سيد حجاب.. قصاصات وجوائز تحكى أنشودة «ساحر التترات»

كتب: رضوى هاشم وإلهام زيدان

سيد حجاب.. قصاصات وجوائز تحكى أنشودة «ساحر التترات»

سيد حجاب.. قصاصات وجوائز تحكى أنشودة «ساحر التترات»

هنا عاش الشاعر سيد حجاب (1940-2017). كلمات قليلة تحملها لافتة نحاسية علقتها وزارة الثقافة على باب العمارة رقم 50 بعمارات «نيركو» الجديدة فى المعادى، حيث قضى الشاعر الراحل الـ15 عاماً الأخيرة من حياته، برفقة زوجته الدكتورة ميرفت الجسرى، التى ما زالت تعيش مع كل تفاصيل الحبيب والصديق، لتصنع منها حالة حضور مستمرة لـ«حجاب».

بعد اجتياز الباب الرئيسى، والتوجه إلى بيت «حجاب» حيث وُلدت العشرات من الأغانى والقصائد، وأثناء الصعود على السلالم المؤدية إلى الداخل، وقبل أن نضع أيدينا على جرس الباب، تذكرنا كلمات «حجاب»، وأبرزها «تترات» المسلسلات التى ارتبط بها الجمهور، ورددوا كلماتها، مثل «وندق ندق.. بوابة الحياة»، و«مين اللى قال إن الدنيا دى وسية»، و«هنا القاهرة الساهرة العاطرة»، لتستقبلنا أركان المنزل الذى كتب فيه الشاعر الراحل أجمل «التترات» والأعمال الفنية، فضلاً عن كتابته لديباجة دستور 2014 عندما كان أحد أعضاء لجنة الخمسين التى وضعت دستور مصر، حيث توافقت اللجنة وقتها على اختيار «حجاب» لكتابة الديباجة، والتى حرص خلال سطورها على توضيح هوية مصر.

هنا حيث تعيش الزوجة «ميرفت» بصحبة الذكريات ومتعلقات «حجاب». تقول: «أتمنى أن يبقى كل شىء فى مكانه، وفى الوقت نفسه لا أريد حرمان محبى (سيد) من رؤية هذه الأشياء، وأنا على استعداد للتبرع ببعضها لوزارة الثقافة عند إعداد مكان مناسب لتلك المقتنيات حتى تكون متاحة للجميع».

حرصت زوجته على عدم تغيير أى ركن من أركان الشقة، وإبقائه بنفس الترتيب بما فى ذلك وضعية الكتب التى اختارها «حجاب» نفسه، مشيرة خلال حديثها إلى «الوطن» إلى حبه والتزامه الشديد بالنظام والدقة فى كل شىء، فالصور والتحف وقطع الأثاث الخشبية لا تزال فى مكانها القديم، فضلاً عن احتفاظ الزوجة بآخر علبة سجائر قبل رحيله، وبها نصف عدد السجائر، إلى جانب العشرات من الولاعات مختلفة الأشكال والألوان والتى تشير إلى شراهته فى التدخين، وكلها موضوعة داخل علبة أنيقة، بعضها كانت هدايا من الأقارب والأصدقاء، وإحداها ولاعة ماركة «كارتير» بلون برتقالى، «كانت هدية من الفنانة شريهان وهى صديقة عزيزة لحجاب»، كما تقول «الجسرى» التى لا تزال عند تعهدها بمنح هذه المتعلقات إلى جهة رسمية شريطة الحفاظ عليها بشكل علمى، مضيفة: «لا يمكننى تحويل الشقة إلى متحف لأننى ما زلت أقيم هنا». قبل الوصول إلى مكتب «حجاب» حيث وُلدت أغانيه وقصائده، وجدنا على جدران الرواق المؤدى إليه عدداً من الصور واللوحات والرسومات الكاريكاتيرية لشخصية سيد حجاب، مهداة من بعض أصدقائه، وعلى الباب الزجاجى للغرفة محفور صورة كبيرة لـ«جنيَّة»، فى إشارة إلى ديوانه الأول المنشور فى الستينات «صياد وجنيَّة».

وعند فتح الباب، تواجه الزائر إلى المكتب لوحة زيتية لسيد حجاب بريشة الفنان التشكيلى طه قرنى، وعلى اليسار جزء كبير من المكتبة الزاخرة بمئات الكتب العربية والأجنبية، فقد كان واسع الاطلاع ويقرأ باللغتين الإنجليزية والفرنسية، كما نجد جزءاً آخر يضم عدداً كبيراً من المجلدات، منها مؤلفات الجاحظ، «العقد الفريد»، وكتب المقريزى، وأخرى سياسية متنوعة، فقد كان مُولعاً بقراءة الشأن السياسى وبالأخص اللبنانى. على سطح المكتب مجموعة أخرى من الولاعات، ونسخة من دستور 2014 بتوقيعه، وتوقيع الأمين الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، تجاورها مسودات قصائد مكتوبة على ورق «فلوسكاب» بخط منمق ودقيق، وعدد مصفوف من الكتب منها رواية «كتيبة سوداء» للمنسى قنديل، وكتاب بالإنجليزية «Egyptian New»، وجواز السفر المصرى، ومجموعة من بطاقات عضوية بجمعية المؤلفين والملحنين فى مصر، وجمعية المؤلفين العالمية، ورخصة قيادة سويسرية، وعضوية لجنة الخمسين التى كتبت الدستور، وعلب أقلام متنوعة، ومفاتيحه الخاصة، وعلبة صغيرة على شكل قلب «كان يضع بها أقراص الأدوية»، وفوق الأوراق نظارتاه الشفافتان. جدران الغرفة مُزينة بالجوائز والتكريمات وشهادات التقدير التى نالها «حجاب» من جهات فى مصر وخارجها، منها جائزة الدولة التقديرية، وسام الدولة للعلوم والفنون.

واحتفظت زوجته «الجسرى» بملابس سيد حجاب، منها «فولار الأحمر الصوفى» الذى كان يظهر به الشاعر فى العديد من المناسبات، وآخر من الحرير الملون، والكاب، كما تضم المتعلقات جانباً من الصور توضح علاقات «حجاب» بأبناء الوسط الفنى والثقافى، فمثلاً صورة للموسيقار بليغ حمدى عليها إهداء بخط «بليغ» نفسه «صديقه العزيز»، وأخرى للابنة «ريم» وهى فى سن الطفولة.

 


مواضيع متعلقة