أشجار "حديقة الحيوان".. غذاء للحيوانات وملاذ من التلوث والحرارة

كتب: خالد عبدالرسول

أشجار "حديقة الحيوان".. غذاء للحيوانات وملاذ من التلوث والحرارة

أشجار "حديقة الحيوان".. غذاء للحيوانات وملاذ من التلوث والحرارة

بينما يجتذب الفيل والزرافة وغيرهما من حيوانات حديقة حيوان الجيزة الجانب الأكبر من اهتمام المتابعين والرأى العام، لا يكاد يتوقف أحد عند الثروة الشجرية والنباتية للحديقة التى بدونها، وفقاً لتأكيدات المختصين، لا تكون هناك حديقة حيوان. فالغطاء الشجرى للحديقة هو الذى يوفر لحيوانات الحديقة بيئة أشبه ما يكون ببيئتها الطبيعية الأصلية، حيث يتغذى جانب منها على الأشجار، وتحتمى من حرارة الشمس، هذا فضلاً عن أهمية الأشجار فى امتصاص وصد كميات التلوث الكبيرة المحيطة، بما يعود بالإيجاب على صحة الحيوانات والحفاظ عليها.

"الماهوجنى" و"أبوالمكارم" و"الدلينا" و"التاكسوديوم" و"البوتيا" و"الترمناليا" و"عيد الميلاد"

غير أن أهمية الثروة الشجرية للحديقة تمتد لأبعد كثيراً من حدود الحديقة، خاصة أن بينها على سبيل المثال شجرة هى الوحيدة بمصر الآن، يستخرج منها العالم مضادات للسرطان، وأنواعاً نادرة ذات جودة خشبية عالية، يمكن أن يؤدى نشرها لزيادة ثروتنا الخشبية، وتجميل شوارعنا وتقليل نسب التلوث بها، وغيرها من الفوائد.

لكل ذلك فعّلت إدارة الحديقة مؤخراً بروتوكول تعاون قديماً بينها وبين «مركز البحوث الزراعية» لصيانة وتجديد غطائها الشجرى الذى كان يضم 249 نوعاً شجرياً، وصل عمر جانب منه الآن لنحو 160 عاماً، وأصبح بعضه مهدداً بالاندثار، بما يستدعى سرعة خلق أجيال جديدة منه، وهى المهمة التى يعكف باحثو مصر عليها الآن، وترصدها «الوطن» فى هذا التحقيق.

فى صبيحة يوم ثلاثاء هادئ خالٍ من الزوار، حيث اعتادت الحديقة أخذ إجازة من الجمهور، بدأ أعضاء لجنة صيانة وتطوير وتجديد الغطاء الشجرى لحديقة الحيوان، المشكّلة من عدد من أساتذة وباحثى مركز البحوث الزراعية، يتوافدون على الحديقة، لبدء جولتهم الأسبوعية المعتادة بالحديقة، لمتابعة المهمة الموكلة لهم.

فى انتظارهم كانت الدكتورة مها صابر، الطبيبة البيطرية التى تتولى منصب مدير إدارة حديقة الحيوان، التى تدرك جيداً أهمية الغطاء الشجرى للحديقة، وتؤكد أن كثيراً من أشجار الحديقة موجود لتغذية الحيوان: «هتلاقى مثلاً شجر البامبوزيا موجود بجانب الدببة، والمشطورة بجانب فرس النهر، وأبوالمكارم والسنط بجوار الزراف، وهكذا كان يتم وضع الأشجار فى أماكن مختارة، أغلبها بجوار الحيوانات التى تتغذى عليها»، لكن أهمية أشجار الحديقة، وفقاً لمديرة الحديقة، لا تقتصر على غذاء الحيوانات فقط: «فأغلب حيوانات الحديقة جاية من أماكن مفتوحة مفيهاش تلوث، وكم الشجر ده بينقى الجو ويسهم فى المحافظة على الحيوانات، وتلطيف درجة الحرارة».

