"ضحت بجمالها".. هكذا جسدت ماجدة الصباحي مأساة شعب الجزائر

كتب: منى السعيد

"ضحت بجمالها".. هكذا جسدت ماجدة الصباحي مأساة شعب الجزائر

"ضحت بجمالها".. هكذا جسدت ماجدة الصباحي مأساة شعب الجزائر

إيمان جميلة السينما المصرية، الفنانة ماجدة الصباحي، بدور الفن في رفع الظلم وتعزيز الوطنية، ومقاومة الاحتلال، دفعها للمغامرة بأموالها وهي لا تزال في بدايتها، حيث لم تكن تجاوزت السادسة والعشرين من عمرها، عندما أنتجت فيلم "جميلة بوحريد" عام 1958 مع المخرج العالمي يوسف شاهين.

الفنانة ماجدة التي رحلت عن عالمنًا منذ قليل، عن عمر يناهز الـ 89 عاما، لم تغامر بأموالها فقط، بل ربما تكون أول منتجة وفنانة تتناول قضايا مقاومة الاحتلال خارج مصر، وقد ضحت من أجل هذا بجمالها وشعرها، ولم تمر تلك التضحيات مرور الكرام، فقد كان لهذا الفيلم أصداء عالمية، لدرجة أنه أنقذ مناضلة جزائرية من الإعدام.

الصليب الأحمر السبب في ظهور جميلة بوحريد

وفقا لحوار سابق للفنانة ماجدة الصباحي، فإن فكرة الفيلم ظهرت عندما تواصلت مع منظمة الصليب الأحمر، والصحافة التى كانت تنقل الأهوال التي يتعرض لها الشعب الجزائري، فاعتمدت عليها كرمز للكفاح من أجل الحرية.

إنتاج فيلم جميلة بوحريد

رغم مرور 61 عاما على إنتاج فيلم "جميلة بوحريد"، إلا أنه لا يزال عالقا في وجدان المصريين والجزائريين على وجه الخصوص، إلا أن وقت عرضه لم يتوقع القائمون عليه النجاح الباهر الذي حققه الفيلم وقتها، وبعدها تم تصنيفه باعتباره واحدا من أهم 100 فيلم انتقتهم السينما المصرية، كقامات عالية في سماء الفن.

شارك في كتابته نجيب محفوظ ويوسف السباعي، وعلى الزرقاني، إلا أنهم لم يتوقعوا النجاح الباهر لعرضه، حيث خرجت المظاهرات من دور العرض لتحاصر السفارات الفرنسية، مطالبة بتحرير الجزائر.

وقالت ماجدة خلال حوار لها ببرنامج "نجم اليوم"، على قناة نايل سينما، إن فيلم جميلة بوحريد صنع لها شعبية ضخمة، ودفع الفدائيين والفدائيات إلى التضحية بأرواحهم في سبيل تحرير الأرض.

المثير في الأمر إن عرض الفيلم في سينما راديو عام 1960 كان قبل الحكم بإعدام جميلة بوحريد، بعدة أشهر، وبسبب المظاهرات تراجعت السلطات الفرنسية، بسبب ضغط الرأي العالمي، وتم تخفيف الحكم ليصبح السجن مدى الحياة بدلا من الإعدام.

وبعد تحرير الجزائر تم الإفراج عنها، وتزوجت من محاميها الفرنسي الذي أشهر إسلامه.

ماجدة حلقت شعرها زيرو في فيلم جميلة بوحريد

خلال أحداث فيلم جميلة بوحريد، يتم القبض عليها، وتقوم قوات الاحتلال الفرنسي بقص شعرها، لذلك طلب منها المخرج يوسف شاهين، أن تقوم بقص شعرها لإضفاء الواقعية على الشخصية.

وحكت الفنانة القديرة تلك الواقعة خلال حلقات برنامج "شاهين لية" من إنتاج شركة أفلام مصر العالمية، حيث قالت: "طلب مني شاهين أن أحلق شعري ليكون المشهد واقعيا، وقالي أنت جميلة اللى بتحارب، وبيحلقلولك شعرك.. عشان كدة احلقي شعرك زيرو".

في البداية رفضت قائلة: "أحلقه! يعني إيه أبقى ولد!، في حد يقول لواحدة احلقي شعرك زيرو، مش تحسن ألفاظك شوية"، وهنا عاود طلبه بحدّة قائلًا: "احلقي شعرك زيرو عسكري، وهنصور المشاهد دي في الآخر.. بعدين اتفلقي واقعدي في البيت لحد شعرك ما يطول".

وأمام إصرار "شاهين"، قامت الفنانة بالانصياع لتعليماته، واستوعبت فيما بعد أن ما طلبه كان يخدم العمل الذي أصبح واحدا من أهم علامات السينما العربية، وليست المصرية فقط.


مواضيع متعلقة