بريد الوطن..خُزعبلات شاعر حان وقت رحيله
بريد الوطن..خُزعبلات شاعر حان وقت رحيله
لأول مرة فى حياتى أشعر بهذا الشىء، لا أعرف ما هو ولكنه يتخلل روحى قبل أن يتخلل عظامى، أنا لا أُريد أن أتكلم، فمع كُل كلمة أُخرجها من فمى تقطُر فى جسدى نيران، هل هذا وهم من عقلى المريض بكم أم حقيقة لمَوتى القادم، هل أنا ألفظ آخر أنفاسى، أدرك وأعلم أن هذا هين وضعيف بالنسبة لكم، ولكنه يقتلنى، أنا خائفٌ جداً، لم أكن هكذا من قبل، كُنت لا أهاب شيئاً وكان جسدى وصحتى هما منبع افتخارى، أين ذهبا، لا أعلم لم أتحدث إليكم الآن ولكننى لم أجد يوماً من يحنو علىّ ويسمعُنى، تظنونها بضعاً من كلماتى وأشعارى اللعينة التى أُلقيها عليكم كُل مرة، ولكنكم مخطئون، أحاطت بى بضع أفكار لو نطقت بواحدة منها لهدمت كيان بلد كامل، أشعر بأننى أفقد نفسى، أفقد صبرى، أفقد إيمانى، تشكلت لدىّ أفكار جديدة وفكر جديد، وحتى ضياع جديد، وكأننى أغادر حياتى من جديد، أنا مُهلك وعاجز كُل العجز عن التفكير، لا أستطيع التنفس، الجو باردٌ جداً ولكن داخلى يشتعل من الألم بل إن قلبى يخفق فى الثانية سبعين مرة، لا أستطيع الهرب من تلك الترهات، أنا سكران، لا تُسيئوا الظن أنا لم أشرب الخمر ولكننى شربت نبيذ الموت والجوع والهلكان، أسمع أصوات حركة عقارب ساعة، أظن أنها إشارة جيدة بأنه قد حان وقتى.
بقلم الشاعرأحمد حامد كشك
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com
