الشاعر.
متابعاً: سيد حجاب استقى ثقافته من مصادر متنوعة، حتى قبل مولده فى 1940، مثلاً سيد حجاب روى أن أمه نذرت نذراً أن تخرج صدقة لله وهى حبلى للسيد البدوى ومارجرجس معاً بعد الولادة، ثم اختارت لابنها اسم سيد تيمناً بالعارف بالله السيد البدوى، وهى دلالة مهمة على خلفية ونشأة الشاعر. أما أبوه فكان عاشقاً للغة العربية الفصحى وللشعر. لافتاً: فى بداية حياته قرأ فى مكتبة والده «بدائع الزهور»، و«ألف ليلة وليلة»، و«الأغانى» وغيرها من أمهات الكتب، وهذه القراءة تتضح فى كثافة جملته الشعرية، وحاول «حجاب» الاقتداء بوالده فى كتابة الشعر بالفصحى، ووقتها كان فى المدرسة الابتدائية، فجاءه أستاذه شحاتة سليم، مدرس الرسم، الذى يحمل له «حجاب» تقديراً خاصاً، وقال له أستاذه: لا تحاول تقليد والدك، واكتب عن الوسط الذى تعيش فيه من القرى المحيطة والعمال والصيادين، وهذه كانت أهم دفة وجهت «سيد» فى بداية مسيرته وبدأ الكتابة بالعامية المصرية.
ولفت «خطاب» إلى أن سيد حجاب بعد التحاقه بكلية الهندسة فى الإسكندرية درس بها سنتين ثم عاد إلى القاهرة عام 1959، وكان يداوم على حضور ندوات الصالون الثقافى، وكان فى البداية يشارك مستمعاً وناقداً لحركة الأدباء الشبان فى الستينات، كونه يتمتع بحس نقدى، أى إنه أستاذ جيله، ولم يتعجل فى إلقاء الشعر بالصالون، إلى أن فاجأه فؤاد قاعود بدعوته لإلقاء قصيدة، فألقى أول قصيدة بعنوان (قالى ابتسم) فى 1959. ثم قدمه فؤاد قاعود إلى صلاح جاهين، الذى سمع منه أول قصيدة فطلب منه قصيدة ثانية، وبعد سماعها دخل صلاح جاهين فى حالة سعادة غامرة واحتضن فؤاد قاعود وقال له: بقينا كتير يا فؤاد، ونشرها صلاح جاهين فى مجلة (صباح الخير) وعلّق عليها بأنها نبوءة شاعر عظيم قادم، وكانت أول مرة ينشر له شعر فى 1961.
وتضمن كتاب «صياد الحواديت» فصلاً عن أبرز محطات الشاعر ومنها الاعتقال، وجاء فيه: اعتُقل فى 1966، ضمن المعترضين على بعض ممارسات السلطة الناصرية، وبقى فى المعتقل نحو 4 أشهر إلا أن ذلك لم يؤثر على محبته للرئيس عبدالناصر، حيث لعب سياسة من وراء ظهر الشعر، وهو سياسى محنك لكنه لا يتحدث فى السياسة أمام أحد. تحت عنوان «المشهدية»، يوضح «خطاب» أن «حجاب» من أوائل الشعراء الذين أتقنوا صنع «المشهدية» وهى لغة سينما فى الأساس، وذلك بحكم عشقه الجنونى لشيئين مهمين هما الفن التشكيلى والموسيقى، «من القصيدة الواحدة يمكن عمل فيلم، فهو لم يكن ينقل المسموع ولكنه ينقل المرئى فى القصيدة والأغنية». وبحسب مؤلف «صياد الحواديت» فإن سيد حجاب فى مادة الديوان الأول «صياد وجنيّة» نجد لغة أقرب ما تكون إلى اللغة الصوفية التى تتعدد معها الإشارات والدلالات، والتى تأثر فيها بالصيادين لكنها تحمل إشارات تتجاوز البيئة المحلية إلى الإنسانية المطلقة. كما تأثر بالبيئات التى عاش فيها خارج بيئته، فمثلاً يأخذ «العدودة» من التراث الصعيدى، ويضفرها فى قصيدة «فى المحزنة».
1940
وُلد فى مدينة المطرية بمحافظة الدقهلية.
1951
أول قصيدة شعر كتبها وهو طفل.
1957
نُشرت له أول قصيدة بالفصحى ضمن «بريد الشعراء» بمجلة الرسالة الجديدة وقدمه الدكتور محمد مندور فى برنامج إذاعى.
1973
دخل عالم كتابة الأغنية عبر مجموعة أعمال مسرحية منها: نرجس وأبوعلى والبيانولا، وحدث فى أكتوبر.
2013
حصل على جائزة الدولة التقديرية.
أقرا إيضا
زوجة "حجاب": لدينا أعمال فنية لم تر النور منها كرتونة خاصة لـ«شريهان».. وأجهز مشروعاً لجمع أغانيه