سيناريوهات أوروبية لردع تركيا بعد تنقيبها عن الغاز القبرصي

سيناريوهات أوروبية لردع تركيا بعد تنقيبها عن الغاز القبرصي
أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لين، أن الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يقبل بسلوك تركيا وأنه سيقف بقوة إلى جانب قبرص. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته لين مؤخرًا مع رئيس وزراء كرواتيا أندريه بلنكوفيتش في العاصمة زغرب، وذلك بعدما قررت الحكومة التركية القيام بأعمال التنقيب قبالة سواحل قبرص.
كذلك أعلن بلنكوفيتش، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أن سياسة أوروبا حول هذا الشأن ستبقى في سياق قرارات مجلس الاتحاد الأوروبي.
عن ردود الفعل المتوقعة تجاه تركيا، قال سيد مجاهد، الباحث في الشؤون الأوروبية، إنه في حال استمرار أنقرة في التنقيب عن البترول في السواحل القبرصية، فسيكون هناك رد فعل على المستويين الأوروبي والقبرصي.
وأضاف مجاهد لـ"الوطن"، من المرجح أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية على تركيا حال استمرارها في التنقيب، موضحًا أن هذه العقوبات ستكون في صورة حظر السفر وتجميد الأصول بالنسبة للأشخاص والكيانات التركية مثل الشركات أو المنظمات، وسيتم منع مواطني وشركات الاتحاد الأوروبي من تقديم الأموال والتمويل لهم.
وأشار إلى أنه من المحتمل أن تتقدم قبرص بشكوى ضد تركيا في الأمم المتحدة والمحكمة الدولية، وإذا ثبت صحة اعتدائها سيتم فرض عقوبات عليها أيضًا.
من جانبه، قال الدكتور عبدالخبير عطا أستاذ العلوم السياسية، إن استمرار تركيا في العمل بالتنقيب في قبرص يعرضها للعديد من العقوبات، موضحًا أنه من المحتمل أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية تتمثل في إيقاف التعاملات التجارية والاقتصادية، وتجميد أرصدتها في البنوك الأوروبية.
وأضاف عطا لـ"الوطن"، قد تُرفض عضوية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي التي تسعى له منذ سنوات طويلة، مشيرًا إلى أن هذه العقوبات ستكون كافية لتدمير تركيا اقتصاديًا، خاصة أنها تعيش أسوأ حالة اقتصادية لها.
أصل الأزمة بين قبرص وتركيا
تعود الأزمة عندما أعلنت البحرية التركية أنها ستقوم بعمليات تنقيب عن البترول والغاز تجريها في منطقة تقول السلطات القبرصية إنها تندرج ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة للجزيرة، ما أثار حالة من الغضب الدولي تضامنًا مع قبرص، حيث أصدر الاتحاد الأوروبي بيانًا دان فيه أنشطة تركيا.
وتمارس جمهورية قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي سلطاتها على القسم الجنوبي من الجزيرة فقط، في حين تسيطر القوات التركية على القسم الشمالي منذ العام 1974.
وتدخلت تركيا عسكريا في شمال قبرص في 20 يوليو 1974 ردًا على دعم المجلس العسكري اليوناني للتحرك ضد نظام الحكم في قبرص، في محاولة لتوحيد الجزيرة مع اليونان.