خبراء يوضحون سبب مناقشة أردوغان المنطقة الآمنة في مؤتمر برلين

خبراء يوضحون سبب مناقشة أردوغان المنطقة الآمنة في مؤتمر برلين
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحفي، أنه سيبحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش مؤتمر برلين، بعض المعارك الأخيرة التي وقعت في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وآخر تطورات المنطقة الأمنة.
كذلك اتّهم أردوغان حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بـ"الكذب" والادعاء بأن المدنيين الذين قتلوا في إدلب هم إرهابيون، مشيرا إلى أن النظام السوري أثبت أنه غير ملتزم بوقف إطلاق النار في منطقة إدلب.
المنطقة الآمنة في سوريا.. بدأت بمقترح أمريكي
ترجع فكرة المنطقة الآمنة، إلى مطلع يناير الماضي، حيث اقترحها الرئيس الأمريكي، بإنشاء منطقة آمنة بين تركيا والقوات الكردية شمالي سوريا، بعرض 20 ميلا، بالتزامن مع قراره حينها بسحب قوات بلاده من سوريا، ليرد عليه نظيره التركي بأنها يجب أن تكون تحت سيطرة تركيا.
ومنذ ذلك الحين تجرى عدة مشاورات بين سوريا وأمريكا وتركيا والأكراد، حيث توصلوا إلى اتفاق على إنشاء منطقة آمنة تفصل بين مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، والحدود التركية، على أن يجرى تنفيذه بشكل تدريجي.
وحددت البنتاجون تفاصيلها، بأن تجرى على مراحل، وأن الولايات المتحدة مستعدة للبدء في تنفيذ بعض الأنشطة سريعا، فيما المناقشات تتواصل مع تركيا، فضلا عن إنشاء مركز عمليات مشترك لمواصلة التخطيط والتنفيذ.
وبدورها، أعلنت وزارة الخارجية التركية، حينها، أن أنقرة اتفقت مع واشنطن على إقامة مركز عمليات مشترك في شمال سوريا، سيكون هدفه إدارة التوترات بين المقاتلين الأكراد والقوات التركية في شمال سوريا.
ووفقا لبنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 7 أغسطس الماضي، أعلنت أنقرة أنه ستتم إقامة مركز عمليات مشترك في تركيا، بهدف "تنسيق وإدارة تطبيق منطقة آمنة" بالتعاون مع واشنطن.
ويعد المقاتلون الأكراد في صفوف قوات سوريا الديمقراطية شريكا رئيسيا للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في قتال تنظيم "داعش"، وتمكنوا من دحره من مناطق واسعة في شمال شرق سوريا، إلا أن أنقرة تعدهم "إرهابيين" وتعتبرهم إمتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا ضدها على أراضيها منذ عقود.
وكانت تركيا شنت عمليتين عسكريتين في سوريا، الأولى عام 2016 وسيطرت بموجبها على مدن حدودية عدة بينها جرابلس، أما الثانية عام 2018 وانتهت بسيطرتها مع فصائل سورية موالية لها على منطقة عفرين في محافظة حلب.
خبراء: تركيا المستفيد الوحيد من المنطقة الآمنة في سوريا
ويقول الدكتور هشام البقلي، الخبير بالشؤون العربية، إن تركيا هي أكبر المستفيدين من المنطقة الآمنة التي سيتم إنشاؤها في شمال سوريا، أكثر من أي طرف آخر سواء الأكراد أو دمشق نفسها، موضحا أنها تأتي في خضم العديد من الانتهاكات التي تنفذها الإدارة التركية حاليا.
وأضاف البقلي، لـ"الوطن"، أن السلطات التركية تدعم الإرهاب في سوريا وتتخذ موقفا سلبيا تجاه الأكراد، خاصة المتواجدين في الشمال، ومن ثم سيحول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المنطقة الآمنة لمنصة يمارس فيها النظام اعتداءاته على الأكراد السوريين، فضلا عن تحويلها لمنطقة موطئ قدم لأنقرة أيضا، ما يجعلها تشكل خطرا على الأمن السوري والعربي.
وأشار إلى أن سوريا تعرض لأزمات وويلات الحرب والمعاناة من آلام الإرهاب، كما أن الشباب السوري يعاني من عمليات تجنيس وتجنيد الإدارة التركية.
من جانبه، قال الدكتور علي عبداللطيف خبير الشؤون التركية، إن تركيا تسعى بكل طاقتها لإنشاء المنطقة الآمنة لأنها ستتخذ من هذه المنطقة مركزا لها في سوريا تشن منه هجمات على الأكراد الذين يشكلون خطرا عليها.
وأضاف عبداللطيف لـ"الوطن"، أن المستفيد الوحيد من هذه المنطقة هي تركيا، لأنه بهذه المنطقة ستضمن حماية حدودها من هجمات الأكراد، مشيرا إلى أن روسيا تقف بجانبها في هذه المنطقة لأنها تُعد حليفا استراتيجيا لها وبينهما علاقات سياسية واقتصادية.