الأطماع التركية في الشرق الأوسط.. وأسباب توجهها إلى ليبيا

كتب: محمد أسامة رمضان

الأطماع التركية في الشرق الأوسط.. وأسباب توجهها إلى ليبيا

الأطماع التركية في الشرق الأوسط.. وأسباب توجهها إلى ليبيا

تعد منطقة شرق المتوسط مطمعا كبيرا لدول المنطقة برمتها لما تحتويها من مخزون هائل من الغاز الطبيعي يقدر بأكثر من 100 تريليون متر مكعب، لذلك ترغب أنقرة في أن يكون لها نصيب وفير من تلك الثروات.

وجاءت اتفاقية "شرق المتوسط" المعروفة باسم "إيستميد" بين اليونان وقبرص وإسرائيل والتي تهدف إلى تأمين إمدادات الطاقة في أوروبا عبر خط يبلغ طوله 2000 كيلو متر، لتعرقل محاولات تركيا توسيع سيطرتها على شرق المتوسط، ويمكن القول أن التحالف التركي الليبي جاء ردا على تلك الاتفاقية.

أسباب التوجه التركي نحو ليبيا

الاقتراب من مصر

هناك عدة أسباب للتوجه التركي نحو ليبيا، كان على رأسها الاقتراب من مصر، حيث ترغب أنقرة من خلال انخراطها سياسيا وعسكريا في ليبيا في أن تكون قريبة من مصر عن طريق التواجد على حدودها الغربية، خاصة بعد الموقف المعادي التي اتخذته تركيا من مصر بعد ثورة يونيو 2013 والتي أطاحت بنظام الإخوان، لذلك سعت تركيا إلى اتخاذ موقف معاكس للموقف المصري من خلال دعم السراج.

عودة الحلم العثماني

الدور التركي في ليبيا يأتي في إطار مساعي الرئيس التركي رجب طب أردوغان في إحياء العثمانية الجديدة وبسط نفوذ واسع لأبناء أتاتورك على منطقة الشرق الأوسط وشال إفريقيا، ويتأكد هذا الحلم من خلال دعم مشروع الإخوان المسلمين في ليبيا وهذا يبين الطابع الأيديولوجي للعداء حيث ترغب أنقرة في الاقتراب أكثر من الحدود المصرية وتهديدها.

حل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعاني منها تركيا

تعاني تركيا من أزمة اقتصادية طاحنة تعول على حلها من خلال مشاركة أنقرة في مشاريع إعادة الإعمار واستثمارات مستقبلية في البلاد، والحفاظ على استثمارات الشركات التركية في ليبيا والتي تناهز قيمتها 30 مليار دولار، كما تسعى أنقرة لاغتنام قيمة تعويضات المشروعات المتوقفة والتي تقدر بمئات الملايين من الدولارات.

هذا بالإضافة إلى استفادة تركيا من إمداد ليبيا بالسلاح فعلى الرغم من صدور القرار الدولي 1970 عن مجلس الأمن خلال مارس 2011، والذي طالب جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة بمنح بيع أو توريد الأسلحة ومتعلقاتها إلى ليبيا، بجانب القرار 2420 والذي يسمح للدول الأعضاء بتفتيش السفن المتجهة إلى ليبيا أو القادمة منها بهدف التصدي لدخول السلاح إلى ليبيا، إلا أن الواقع على الأرض أمرا مختلفا تماما، حيث أوقفت اليونان سفينة متجهة إلى ليبيا من تركيا تحمل مواد متفجرة، وفي يناير الماضي اتهم البرلمان الذي يتخذ من مدينة طبرق "شرق البلاد" مقرا له، أنقرة بدعم الإرهابيين الذين قتلوا 40 شخصا بالقرب من مسجد في بنغازي.

توفير مواردها من الطاقة

كذلك فإن تركيا الساعية لتوفير مواردها من الطاقة والتي تستهلك كميات من الطاقة سنويا، وليس لديها موارد كافية وتستورد ما قيمته 50 مليار دولار في العام الواحد، ورغم عمليات التنقيب التي تقوم بها أنقرة، إلا أن المناطق البحرية التابعة لها لا يوجد بها آبار غاز أو نفط، وهو ما دفعها في وقت سابق من هذا العام خلال شهر يوليو الماضي إلى إرسال سفن للتنقيب عن الغاز قبالة سواحل قبرص، وهو ما اعتبرته نيقوسيا استفزازا وتحركا غير قانونيا.

وأبرمت أنقرة في 27 نوفمبر الماضي اتفاقا بحريا مثيرا للجدل مع حكومة الوفاق الوطني الليبية تسيطر بموجبه تركيا على مناطق لا تخضع لها بموجب القانون الدولي، وهو ما أثار غضب اليونان وقبرص.


مواضيع متعلقة