المديرة: تفعيل بروتوكول تعاون قديم بين الحديقة و"البحوث الزراعية" لصيانة وتجديد غطائها الشجرى

ونظراً لكل هذه الأهمية، فقد سعت المديرة لتفعيل بروتوكول قديم للتعاون بين الحديقة ومركز البحوث الزراعية لرعاية وصيانة وإكثار أشجار الحديقة، وإحياء عمل لجنة قديمة من أساتذة المركز ومعاهده المختلفة، على رأسها قسم بحوث الأشجار الخشبية والغابات بمعهد بحوث البساتين، لتولى هذه المهمة.

خلال جولة لها بالحديقة بصحبة عدد من الأساتذة الأعضاء باللجنة لتفقد الحديقة، بإحدى السيارات الكهربائية المخصصة لهذا الغرض، أشارت مديرة الحديقة إلى أن هذه اللجنة تسهم مع إدارة الحديقة فى البحث عن الأشجار النادرة التى كبرت ولم تعد تتكاثر بشكل طبيعى وليس لها بذور، لإكثارها بالطرق العلمية الحديثة.

ولا يقتصر عمل اللجنة فقط، على ما سبق، وإنما يمتد أيضاً للبحث عن الأشجار أو الشجيرات التى نمت بسبب مجىء بذورها بشكل عشوائى مع مياه الرى القادمة من النيل، ويمكن أن يؤدى تناولها لأضرار صحية بالحيوانات: «مرة كنا نتجول نتفقد الأشجار وأحد أساتذة اللجنة رأى شجرة وقال اقطعوا الشجرة دى فوراً لأنها سامة».

دقائق وتوقفت مديرة الحديقة بسيارتها عند مشتل حديقة الحيوان، حيث كان جانب آخر من أعضاء اللجنة المشكلة من مركز البحوث الزراعية يستعدون لبدء جولتهم المعتادة، كل ثلاثاء بالحديقة، منذ إحياء عمل اللجنة فى شهر يونيو الماضى، لتفقد أشجارها.

داخل المشتل أخذ الدكتور حسام حماد، أستاذ الأشجار الخشبية بمعهد بحوث البساتين، وأحد أقدم أعضاء اللجنة التى تشكلت منذ عام 1996، يحكى أولاً عن تاريخ الحديقة التى «أنشأها الخديو إسماعيل أساساً، كإحدى الحدائق النباتية الملكية، ضمن الإنشاءات المخصصة لاستقبال ضيوف حفل افتتاح قناة السويس، واستجلب لها نباتات من كل أنحاء الدنيا، منها ما تأقلم وأثبت وجوده فى مصر، ومنها ما مات، وبعد ذلك امتلأت بالحيوانات».

ويشير «حماد» هنا إلى أن الحديقة كانت فى البداية هى وحديقة الأورمان قطعة واحدة، حيث كانت المنطقة الخاصة بحديقة الحيوان الآن بمثابة «السلاملك» الذى يستقبل فيه الخديو ضيوفه، و«الأورمان» بمثابة «الحرملك»، وجاء إنشاء طريق نهضة مصر بعد ذلك عام 1936 ليقسم «الحيوان» عن «الأورمان».

ورغم أن اتخاذ قرار بتحويلها رسمياً لحديقة للحيوان عام 1890، إلا أنها، بحسب ما يضيف أستاذ الأشجار الخشبية، تضم ثروة نباتية تشمل العديد من الأشجار النادرة والنباتات الطبية والعطرية التى انتشرت منها لبقية القطر المصرى، ويزورها بشكل مستمر كل محب أو دارس لعلوم النبات، من كليات الزراعة أو العلوم أو الصيدلة، وكل من يريد معرفة التقسيم النباتى وأشكال النباتات، فضلاً عن الباحثين فى علوم الزينة والأشجار الخشبية.

هنا أشار «حماد» إلى شجرة هى الوحيدة من نوعها فى مصر بالكامل، تسمى «الدلينا إنديكا»، لافتاً إلى أنه بالإضافة لأن خشبها من النوع الجيد، فإنه يتم استخراج مستخلصات مضادة للسرطان منها، هذا فضلاً عن شجرة أخرى تسمى «البوتيا» وتعتبر من الأشجار النادرة التى لا توجد تقريباً أيضاً فى مكان آخر بمصر، بجانب أشجار أخرى أعدادها قلت وفى طريقها للاندثار أيضاً.

