أستاذ العلاقات الدولية: الروس يدعمون "حفتر" أملا في توحيد ليبيا تحت قيادته وتخليصها من الإرهابيين

أستاذ العلاقات الدولية: الروس يدعمون "حفتر" أملا في توحيد ليبيا تحت قيادته وتخليصها من الإرهابيين
- نورهان الشيخ
- حفتر
- مؤتمر برلين
- ليبيا
- روسيا
- الجيش الوطني الليبي
- طرابلس
- نورهان الشيخ
- حفتر
- مؤتمر برلين
- ليبيا
- روسيا
- الجيش الوطني الليبي
- طرابلس
قالت نورهان الشيخ، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، إنها لا تتوقع أن يسفر مؤتمر برلين عن تغييرات درامية فى مجريات الصراع فى ليبيا، لأن الموقف العسكرى فى صالح حفتر الذى لم يبقَ له بعد دخول سيرت سوى مصراتة وطرابلس.
د. نورهان الشيخ: "بوتين" حريص على التنسيق مع مصر فى كل ملفات المنطقة منذ تولى "السيسى"
وأوضحت نورهان، وهى مؤسس ومدير وحدة الدراسات الروسية بجامعة القاهرة، أنه ليس من مصلحة الروس حقيقة إيقاف تقدم الجيش الليبى لاستعادة طرابلس لأن محاربة الإرهابيين أحد أهم أهداف الروس من وجودهم فى ليبيا. وأضافت فى حوارها لـ«الوطن» أن الرئيس بوتين حريص على التنسيق مع مصر فى كل ملفات المنطقة منذ تولى الرئيس السيسى، خصوصاً فى الملف الليبى، وليس من الوارد أن يعرّض الأمن القومى لمصر التى يعتبرها أحد أهم شركائه فى المنطقة للخطر.
بداية ماذا يريد الروس من ليبيا؟
- أهم هدفين لروسيا فى ليبيا هما الطاقة والإرهاب، فيما يتعلق بالطاقة كانت روسيا مهتمة بليبيا منذ وقت مبكر، وكانت هناك اتفاقات بين بوتين والقذافى عام 2008 لإنشاء خطوط أنابيب من خلال شركاتها مثل «جاز بروم وروسنفت» لتوصيل الغاز الليبى إلى جنوب أوروبا بالشراكة مع إيطاليا (لروسيا استراتيجية خلاصتها أن تكون حاضرة فى كل خطوط ومشروعات الطاقة البديلة أى غير الروسية التى تتجه لأوروبا على وجه التحديد ويظهر ذلك فى دول عديدة مثل الجزائر ونيجيريا مثلاً). روسيا لا تريد تكرار تجربة «باكو-تبليسى-جيهان» خط أنابيب البترول الذى يبلغ طوله 1٫776 كم ويمتد من العاصمة الأذربيجانية باكو إلى ميناء جيهان التركى على البحر المتوسط، ويمر الخط عبر الأرضى الجورجية، هذا الخط دعمته أمريكا لتقليل نفوذ روسيا فى أوروبا، أو حتى خط أنابيب «TANAP» الذى ينقل الغاز الأذربيجانى إلى تركيا وأوروبا، والذى تسارع العمل فيه أثناء الخلاف الروسى التركى فى أعقاب إسقاط الأتراك لطائرة روسية فى سوريا فى 2015.
الطاقة بالنسبة لروسيا ليست ملفاً اقتصادياً، بل ملف أمن قومى بسبب أهمية عوائده على الخزانة العامة، وكل «سنت» ارتفاعاً أو انخفاضاً يؤثر بشكل كبير على الموازنة العام هناك. الاهتمام الروسى بالطاقة ليس حالة غريبة لأن الصراع الدولى كان ولا يزال فى جوهره صراعاً على تأمين مصادر الطاقة وحتى حين انسحب الأمريكان والبريطانيون من سوريا بقوا حول حقول البترول هناك.
ولماذا تقلق موسكو من الإرهابيين فى ليبيا وبين البلدين آلاف الكيلومترات؟
- روسيا تؤمن بأن سوريا وليبيا جبهتان متصلتان فى الحرب على الإرهاب، وهى لن تشعر بنجاح عمليتها فى سوريا إذا انتقل الإرهابيون إلى ليبيا لأنه من الممكن جداً أن ينتقلوا بعد ذلك ببساطة للحدود الأفغانية الطاجيكية (أحد الأوكار المفضّلة للجماعات الإرهابية) أى على بوابة روسيا، فضلاً عن أن طاجيكستان حليف روسيا وعضو منظمة معاهدة الأمن الجماعى (التى تضم روسيا وأرمينيا وبيلاروسيا وكازخستان وقرغيزستان وطاجيكستان) ومقر للقاعدة العسكرية التى تحتضن الوحدة 201 الروسية الهامة، ولأن قدرات طاجيكستان محدودة فعبء مواجهة الإرهاب هناك يقع على أكتاف الروس.
