سيد حجاب.. شاعر "الغلابة وتراب مصر"

05:34 ص | الأحد 23 سبتمبر 2018

يعتبر سيد حجاب من أهم الشعراء في مصر والوطن العربي، فخلال سنوات حياته استطاع التعبير عن الشعب المصري في مجمل أعماله التي تنوعت بين دواوين شعرية وأغاني ومقدمات مسلسلات درامية، وحتى أغاني الأطفال كان له تجربة مميزة ورائعة، أضافت الكثير للفن الموجه للأطفال، ويعتبر من الشعراء القليلين المتمكنين من الشعر العامي الذي يمتلك مرادفات فصحى ممزوجة بالعامية المصرية.

ولد سيد حجاب في 23 سبتمبر عام 1940 بمحافظة الدقهلية، قام بدراسة العمارة في كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية ثم انتقل إلى جامعة القاهرة كلية الهندسة أيضا بقسم التعدين في عام 1958.

يعتبر حجاب والده أستاذه الأول في مجال الشعر، حينما كان يراه وهو طفل يلقي الشعر أمام الصيادين في قريته، وتعتبر مدينة المطرية بالدقهلية التي نشأ بها سيد حجاب بيئة خصبة للإبداع، فهي تعتبر مدينة خاصة بالصيادين لأنها تقع على بحيرة المنزلة.

أصدر حجاب ديوانه الأول بعنوان "صياد وجنية"، وانتقل إلى القاهرة للدراسة، وفي إحدى الندوات الشعرية التقى بالشاعر عبدالرحمن الأبنودي، ونشأت بينهم علاقة صداقة قوية ثم تعرف على الشاعر الكبير صلاح جاهين، الذي تنبأ له بمستقبل كبير في الشعر، وبأن "صوت قصائده سيكون مميزا ومؤثرا في الحركة الشعرية المصرية".

تولى كثير من المناصب على مدار حياته العملية، فكانت بداية عمله للكتابة للأطفال بمجلات "ميكي، سمير" من عام 1964 حتى عام 1967، وشغل وظيفة باحث بالإدارة النقابية بهيئة المسرح، وعمل رئيسًا للقسم الفني والأدبي بمجلة الشباب.

وخلال فترة الستينات حينما أصدر ديوانه الأول احتفى به المثقفون، وبدأ اسمه يعرف في الأوساط الثقافية فانتقل إلى الإذاعة خلال مجموعة من البرامج، مثل "بعد التحية والسلام" وبرنامج "عمار يا مصر"، ثم قدمه الشاعر صلاح جاهين إلى الفنان كرم مطاوع ليقوم بكتابة مسرحية "حدث في أكتوبر".

كان له عدد من المشاركات الفنية في الأعمال التليفزيونية والسينمائية، وكتابة الأغاني الخاصة بهما، واشتهر أيضا بكتابة الأغاني للعديد من الفوازير لشريهان وغيرها، وتميز في أغاني مقدمات المسلسلات التليفزيونية لما يتمتع شعره من بساطة وسهولة في توصيل المعنى للجمهور، فتعلقت أغاني المسلسلات بعقولهم لسنوات.

وساهم سيد حجاب في صياغة الديباجة الخاصة في الدستور المصري عام 2014، ورحل عن عالمنا في 25 يناير عام 2017، تاركا إرثا لكل الأجيال القادمة تعبر عن مدى عشق هذا الرجل لمصر ومكانتها وأرضها.