"حماد": الحديقة بدأت نباتية وكانت تضم 249 نوعاً شجرياً.. وأشجارها عمرها الآن 160 عاماً

ويلفت أستاذ الأشجار الخشبية النظر هنا إلى أن «حديقة الحيوان كان بها فى الأصل 249 نوعاً شجرياً، وفقاً لحصر تم إجراؤه قديماً، أما الآن فيحتاج الأمر لحصر جديد تستهدف اللجنة إجراءه مرة أخرى، لمعرفة ما تبقى من هذه الأنواع بالضبط، خاصة أن غالبية أشجار الحديقة الآن عمرها يصل إلى 160 عاماً، وأصبحت عقيمة ولا تُنتج بذوراً ومهددة بالانقراض، وتحتاج لطرق معملية لإكثارها».

هكذا تستهدف اللجنة التى تضم أعضاء من معهدى «أمراض النبات» و«وقاية النبات» وقسم الأشجار الخشبية بمعهد بحوث البساتين، من ضمن مهامها «الحفاظ على الثروة الشجرية والخشبية بالحديقة وتحاول أن تبحث عن الأشجار التى فى طريقها للاندثار وتعمل على إكثارها، إما بالبذرة إن وجدت، أو فى المعمل بأسلوب زراعة الأنسجة»، بحسب أستاذ الأشجار الخشبية.

أما بالنسبة للأشجار القائمة، فإن اللجنة «تعمل على صيانتها والمحافظة عليها، ولو هناك فرع مائل تُوجه بقصه لعمل اتزان للشجرة، وكذلك الأفرع المتشابكة يتم قص أجزاء منها لتنمو بشكل جيد، ولو هناك أفرع مصابة يتم إزالتها لكيلا تزيد أو تنتشر الإصابة بالشجرة».

يحرص «حماد» فى هذا السياق على التأكيد على أهمية توافر التمويل والدعم الكافى للنهوض بالحديقة، مشيراً إلى أن «مشتل الحديقة، على سبيل المثال، تربت به كوادر منذ طفولتها حتى حفظت الأشجار وكيفية التعامل معها، وخرجت على المعاش الآن، وهو يحتاج الآن لنحو 25 عاملاً، للقيام بعمليات الزراعة والصيانة المختلفة، ولا يملك أحد منا أو من المسئولين بالحديقة تعيينهم».

هنا التقطت الدكتورة مها فاروق، أستاذ ورئيس قسم الأشجار الخشبية بمعهد بحوث البساتين، وعضو اللجنة المشكلة من مركز البحوث الزراعية للمساعدة فى تطوير الغطاء الشجرى للحديقة طرف الحديث، مؤكدة أملها الكبير فى أن تساهم اللجنة، مدعومة بحماس وتفهم الإدارة الحالية للحديقة، فى أن تنهض الحديقة وتعود لأحسن مما كانت عليه، رغم أى صعوبات قائمة، بما يصب فى النهاية فى عودة الحديقة مرة أخرى للتصنيف العالمى.

تقول «فاروق»: «الدعم المادى الذى نحتاجه مش كبير أوى، حتى مش محتاج تمويل خارجى ولا حاجة، وممكن يخصص جزء من دخل الحديقة للنهوض بمشتل الحديقة، حيث طلبنا منهم إمكانيات بسيطة لا تتعدى عشرات الآلاف من الجنيهات، وتشمل تربة لزراعة الشتلات (مكونة من رمل وطمى وبيتموس)، وأكياس زراعة وقصارى كبيرة أو حتى صفائح لتكون التكلفة بسيطة، ثم وهو الأهم الأيدى العاملة، حتى ولو 10 عمال بالأجر اليومى لنتغلب على صعوبة تعيين عمال حالياً». تشعر «فاروق» أن من واجبهم المساعدة من الآن فى إنجاز هذه المهمة وبأسرع وقت ممكن «للمحافظة على الغطاء الشجرى للحديقة، وتكوين جيل جديد من أشجار الحديقة وخاصة النادرة والمهددة بالاندثار منها، قبل ما نوصل لمرحلة إن الشجر كبر وعجز وهيقع، وذلك من خلال خطة يتم وضعها بالتعاون مع إدارة الحديقة، لتجديد كل أشجار الحديقة، مع المحافظة على القائم منها بحالة صحية جيدة».