الموقف العسكرى فى صالح المشير
من تدعمه روسيا فى الصراع الدائر فى ليبيا؟
- الروس يدعمون المشير خليفة حفتر الذى استُقبل أكثر من مرة بحفاوة فى موسكو وقابل فى إحدى هذه المرات وزير الدفاع الروسى بالزى الرسمى، أملاً فى أن ينجح توحيد ليبيا تحت قيادته وتخليصها من الجماعات الإرهابية.
مؤتمر برلين لن يسفر عن تغييرات درامية فى مجريات الصراع
إذا كان الروس يدعمون المشير حفتر، فلماذا فشلوا فى إقناعه بقبول تسوية للصراع فى مؤتمر موسكو الأخير؟
- مؤتمر موسكو كان له هدفان لبوتين: 1- فرملة جموح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الذى يعتزم إرسال قوات نظامية فضلاً عن إرهابيين من سوريا للقتال فى ليبيا. 2- التقاط خيط القيادة فى الملف الليبى بحيث تصبح موسكو هى مركز الثقل فى الأزمة كما فعلت سوريا. هناك توقيت مناسب فى كل أزمة لالتقاط هذا الخيط، إما أن تأخذه أو يفلت منك. وعلى مدار 20 عاماً من متابعتى لبوتين أستطيع أن أقول إنه رجل بارع فى انتهاز الفرص فى التوقيت المناسب. وقد تحقق الهدفان، أى هدف كسب الوقت مع الأتراك، وهدف أن تكون العاصمة الأهم فى حل الصراع. الروس يؤمنون بالحلول على مراحل، ولا تنسَ أن الروس يأخذون فى اعتبارهم الوضع فى إدلب، حيث يجرى التصعيد هناك رغم أنف الأتراك.
ليس من مصلحة الروس إيقاف تقدم الجيش الليبى لاستعادة طرابلس
لكن ألم تسبب مغادرة المشير حفتر دون توقيع للاتفاق إحراجاً لبوتين؟
- الروس على عكس الأمريكان لا يهتمون بـ«الشو» أو «المنظرة»، المهم أن تتحقق مصالحهم. وتقديرى أنه ليس من مصلحة الروس إيقاف حفتر عن مساعيه فى ضرب الإرهاب وتوحيد ليبيا. وتقديرى أيضاً أنهم لو أرادوا الضغط عليه أكثر لفعلوا، لكنهم غير جادين فى هذا الصدد، وهم ليسوا غاضبين من مغادرته موسكو دون توقيع. لو كانوا غاضبين ما حضروا مؤتمر برلين، بل ما كان ينبغى أن يكون هناك مؤتمر برلين أساساً ما دام لقاء موسكو قد فشل. الروس لعبوها صح. حققوا ما أرادوا ونجاح المؤتمر من عدمه مش مهم.
"حفتر" رفض التوقيع على "تسوية موسكو" حتى لا يعطى شرعية لـ"السراج"
لماذا رفض حفتر التوقيع على تسوية فى موسكو؟
- أولاً لأن توقيع هذا الاتفاق يعطى شرعية للسراج، خصوصاً أن الوثيقة تتضمن بنوداً تطلب من حفتر الاعتراف بشرعيته والعمل معه باعتباره رأس السلطة.. فكيف يمكن أن يوقع على ذلك وهو عازم على دخول طرابلس، وإسقاطه؟! هذا سيجعله منقلباً. الأمر الثانى أنه يريد أن يبعث رسالة للمجتمع الدولى فحواها أنه الطرف الأقوى وأن شرعية السراج لم تعد موجودة (ولذلك رفض الجلوس معه)، ثم إن الموقف العسكرى فى صالح حفتر الذى لم يبقَ له بعد دخول سيرت سوى مصراتة وطرابلس.
وماذا تتوقعين من مؤتمر برلين؟
- لا أتوقع أن يسفر مؤتمر برلين عن تغييرات درامية فى مجريات الصراع فى ليبيا، هو محاولة لتهدئة الأوضاع وإطلاق العملية السياسية مرة أخرى، لكنه على الأرجح بالنسبة للجيش الوطنى فرصة لالتقاط الأنفاس وتنظيم الصفوف استعداداً لمعركة الحسم.
هل ينسق الروس مع مصر تحركاتهم فى ليبيا؟
- منذ أن تولى الرئيس السيسى وبوتين حريص على أعلى درجات التنسيق مع مصر فى الملفات المختلفة فى المنطقة خصوصاً الملف الليبى. وروسيا حريصة جداً على مصالحنا باعتبارنا من أهم شركائها فى المنطقة ولا يمكن أن تقبل بالعبث بأمننا، وهى بالمناسبة حريصة أيضاً على أمن الجزائر ومصالحها باعتبارها شريكاً آخر مهماً فى العالم العربى.