اعتبر نفسه منقذ الثورة.. لماذا اصطدم سيد قطب بناصر؟
اعتبر نفسه منقذ الثورة.. لماذا اصطدم سيد قطب بناصر؟
عرضت شاشة "dmc"، الجزء الأول من الفيلم الوثائقي الذي يّعرض قصة حياة "سيد قطب" القيادي البارز بجماعة الإخوان الإرهابية، تناول الحديث عن الصدام بين سيد قطب والرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
فقد شهد صباح الثالث والعشرين من عام 1952 الإطاحة بالملك فاروق، وتولي تنظيم الضباط الأحرار السلطة، وبصورة ما ووسط مجلس قيادة الثورة التي ضم طيفًا سياسيًا شديد التباين من اليمين إلى اليسار، وبدعم مباشر من القائد الفعلي جمال عبد الناصر، وجد سيد قطب موطئ قدم.
شارك قطب في خوض المعارك المبكرة لمجلس قيادة الثورة، حتى أنه شجع على إعدام العاملين خميس والبقري في كفر الدوار، وانضم لهيئة التحرير، كل ذلك قبل اكتشافه أن عبد الناصر لن يمنحه ما يريد.
وقال الناقد والأديب سيد محمود، خلال الفيلم الوثائقي، إن سيد قطب كتب قائمة بأسماء المغنيين الذين ينبغوا أن يمنعوا من الإذاعة، وكذلك الأفكار الدرامية التي لابد من انتاجها، مضيفًا: "سيد قطب مكانش عارف هوية الضباط الأحرار، وافتكر إن ببينهم شيوعيين وإخوان مسلمين على شوية مصر للفتاة ومش عندهم برامج فكأنه هو المنقذ بتاعهم".
فيما أكد اللواء فؤاد علام، نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة سابقًا، أن سيد قطب كان يعتقد أن جمال عبد الناصر سيعينه وزيرًا للتربية والتعليم، كونه كان يعشق هذا المنصب حسب تصريحاته، وحسب أيضًا معتقداته.
بينما أكد الكاتب الصحفي أحمد سمير، أن قطب كان يرى الضباط الأحرار شباب صغير، وليسوا قارئين أو يفهمون ما يقومون به، في الوقت الذي كان يرى نفسه مفكرًا وأديبًا، وتوقع أن يقوم الضباط الِأحرار بالسماع له والانصياع لأوامره، وهذا كان عجزًا منه عن قراءة المشهد".
وأضاف سمير: "احنا بنتكلم عن خالد محي الدين الرجل اليساري، وعبد الناصر اللي انضم لكذا تنظيم قبل كده، والسادات اللي اشتغل في العمل السياسي فترة طويلة جدًا، عندهم رؤية وفاهمين، ومش محتاجين منه إنه يقولهم يمين وشمال، بينما كان يرى نفسه ملهم وأستاذ كما لقبه الإخوان".
فيما قال الكاتب سيد محمود، إن عبد الناصر تجاوز سيد قطب في تشكيلاته الوزارية وأهمله، وسيد قطب لم يغفر لعبد الناصر هذا الإهمال، وظل ينقد مشروع الثورة، ورغب أن يكون مرشدًا للضباط الأحرار، لكن عندما تجاوز الضباط الأحرار رغبات سيد قطب تحول إلى خصم.