خلال جولة أعضاء اللجنة بالحديقة بصحبة المهندس عاشور بدوى، رئيس القسم الزراعى بحديقة الحيوان، والمشرف على الأشجار والنباتات والمسطحات الخضراء بها، أكدت «فاروق» أهمية «الغطاء الشجرى» للحديقة، قائلة: «هوه اللى بيدينا بيئة تحاكى الطبيعة التى جاءت منها الحيوانات وتلائمها، وهو الأمر المهم لصحتها، هذا فضلاً عن أن الأشجار وخاصة الأشجار الخشبية بتاجها الأخضر العالى، تلطف الجو وتوفر للحيوانات الظل وتحافظ عليها من آثار التلوث والعوادم».

توضح «فاروق» هنا أن من أهم الغازات الضارة التى يتم التخلص منها بواسطة الأشجار، غاز ثانى أكسيد الكربون الذى تؤدى زيادة نسبته لآثار صحية ضارة، فى حين تقوم الأشجار الخشبية باستهلاك كمية كبيرة منه، وتمتص الشجرة الواحدة ما يمكن أن يمتصه ربع إلى واحد فدان من أى زراعات أو مسطحات خضراء أخرى، وتختزنه داخلها أو بمعنى آخر تستخدمه لبناء جسمها (الكتلة الحيوية للأشجار)، أما بالنسبة للغازات الضارة والسامة الأخرى وعلى رأسها أكاسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون، فتتولى الأشجار مهمة إبعادها عن الجو المحيط بالحيوانات «التى يكفى عليها الضغط الناشئ من وجودها داخل أقفاص مغلقة»، حسب قولها.

"فاروق": الغطاء النباتى هو الأهم فى حدائق الحيوان ووجوده ضرورى لصحتها والحفاظ عليها

هكذا ترتبط الفوائد الناتجة عن الغطاء الشجرى للحديقة، بالمحافظة على الحيوانات والمساعدة على إبقائها بالحديقة بصحة جيدة، وهو الأمر المهم لإعادة إدراج الحديقة مرة أخرى فى التصنيف الدولى، لأنه كلما زادت وتنوعت الحيوانات الموجودة بالحديقة، فإن ذلك يؤهلها لأن تُدرج عالمياً مرة أخرى كحديقة حيوان، مثلما يمكن إدراجها عالمياً أيضاً كحديقة نباتية، كلما زادت الأنواع الشجرية بها».

تتحدث «فاروق» هنا عن جهود قسم الأشجار الخشبية فى إكثار أشجار الحديقة، كاشفة عن أن الدكتورة هويدا طه، الأستاذة بالقسم، أجرت دراسات على شجرة «الدلينا إنديكا» المهمة لعلاج السرطان والتى لم يتبق منها غير شجرة واحدة بالحديقة، وهى الوحيدة أيضاً بمصر، ووصلت لأفضل المعاملات التى يمكن من خلالها إنتاج شتلات منها فى المعمل، تمهيدا لنشر أعداد كبيرة منها فى الحديقة وغيرها من الحدائق، مؤكدة أنه لا يتبقى على الإنتاج إلا «شوية صرف» على هذه المهمة، حيث تحتاج عملية الإكثار فى المعمل بأسلوب زراعة الأنسجة إلى بعض التكاليف.

فى الطريق، أشارت رئيس قسم الأشجار الخشبية كذلك إلى عدد من أشجار عائلة «الماهوجنى» ذات القيمة الخشبية المرتفعة، ومن بينها شجر «السواتنيا ماهوجانى» الذى يطلق عليه مجازاً «الماهوجنى الإسبانى»، فضلاً عن أشجار «الماهوجنى المكروفيلا» المعروف بالماهوجنى الأمريكى، والمُدرجة على اللائحة الحمراء للأشجار المهددة بالانقراض عالمياً، ولم يبق منها غير أعداد قليلة بمصر، قائلة: «بنلحق آخر حاجة فيها من خلال محاولة الحصول على بذور لها، وإن شاء الله نقدر نمد الحديقة هنا بجيل جديد منها».

