من عمال لأبطال في 2019.. منقذو ضحايا "محطة مصر": مش فارق معانا الشهرة

من عمال لأبطال في 2019.. منقذو ضحايا "محطة مصر": مش فارق معانا الشهرة
- محطة مصر
- أبطال محطة مصر
- حادث محطة مصر
- عام 2019
- الحج والعمرة
- محطة مصر
- أبطال محطة مصر
- حادث محطة مصر
- عام 2019
- الحج والعمرة
انفجار كبير هز محطة مصر يوم الأربعاء 27 فبراير 2019 في الساعة 9:39 صباحا، راح ضحيته عدد من المواطنين، مأساة خرج من رحمها الثلاثي "وليد مرضي، ومحمد الذُئب، ومحمد عبدالرحمن"، أبطالًا ورمزا للشجاعة والشهامة.
شهد ذلك اليوم، انفجار "تنك الوقود" لأحد جرارات القطار، الذي دخل المحطة بمنطقة رمسيس مسرعا، ليحدث الاصطدام المروع برصيف نمرة 6، وتشتعل النيران في أجساد الركاب الأقرب للجرار، لتسود حالة من الفزع بين الجميع، ويخرج عمال أكشاك الشركة الوطنية لإدارة عربات النوم، عمال الأكشاك الثاني والثالث والرابع بالترتيب الأقرب لموقع التصادم والحريق، لإنقاذ مصابي ضحايا الحادث.
وليد مرضي: ربنا استجابلي السنة دي بأمنيتين.. العمرة وحب الناس
وليد مُرضي شاب قتل خوفه بشجاعته وبسالته لإنقاذ العديد الذين ألتهمتم النيران.. ظهر وليد عقب ساعات قليلة من الحادث، بعدما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لبطلٍ يرتدي الأبيض والأسود يطفئ الحريق، ويحاول إنقاذ بعض المصابين، لتنهال التعليقات والدعوات له "ربنا يجيرك من نار جهنم زي ما بردت نارهم يا بطل".
"مخفتش النار تاكلني أو يحصلي حاجة، واتعاملت بالفطرة اللي جوايا".. هكذا يتذكر ابن محافظة المنوفية، الذي يعمل بمحطة مصر منذ أكثر من 17 عاما، الحادث الذي جعله بطلا عبر مواقع التواصل الجتماعي والصحف العالمية، حتى منحه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، رحلة عمرة هدية، التي مكنته من زيارة بيت الله الحرام وتحقيق إحدى أمنياته.
ورغم صعوبة وفجاعة الحادثة، فإنها كانت سببا في تحقيق ذلك الحلم الذي كان بعيد المنال، كما كان دليلا على استجابة الله عز وجل لدعواته السابقة، قائلا في حديثه لـ"الوطن"، إنه: "كنت دايما بدعي أنه يارب حبب فيا خلقك، وبعد الموقف حسيت فعلا أن الكل بيحبني وأن ربنا استجابلي، وحب الناس نعمة الحمدلله".
لمس الرجل الثلاثيني، خلال عام 2019، حب كبير من المواطنين له "مفيش حد بيجي محطة مصر إلا ويسلم عليا ويشكرني ويقولي يا ريت كل الناس زيك، وكلهم ناس طيبين زي حالاتنا كده"، وهو ما هون عليه صعوبة الموقف المرير الذي مرّ به وما زال تاركا أثاره السيئة في ذهنه.
كرم محافظ المنوفية مرضي عقب الحادث؛ ليكون ذلك شرفا بالغا له، مؤكدا أنه لم يكن ينتظر مقابلًا لشجاعته في إطفاء الحريق وإنقاذ الضحايا بالمياه البطاطين، وإنما تصرف بتلقائية "مكنتش متخيل إن الموضوع هينتشر كده وقتها وهيحصل كل ده، علشان كده الحمدلله، 2019 عيشت فيها أصعب وأجمل حاجة"، قائلا بتلقائية شديدة: "مش فارق معايا أبقى أشهر واحد، أهم حاجة عملت اللي يمليه عليا ضميري".
محمد عبدالرحمن: دعوات الناس هونت عليا صعوبة السنة دي.. وجبرت بخاطر أبويا
ترك عام 2019 الأثر نفسه لدى محمد عبدالرحمن، 23 عاما، العامل بالشركة نفسها، الذي سارع أيضا لإنقاذ الضحايا، دون أن يفكر في القفز بعيدا، وإنما هرول من الكشك، حاملا "جركن" المياه القريب منه لإطفاء المصابين من النيران التي ألتهمت أجسامهم الضعيفة، خصوصًا الأطفال، بمشاعر الإنسانية والأبوة.
"السنة كانت صعبة، تركت أثر كبير في حياتي".. بعد أن عايش الشاب المقيم في الشرقية ذلك الحادث، لم يمحَ من ذهنه مشهد واحد ظل يلازمه لعدة أشهر، وهو "الطفل اللي النار كانت قايدة فيه، وقتها افتكرت عيالي، وجريت عليه أطفيه، ببطنيتي اللي كنت بتدفى بيها في الشتا، صورته مش عايزة تفارق عيني".
استمرت مشاعر الابن البار النبيلة بعد ذلك الموقف، فبعد منح إحدى الشركات الخاصة هدية عمرة مجانية له، تبرع بها لوالده العجوز، رغم رغبته القوية في زيارة الكعبة المشرفة، ليتفاجأ بعدها بمنحة العاهل السعودي له ليحقق حلمه أيضا: "وقتها حسيت بكرم كبير جدا من ربنا أني فرحت أبويا وفرحت أنا كمان، ومنها كمان قربت من ربنا أكتر".
على الرغم من مرور 10 أشهر على الحادثة، التي حولت الأب لطفلين من مواطن عادي إلى نجم شهير، فإنه بات يتمتع بصيتٍ عالٍ في المحطة ويقبل عليه العديد من روادها لشكره وتحيته على موقفه الشجاع: "دي هديتي التانية من ربنا، هي دعوات الناس ليا اللي بتفرح قلبي لحد دلوقتي رغم الحادثة اللي متمناش أنها تتكرر تاني".
محمد الذئب: طول السنة بدعي لصحابي اللي ماتوا في الحادثة ومش بنساهم
وعلى النقض، لا تزال الواقعة تؤرق البطل الثالث محمد الذُئب، لتجعل عام 2019 هو الأصعب بالنسبة له، حيث فقد اثنين من أقرب أصدقائه له في الحادثة، كما أنها ولدّت العديد من المشاهد المؤلمة لم تفارقه: "حسيت إن الواحد ممكن في لحظة يموت ومش ضامنين نعيش إزاي أو نموت إزاي".
ذكرى صديقه أيمن، الذي كان يعمل بالكشك المواجه له، التابع للشركة الوطنية لإدارة عربات النوم، لم تفارقه يوما، ليدعوا له بالرحمة طوال الوقت، قائلا: "لحظات عمري ما هنساها في حياتي، ربنا يرحمه، كان أخويا وصاحبي، وربنا يرحم كل شهداء الحريق".
لم يهون من هول الفاجعة، سوى العمرة التي أداها الشاب العشريني التي غيرت من حالته النفسية بشدة وقتها وساهمت في التأثير عليه، إضافة إلى المعاملة المختلفة التي لمسها من الآخرين، حيث قدم له العديد الشكر والتقدير لموقفه البطولي.