تركيا تطرق باب القاهرة آملة في استجابة.. هل يبيع "أردوغان" الإخوان؟

كتب: محمد حسن عامر

تركيا تطرق باب القاهرة آملة في استجابة.. هل يبيع "أردوغان" الإخوان؟

تركيا تطرق باب القاهرة آملة في استجابة.. هل يبيع "أردوغان" الإخوان؟

شهدت الأيام الماضية تصريحات عدة من مسؤولين أتراك وقياديين بالحزب الحاكم في تركيا حول ضرورة استعادة العلاقات مع مصر، في تغير كبير لمنحى نظام رجب طيب أردوغان الذي عادى "القاهرة" ووفر ملاذا آمنا لجماعة الإخوان، فضلا عن الخلافات الكبيرة حيال قضايا عدة مثل الأزمة الليبية والسورية والوضع في منطقة شرق البحر المتوسط.

وأبرز تلك التصريحات جاءت على لسان ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، إذ قال إن إعادة العلاقات بين مصر وتركيا أمر "لا يقدر بثمن"، مشددا على ضرورة إعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ 2013 مع مصر مرة أخرى.

فيما أعرب وزير الاقتصاد التركي السابق وعضو حزب العدالة والتنمية الحاكم، مصطفى أليتاش، عن آماله في تطوير العلاقات بين تركيا ومصر بعد اتباعهما "دبلوماسية الباب الخلفي" لفترة، على حد قوله.

ويثير الموقف التركي تساؤلات عدة حول أسباب المغازلة التركية لمصر، وما إذا كان النظام التركي وعلى رأسه رجب طيب أردوغان سيتخلى عن جماعة الإخوان كورقة راهن عليها في الفترة الماضية.

 

خبير في الشأن التركي: هناك اتجاه داخل تركيا يضغط على "أردوغان" لإعادة العلاقات مع مصر

في هذا السياق، قال الدكتور بشير عبدالفتاح الخبير في الشأن التركي، لـ"الوطن"، إن "موقف أردوغان المعادي لمصر لا يوجد له ترحيب داخل تركيا، لأن مصر دولة مركزية ووجهت ضربات موجعة لتركيا في الفترة الأخيرة".

وأضاف "عبدالفتاح": "هناك اتجاه داخل تركيا لوقف هذا التوجه العدائي لمصر، ومحاولة إصلاح العلاقات بطريقة أو بأخرى ما من شأنه أن يحقق مكاسب لمصر أكثر من القطيعة".

وتحدث "عبدالفتاح" عن أسباب تغير المنظور التركي للعلاقات مع "القاهرة"، بقوله: "أعتقد أن أردوغان بدأ يستمع للاتجاه الداخلي الداعي لاستعادة العلاقات مع مصر، أما بخصوص الموقف من الإخوان وقتها لو هناك عودة سيكون هناك تفاوض بشان الثمن الذي سيدفع والموقف من الإخوان".

بشير عبدالفتاح: الرئيس التركي سيبيع "ورقة" الإخوان المحروقة

وتابع الخبير في الشأن التركي: "فيما يتعلق بورقة الإخوان هو مستعد للتنازل عن هذه الورقة وبيعها خصوصا أنهم باتوا ورقة محروقة بعد أن كان يعتقد أنها (ورقة جوكر) سيكسب بها كل شيء"، موضحا: "سيتم بيع الإخوان من قبل النظام التركي بطريقة معينة ربما بتسليم بعضهم أو يتم نقلهم إلى دولة أخرى". وقال "عبدالفتاح" إن "الضغوط باتت قوية على النظام التركي، وكل احتمالاتهم تبدلت وتغيرت".

 

عبيدالله: النظام التركي يعتقد أن ليبيا بوابة عودة العلاقات مع مصر تحت داعي التنسيق

بدوره قال المحلل والكاتب السياسي التركي محمد عبيدالله إن  "أردوغان" في حاجة إلى التنفس ونظامه السياسي والاقتصادي على وشك الانهيار بعد الانشقاقات الداخلية، ولهذا هو يريد استعادة العلاقات مع مصر.

وأضاف "عبيدالله"، خلال اتصال هاتفي لـ"الوطن"، أن "الرئيس التركي يعتبر أن أزمة ليبيا ستكون البوابة لاستعادة العلاقات مع القاهرة، بشكل أو بآخر تحت داعي التنسيق، لكنه في الوقت ذاته يريد أن تأتي مصر مرغمة وهذا لن يحدث، والمصالحة مع مصر تشكل للنظام التركي أملا جديدا لاستعادة أنقرة توازنها في المنطقة".

أردوغان "مصلحجي".. والمصالحة مع "القاهرة" تضع الجماعة في موقف محرج

وقال المحلل السياسي التركي إن الاتجاه للمصالحة مع مصر يعكس  تناقضا كبيرا، لأن النظام الحالي في مصر هو النظام الذي كان يهاجمه من قبل ولم يتغير شيء في مصر.

وحول موقف أردوغان من الإخوان، أوضح: "أردوغان رجل مصلحي يمكنه التحالف مع أي نظام إذا كان في صالحه، أما جماعة الإخوان سيكونون في موقف محرج أعتقد ذلك".

العلاقات المصرية - التركية.. خطوة للأمام وعشر للخلف

إلا أن الفترات الماضية كانت تشهد كثير من التهدئة بين "القاهرة" و"أنقرة" مع تدخل بعض الدول، وسرعان ما تشتعل الأمور مرة ثانية، إلا أن هذه المرة يبدو أن سيتكرر المشهد، إذ استدعت الخارجية التركية القائم بالأعمال المصري في "أنقرة" على خلفية اقتحام مكتب وكالة "الأناضول" التركية في "القاهرة" على حد زعم الخارجية التركية.

وقالت الخارجية التركية في بيان لها، اليوم، إنها تنتظر من السلطات المصرية إخلاء سبيل عاملي مكتب "الأناضول" على الفور.

وقد حاولت بعض الدول الوساطة بين البلدين، لكن تهكمات الرئيس التركي "أردوغان" كانت عنصرا مهما في إفشال أي محاولة.


مواضيع متعلقة