هنا تدخل الدكتور مجدى بهنسى، الباحث بقسم الأشجار الخشبية بمعهد بحوث البساتين وعضو اللجنة، مشيراً إلى أنه سيتولى، بجهود ذاتية، إجراء حصر جديد للغطاء الشجرى الموجود بالحديقة، ثم إجراء مقارنة بين الحصرين القديم والجديد، لمعرفة ما الأنواع الموجودة حالياً بالضبط وأعدادها، وما إذا كانت هناك أنواع اندثرت لمحاولة إرجاعها، والأنواع المهددة بالانقراض، وحالتها الصحية، لإنقاذها. يقول «بهنسى»، بينما تواصل اللجنة رحلتها لتفقد أشجار الحديقة: «حديقة الحيوان تعتبر مصدراً كبيراً للثروة الخشبية، وبها أشجار نادرة ذات قيمة خشبية مرتفعة وعائد كبير، وفى الحصر الذى نجريه نقوم بتسجيل هذه الأنواع بشكل رسمى للمحافظة عليها، والنهوض بهذه الثروة وإكثار الأنواع النادرة والمعرضة للانقراض منها، ونشر شتلاتها بعد ذلك، خاصة إن فى أشجار لو ضاعت مش هنقدر نجيبها تانى»، حسب قوله.

باحث: تُعتبر مصدراً كبيراً للثروة الخشبية.. ونُجرى حصراً جديداً لأشجارها لمعرفة الأنواع المهددة بالانقراض

يزيد من أهمية ذلك، وفقاً لبهنسى، «تمتع مصر، من شمالها لجنوبها وشرقها لغربها بمناخ جيد جداً يوجد فيه أغلب الأنواع الشجرية، فضلاً عن إمكانية استغلال زراعتها على مياه الصرف فى التخلص من الكميات الكبيرة من هذه المياه المقدرة بـ7 مليارات متر مكعب سنوياً، والتى يمكن أن تشكل مشكلة كبيرة بالنسبة للبيئة والصحة إذا لم يتم التخلص منها بشكل آمن».

فى الطريق أخذ الدكتور «بهنسى» يشير إلى أشجار أخرى ذات قيمة بالحديقة، منها شجرة «أبوالمكارم» التى كانت تتغذى على أوراقها الزرافة، قائلاً: الشجرة دى بخلاف القيمة الغذائية لأوراقها بالنسبة للحيوان وما تحويه من بروتين، لها قيمة خشبية عالية وتجود فى البيئة المصرية، وتحتاج للاهتمام بها وعمل جيل جديد منها، وقد بدأنا جهوداً لإكثارها بالفعل، خاصة أنها تتحمل العوادم والجو الملوث وتصلح للشوارع.

بعدها بقليل، كانت هناك أنواع مختلفة من أشجار «التاكسوديوم» التى تقوم اللجنة بجمع بذور منها لإكثارها، التى يؤكد عضو اللجنة أن لها قيمة خشبية أيضاً، وتُستخدم بشكل خاص فى صناعة «الأبواب والشبابيك وفلنكات السكة الحديد».

فى الناحية المقابلة، كانت هناك شجرة أخرى تصل لارتفاع شاهق ربما يتجاوز ارتفاع كثير من الأبراج المجاورة، حيث أشار «بهنسى» إلى أنها تسمى «الترمناليا»، وتعتبر من أشجار الشوارع الممتازة لأنها ترتفع بشكل عمودى مستقيم بدون أفرع طويلة متشعبة، بما لا يشكل خطورة من وقوعها أو يحتاج جهداً لتقليمها.

لم تتوقف عجائب أشجار حديقة الحيوان عند هذا الحد، ففى إحدى البقع الخضراء، أشار الباحث بقسم الأشجار الخشبية إلى وجود «شجرة عيد الميلاد» التى تنمو أساساً فى المناطق الباردة، ويعتبر وجودها فى مصر دليلاً أن مناخها مناسب لنمو كثير من الأنواع الشجرية، من بيئات مناخية مختلفة.


مواضيع متعلقة